الكاريكاتير هو الحيلة التي تجعلك تبلع حبة الدواء بدون مرارة وفقا لرأي عمنا الفنان الاكبر في عالم الكاريكاتير "زهدي" اما الفنان طوغان فقد قال "ان الكاريكاتير ليس مجرد نكتة لكنه احد اسلحة التغيير والتطهير في المجتمع". وقد اصدر مؤخرا ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الانسان تقريرا مهما تحت عنوان "الكاريكاتير.. المأساة الضاحكة" تناول تحليل مضمون لرسوم الكاريكاتير في الصحافة المصرية والكاريكاتير كلمة مأخوذة من كلمة ايطالية تعني المبالغة.. ولكن دراسات اخري تشير الي ان الكاريكاتير فن فرعوني، تضم العديد من المعابد ومنها معبد هابو رسوما عديدة وان كانت تتسم بالمبالغة الشديدة. وفي فرنسا كانت صحيفة الكاريكاتير الصادرة عام 1832 اول صحيفة ساخرة ثم تلتها صحيفة اخري باسم العرض ومجلة بانش للفكاهة. ان في مصر فقد ظهرت ارهاصات الكاريكاتير في الصحافة مع انشاء مجلة الكشكول ثم صدور مجلة روزاليوسف سنة 1925 حيث قام الفنان صاروخان ومنذ عام 1928 برسم صورة الغلاف لمجلة روزاليوسف وكان لشخصية المصري افندي التي ابتكرها اثر كبير في ربط رسوم الكاريكاتير بواقع ومشكلات الشعب المصري. ولتحول الفنان زهدي الي الكاريكاتير قصة وطنية فقد شاهد استشهاد طلبة جامعة القاهرة في مظاهرات 1936 برصاص الانجليز ورسم الشهيدين عبدالحكيم الجراحي وعبدالمجيد موسي. وبسبب الكاريكاتير قام بعض طلبة الازهر عام 1962 برشق مبني الاهرام بالحجارة بسبب رسوم المبدع صلاح جاهين وتناوله بالنقد للشيخ الغزالي مما ادي الي تدخل نائب رئيس الجمهورية وقتها كمال الدين حسين لتهدئة الازمة واظهر الاستطلاع الذي رصده التقرير ان جريدة الاخبار جاءت في المرتبة الاولي ثم صحيفة الاهرام وجاء موضوع الحق في المشاركة في المرتبة الاولي ثم الحق في الطعام والرعاية الصحية والمسكن في المرتبة الثانية والحق في التعليم والعمل في المرتبتين الخامسة والسادسة. فيما غاب تماما في الرسوم الكاريكاتيرية بجميع الصحف الحق في حماية الاطفال ضد العنف والاستغلال وحق الافراد في اتخاذ الاجراءات الادارية التي تحميهم. وفي مجال الكارتون السياسي فان نقد السياسة الامريكية والاسرائيلية بدا واضحا بشدة في معظم الرسوم التي تناولت بوش وشارون، ونددت بالعدوان الامريكي الاسرائيلي علي الشعب العراقي والفلسطيني. كما تناولت الرسوم الكارتونية الحوادث الارهابية في مصر والعالم. والاهم ان التقرير يرصد تفاوتا في قضايا الحق في المشاركة فالصحف الحزبية والمعارضة توجه نقدا لاذعا للحكومة والصحف القومية تتعامل مع هذه القضية من خلال شخصيات مدمنة للمخدرات وتنظر لممارسة المواطنين هذا الحق باستنكار واستخفاق شديدين. وحين تخطي رسام الكاريكاتير بالاخبار مصطفي حسين الخطوط الحمراء في الكاريكاتير الشهير الذي رسم فيه مصر حبلي بالديمقراطية مع تعليق تحته بان هناك تخوفات بان الحمل كاذب، تم تغيير التعليق الي تعليق اخر يقول: مهما كان الالم المولود الجديد يفرح. ولا نعرف اذا كان مصطفي حسين قد وافق علي هذا التعديل ام لا!