تماما، ومثلما حدث أثناء الأزمة الصحية للنجم أحمد زكي، التي راح بعدها في غيبوبة، راحت بعض الصحف تتناقل أخبار الحالة الصحية المتدهورة للفنانة سعاد نصر، وزادت علي هذا بالقول في قسوة غير مبررة بأنها "ماتت إكلينيكيا"، وفي تطور لاحق انقلب الحال إلي صدام ومعارك تبودلت خلالها المحاضر في أقسام البوليس بين الأطباء الذين يشرفون علي "الحالة" وعدد من أفراد أسرتها من جانب وبعض الأصدقاء والزملاء من الفنانين، ومن بينهم زوجها السابق أحمد عبدالوارث من جانب آخر، الأمر الذي وصف بأنه "صراع مبكر" بين الورثة علي "توزيع التركة". بالطبع لم يخل الأمر من مبالغات، لا تقل إثارة عن هذه المشاحنات، لكن الحقيقة التي ينبغي علي الجميع مراعاتها أن الأطباء المعالجين هم وحدهم الذين يملكون الحكم علي الحالة الصحية لسعاد نصر، وليس سواهم من أولئك الذين ينطبق عليهم القول "من الحب ما قتل"، ومن ثم فالاحتكام يكون دائما للتقارير الطبية اليومية التي تصدر عن المستشفي الذي ترقد فيه "سعاد"، وقد جاء في آخرها أن "الحالة طبيعية خصوصا النبض والضغط وتشبع الدم بالأكسجين مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة لكنها تتنفس بشكل طبيعي دون اللجوء إلي أجهزة التنفس الاصطناعي أو الأنبوبة الحنجرية غير أنها تعاني من التهابات في القصبة الهوائية وتخضع لعلاج طبيعي علي الأطراف والصدر لإخراج الإفرازات، أما حالتها العصبية فهي مستقرة، ومقياس الغيبوبة يتراوح ما بين 9 و10 من 15 وتفتح عينيها تلقائيا وتجذب يديها إلي جسمها مع مؤثر الألم وتصدر آهات صوتية"، وعلي عكس التقرير الطبي العلمي جاء بيان المستشفي الذي صدر في أعقاب المعركة الحامية التي جرت أحداثها في المستشفي بين الفنان أحمد ماهر وزوجته وفاء والفنان أحمد عبدالوارث الزوج السابق للفنانة سعاد نصر ليعكس حالة الفوضي التي تسببت فيها هذه الأطراف الثلاثة عندما تهجمت علي المستشفي وأطبائها، بعد الإصرار علي اقتحام حجرة المريضة، وهو البيان الذي يؤكد واقعة الاقتحام التي أنكرها أحمد ماهر وسجلت في المحضر رقم 909 لسنة 2006 جنح مدينة نصر أول وأشرت النيابة عليه بالقبض علي الأطراف الثلاثة بتهمة السب والقذف والضرب لطبيب أثناء تأديته لوظيفته، لكن زوجها السابق أحمد عبدالوارث برر ما حدث بأنه هلع أصاب الفنان أحمد ماهر نتيجة قيام إحدي الفضائيات ببث خبر موت "سعاد" "إكلينيكيا" فأصر علي رؤيتها ليطمئن بنفسه ونفي ما عدا هذا من اتهامات مثلما نفي أن يكون قد طالب بالحقوق المالية لأولاده طارق وفيروز منها، مؤكدا أنهما ليسا قصرًا ليطالب بحقوقهم الشرعية، وأن هدف الزيارة إنساني ليطمئن علي أم أولاده بدليل أن زوجته كانت بصحبته واختتم بالقول إنه غير متفائل، لأن الحالة لم يطرأ عليها أي تحسن علي الرغم من طول المدة، وهو الرأي الذي علق عليه د. محمود غلاب أستاذ التخدير بكلية طب عين شمس والمشرف علي علاجها بقوله إن تقرير اللجنة التي شكلها وزير الصحة جاءت إيجابية، وأكد أن الحالة ستتحسن إلي الأفضل بمجرد أن يصل مقياس الغيبوبة إلي 13 من 15؛ ففي هذه اللحظة ستتكلم ولا يصبح هناك بعدها سوي العلاج الطبيعي للأطراف خصوصا أن العقل يعمل بطريقة جيدة علي حد قوله وإن عاد للتأكيد أن مضاعفات الغيبوبة، ومنها جلطة الرجل والرئة وقرح الفراش، واردة في مثل هذه الأحوال وحول اتهامه بتصوير الفنانة بهاتفه المحمول ألقي باللائمة علي زوجها وشقيقها بدليل وجود إقرار منهما بذلك لدي إدارة المستشفي، وأن التصوير كان يهدف لطمأنة الرأي العام بعد شائعة موتها "إكلينيكيا"!! ومن ناحيته وصف شقيقها الأكبر سامي نصر واقعة اعتداء الفنانين علي الأطباء ومحاولة اقتحام حجرتها بالهمجية، وأكد خطورة زيارتها في غرفة العناية المركزة علي صحتها، واستنكر مطالبة زملائها الفنانين بنقلها إلي مستشفي آخر في الوقت الذي أعلن وزير الصحة أنها تلقي عناية فائقة، واختتم بقوله: "من يحبها.. عليه أن يرحمها ولا يزعجها".