قبل أسابيع انفردنا بنشر نتائج الاستطلاع الرسمي الصادر عن قطاع الأمانة العامة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون الذي يؤكد التراجع المخيف في مستوي البرامج والمادة الاعلامية التي تبثها القنوات المحلية، وهو الأمر الذي أقره خبراء الاعلام الذين أكدوا تراجع الدور التنموي الذي كان ينبغي لهذه القنوات أن تلعبه كل في محيطه. وفي هذه الأوراق الجديدة التي تتضمن وقائع مخيفة عن المشاكل التي تعصف بهذه القنوات وتقضي علي الأمل الأخير في انقاذها يتأكد لنا أن الموقف يحتاج الي تدخل حاسم ووقفة سريعة من وزير الاعلام ورئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون قبل استفحال الأمور وبلوغها الدرجة التي يستحيل معها انقاذ القنوات المحلية وبالتالي لا يصبح هناك مفر من الغائها. ففي القناة السابعة التي تنطلق في بثها من المنيا وتتوجه بخطتها وموادها الاعلامية لتخدم جمهور الصعيد في محافظات الفيوم وبني سويف وأسيوط، تسود حالة من السخط والاستياء جميع العاملين فيها، يستوي في هذا المعدون والمخرجون والفنيون من التخبط الاداري وغياب الشعور بالمسئولية لدي قيادات القناة الأمر الذي أدي الي غياب الدورالذي يفترض أن تلعبه القناة، وتراجع نسبة مشاهدتها في دائرة جمهورها الي الدرجة التي جعلتها تحتل المركز الأخير في قائمة القنوات المحلية الأكثر جذبا لجمهور المشاهدين. والغريب أن هذا الفشل الذريع لقيادات القناة السابعة في ادارة شئون القناة لم يحل دونهم واشاعة مناخ من الرعب وممارسة شتي أشكال التهديد والوعيد والتخويف لكل من تسول له نفسه، من العاملين الاحتجاج بشكوي أو رفع صوته عبر رسالة في مجلة أو صحيفة، الأمر الذي دفع بعضا منهم للتهديد بالاعتصام والاضراب اذا لم يتم حل مشاكلهم ومساواتهم بزملائهم في القنوات الرئيسية الأخري. في السياق نفسه نؤكد أن القناة السابعة تفتقر الي الهيكل الوظيفي ومازالت الأمور تسير فيها "بالبركة" وحتي قدوم الرئيس الجديد علي عبد الرحمن، الذي كان يعمل في القناة الثالثة من قبل، لم يغير من الأمر شيئا، علي الرغم من وعوده في بداية توليه منصبه باستقدام كاميرات وسيارات جديدة ووضع هيكل اداري ووظيفي، وهي الوعود نفسها التي قطعها علي نفسه من قبل عادل معاطي الرئيس السابق للقناة والرؤساء الذين قبله، ومازالت القناة تعمل بكاميرات متهالكة وبطاريات منتهية يتم تسليمها للقناة بعد استهلاكها تماما في القنوات الرئيسية في العاصمة، ويكفي أن محافظة مثل أسيوط توجد فيها كاميرا واحدة يتم توزيعها بين أكثر من برنامج في اليوم الواحد ومن ثم لا تتيح لمندوبي القناة هناك تقديم التغطية الاخبارية اللازمة علي الرغم من حساسية المحافظة وأهميتها الاستراتيجية هذا بخلاف تأخير صرف الماليات وكشوف الحوافز الانتاجية، بدليل أن تكليفات الانتاج الخاصة بالمعدين والمذيعين عن عام2004 لم يتم صرفها حتي يومنا هذا، وكذلك حوافز انتاج أعياد2004، بل ان مصادر مقربة من قيادات القناة تؤكد أن هذه الكشوف لم تسافر الي القاهرة لاعتمادها، والأمرنفسه ينطبق علي استمارات السفر؛ فقد تم التنبيه علي العاملين بالسفر أسبوعيا الي بقية المحافظات التي تخدمها القناة السابعة، ومن يتباطأ أو يخالف يحرم من البدلات والمستحقات، وبالفعل امتثل المعدون والمذيعون والمخرجون والفنيون وسافروا علي نفقتهم الخاصة لكنهم فوجئوا بتأخير صرف استمارات السفر الخاصة بشهور: يوليو وأغسطس وسبتمبر الماضية علي الرغم من انتهاء مراجعتها في القناة!! يحدث هذا في الوقت الذي يحصل فيه من يطلق عليهم (منفذو الانتاج) مكافآتهم بالكامل عن البرامج الكثيرة التي يتم تكليفهم بها علي الورق فقط، وتصل مكافآتهم الشهرية الي مايقرب من ألف جنيه، وهو المبلغ الذي لا يحصل عليه المعد أو المخرج أو المذيع الذين يفترض انهم أساس العملية الاعلامية. والحال نفسه ينطبق علي بعض المخرجين الذين يتمتعون بسلطة ونفوذ تجعل منهم أصحاب سطوة وصلاحية أكثر من تلك التي يتمتع بها نائب رئيس القناة أو رئيسها نفسه، فأحد المخرجين يتولي وضع جداول التكليفات الخاصة بالمذيعين والمعدين والمخرجين مرتكبا في هذا مخالفة ادارية، لأنه انتزع بهذا اختصاصات رئيس القناة أو نائبه فقط. اما مذيعات القناة السابعة فيتمتعن بنفس مواصفات غالبية مذيعات التليفزيون المصري، سواء الثقافة السطحية أو عدم أهليتهن للمركز الحساس نظرا لفوزهن به بالوساطة والمحسوبية؛ فاحداهن تعمل في القناة علي الرغم من اعتراض زينب سويدان رئيس التليفزيون السابقة علي عملها، وأخري تحولت من معدة الي مذيعة "بحركة شهامة" حيث أجري لها اختبار، مع زميلة أخري، بعيدا عن اختبار المذيعين والأمر نفسه ينطبق علي المذيعة التي كانت مندوبة أخبار في أسيوط وتدعي انها " مسنودة " وتدلل علي هذا بأن رئيس القناة الجديد لم يستطع أن يستبعدها من قراءة النشرة الاخبارية سوي لمدة يوم واحد فقط عادت بعده الي الشاشة، خصوصا انها تتولي بنفسها اختيار الأيام التي تسجل فيها برامجها بينما تتجسد مأساة القناة في مندوب الانتاج الذي يغيب طوال الأسبوع باستثناء يوم واحد فقط، وحجته في هذا انه يقوم بمأمورية لانهاء الاجراءات المالية واستمارات السفر، التي أشرنا من قبل انها لم تصرف منذ العام الماضي، والغريب انه سبق صدور قرار بمجازاة هذا المندوب بخصم 3 أيام من راتبه، وحرمانه من الاعمال الادارية، ومع هذا تم تجاهل الأمر والجزاء ومازال يتصرف في الأمور المالية مما أدي الي التسبب في ضياع أذونات الصرف الخاصة بالمذيعين ("نهضة مصر" تحتفظ بقائمة الأسماء لمن يشاء الاطلاع عليها). وآخر مفاجأة في كواليس القناة السابعة أن مختار مصلح رئيس القناة السابق كان مكلفا علي برنامج عنوانه " آراء المشاهدين " كان يذاع في فترة رئاسته للقناة مرتين في الأسبوع، وبمجيء الرئيس الجديد للقناة تقلص الي مرة واحدة فقط غير انه لم يتدخل لصرف أجور بقية العاملين فيه ممن لم يتقاضوا مستحقاتهم في الوقت الذي يداوم رئيس القناة السابق علي صرف مبلغ يقدر بألفين وسبعمائة جنيه شهريا ومازال العاملون يطالبون بزيادة بدل الاطلاع وبدل المظهر الذي يبلغ خمسين جنيها فقط ولا مجيب لمطالبهم!!