شيعت الكويت أمس جثمان الشيخ جابر الأحمد الصباح 77 عاما الذي وافته المنية فجر أمس بعد صراع طويل ومزمن مع المرض وسط حضور عربي ودولي كبير فيما جري انتقال السلطة إلي الشيخ سعد العبدالله ولي العهد بأسلوب هادئ وسلس. وقد عم الحزن أرجاء الكويت ومنطقة الخليج العربي حزنا علي رحيل أحد الزعماء الذي ملأ الحياة السياسية خلال ثلاثة عقود. وأعلنت الكويت أمس حدادا رسميا لمدة 40 يوما بعد وفاة أميرها الشيخ جابر الأحمد الصباح فجر أمس عن عمر ناهز 77 عاما بعد صراع طويل مع المرض. ووفقا للدستور الكويتي فإن ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح 76 يصبح تلقائيا أميرا للبلاد. واستبعدت تقارير صحفية وجود أي مشاكل في انتقال السلطة. ولكن نظرا لان المرض اعيي الشيخ سعد يتوقع محللون سياسيون ان يدير الشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس الوزراء البلاد بشكل فعلي وهو دور لعبه علي مدي السنوات الاربع الماضية. واثار مرض كل من الشيخ جابر والشيخ سعد علي مدي السنوات القليلة الماضية قلقا في الداخل والخارج بشأن من الذي سيدير الكويت حيث يوجد عشر احتياطيات النفط الخام العالمية والتي كانت نقطة الانطلاق الرئيسية لغزو العراق عام 2003 . وجاء في بيان اصدره الديوان الاميري "ببالغ الحزن والاسي ينعي الديوان الاميري الي الشعب الكويتي والامتين العربية والاسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له باذن الله تعالي صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت الذي انتقل الي جوار ربه فجر هذا اليوم الاحد". في غضون ذلك عقد مجلس الوزراء الكويتي اجتماعا طارئا أمس برئاسة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس المجلس للنظر في ترتيبات انتقال الحكم بعد وفاة الامير الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح فجر أمس. وينص الدستور الكويتي في مادته الرابعة علي أن يعين ولي العهد اميرا للبلاد اذا خلا منصب الامير ويمارس مجلس الوزراء جميع اختصاصات رئيس الدولة لحين اختيار الامير بذات الاجراءات التي يبايع بها ولي العهد في مجلس الأمة. وكانت المصالح الحكومية الكويتية والسفارات العربية والاجنبية قد نكست اعلامها حدادا علي وفاة الشيخ جابر. وكان رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قد عاد الي الكويت بعد قطع زيارته الخاصة لسلطنة عمان عقب الاعلان عن وفاة امير الكويت. وقد توافد افراد الاسرة الحاكمة إلي قصر دسمان حيث من المنتظر تلقي العزاء في وفاة الشيخ جابر في الوقت الذي عم فيه الحزن علي جميع ابناء الشعب الكويتي وخلت الشوراع من السيارت والمارة بعد الاعلان عن تعطيل المصالح الحكومية لمدة ثلاثة ايام. و تجمع المئات من المواطنين الكويتيين والمقيمين أمام قصر دسمان بالكويت العاصمة مقر اقامة امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح منذ الاعلان عن وفاته. ومن المنتظر ان يعقد مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) جلسة خاصة بعد غد للمناداة بتعيين الشيخ سعد السالم الصباح اميرا للكويت خلفا للشيخ جابر. وتوقعت مصادر مطلعة أن يعاد طرح موضوع ضم ولاية العهد إلي رئاسة مجلس الوزراء ، وهو الأمر الذي كان معمولا به حتي يوليو 2003 حين تم فصلهما عن بعضهما البعض بحيث يتولي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح المنصبين. ويتوقع المراقبون ان تعلن الحكومة الحالية استقالتها لاتاحة الفرصة لأمير البلاد الجديد ان يعين حكومة جديدة. ويشترط الدستور الكويتي فيمن يعين وليا للعهد ألا تقل سنه عن ثلاثين سنة يوم مبايعته وان ينيب عن الامير في حال تغيبه عن الدولة. وقد منح الدستور الامير الجديد حق تسمية ولي العهد الجديد فاذا لم يحدث اتفاق داخل مجلس اسرة الحكم يطرح الامير ثلاثة اسماء من ابناء العائلة علي مجلس الامة لاختيار احدهم لهذا المنصب. من ناحية أخري، أعلنت البورصة الكويتية وقف تداول أسهم الشركات المدرجة فيها لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس حدادا علي وفاة الشيخ جابر في حين توقعت مصادر مطلعة أن تتأثر السوق سلبا عند معاودة التداول بعد غد. كما أعلنت البنوك المحلية تعطيل أعمالها بدءا من أمس ولمدة ثلاثة أيام علي أن تستأنف أعمالها بعد غد. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه عن تأجيل الامتحانات الجامعية النهائية أمس علي ان تستأنف بعد غد. ونعت العواصم العربية والعالمية الفقيد العربي الكبير واكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة ان مملكة البحرين والامتين العربية والاسلامية خسرت بوفاة امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح قائدا فذا ورجلا حكيما كرس حياته في خدمة شعبه وأمته ودينه وخدمة الانسانية وستظل أعماله ومنجزاته راسخة في الوجدان وستبقيه نموذجا يحتذي به في القيادة والبذل والعطاء. وقال الملك في بيان للديوان الملكي ان مملكة البحرين تؤكد وقوفها الي جانب دولة الكويت الشقيقة والشعب الكويتي الشقيق في هذه الظروف الاليمة لتستذكر بالعرفان والتقدير بصمات الفقيد الكبير البارزة في نهضة دولة الكويت وتطورها في كافة الميادين وبدوره في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوطيد أركانها. كما نعي رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الشيخ جابر، مشيدا بدوره كقيادي "حازم في الايام العصيبة". وقالت وزارة شئون الرئاسة في بيان بثته وكالة انباء الامارات ان "الامتين العربية والاسلامية فقدتا قائدا بارزا كرس حياته لخدمة وطنه وامتيه العربية والاسلامية ورفعة شأنهما بمواقف مشهودة من اجل تحقيق التضامن العربي والاسلامي".