الفاو: أسعار المواد الغذائية ترتفع للشهر الثاني على التوالي    التقديم الثلاثاء.. الأوراق المطلوبة للتصالح في مخالفات البناء    حرب غزة تشعل جامعات العالم، تعرف على خط سير الاحتجاجات الطلابية    جوميز يمنح 11 لاعبا راحة من التدريبات الجماعية قبل مواجهة سموحة    عاجل.. عودة الأمطار.. «الأرصاد» تحذر من تغير حالة الطقس في الساعات المقبلة    إصابة 12 شخصا في انقلاب ربع نقل بمركز المنيا    المتحدة تطلق حفلات "ليالي مصر" من الدلتا للصعيد    "شقو" يتراجع ويحتل المركز الثاني في شباك التذاكر    البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    توخيل يلمح لإمكانية استمراره مع بايرن ميونخ    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    تونس تدخل تعديلات على قوانين مكافحة المنشطات بعد صدور عقوبات ضدها    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    نعم سيادة الرئيس    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من حق جمال مبارك ترشيح نفسه بشرط إعطاء الفرصة لوجود مرشحين حقيقيين في الساحة!!
نشر في نهضة مصر يوم 05 - 01 - 2006

الحوار مع الكاتب الكبير "وحيد حامد" له مذاقه الخاص، ومتعته الممتدة وحميميته القوية، فهو واحد من أهم المبدعين المعبرين عن قضايا البسطاء وأحلامهم المؤجلة وهو كاتب من أهم الفرسان الذين مارسوا "اللعب مع الكبار" لصالح "البريء" و"المنسي" في مواجهة "طيور الظلام" وهواة "النوم في العسل" و"الرغبة المتوحشة" في تهميش الساعين إلي "كشف المستور"!!
ذهبت إلي "وحيد حامد" محملاً بعشرات الاسئلة التي يدور معظمها حول الشأن الداخلي بكل ما يحويه من تغيرات ومتغيرات، وتشابكات واشتباكات وكان لنا معه هذا الحوار الذي بدأته سائلاً:
ما هي انطباعاتك كمواطن وكمفكر مصري عن التشكيل الوزاري الجديد، وهل يمكن أن يؤدي هذا التشكيل إلي تغيير حقيقي أم ان المسألة - كما تعودنا - ليست سوي استبدال اسماء بأسماء، كل عمل وزرائها هو تنفيذ توجيهات وتعليمات الرئيس لا أكثر ولا أقل؟
- أول انطباعاتي أن الوزراء الجدد من الأثرياء المثقفين، وقد سعدت جدًا لأنهم اثرياء وبالتالي لن يكونوا في احتياج للسرقة، بل علي العكس هم قادرون - بأموالهم - علي أن يعطوا للحكومة لا أن يأخذوا منها، وهذا - في حد ذاته - شيء مبشر، يدعو للاطمئنان، ولو اتفقنا أن الوزراء ليسوا سوي منفذين لتوجيهات وتعليمات الرئيس، فإننا ينبغي أن نتفق علي أن هناك منفذًا جيدًا ومنفذًا غير جيد، وانا اتمني أن يوفقهم الله في أن يكونوا منفذين جيدين!!..
وينبغي علي من يتوقع تغييرًا مفاجئًا أن ينسي ذلك لأن التغيير السريع غير منطقي وغير معقول لأننا نحتاج زمنا ممتدًا وطويلا لحدوث تغيير تدريجي، ولا نتصور بعد الحالة التي وصلنا إليها أن يتم الاصلاح بقرار أو بتغيير وزاري لأن قدرات أي وزير اقل من أن يفعل شيئًا بمفرده، فالتغيير يحتاج إمكانيات اقتصادية واجتماعية ونفسية وهذه الامكانيات - مع الأسف - غير موجودة وغير متاحة حاليًا.. التغيير الحقيقي يتطلب منا إعادة بناء الانسان المصري وتنشيط انتمائه لوطنه لأن هذا الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقودنا إلي اصلاح حقيقي، فالانسان المصري نفسه يحتاج إلي اعادة إعمار أو اعادته للقواعد التي كان ينطلق منها قديما، وهذه المسألة سوف تأخذ وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا.. لقد وصلنا إلي حالة من الانهيار، ولن نستطيع إعادة بناء مصر من جديد بقرار سريع أو بتغيير وزاري محدود، فالمسألة لن تتم إلا بالتدريج.
ألم تلاحظ أننا نتحدث - منذ نصف قرن - عن هذا الاصلاح التدريجي والخطط الخمسية للنهوض بالاقتصاد، وضرورة التقشف وربط الأحزمة والديمقراطية التي ينبغي أن تتم بالتدريج بحجة أننا شعب لم ينضج سياسيًا.. لقد انتظرنا طويلاً وربطنا الأحزمة حتي صارت هذه الأحزمة جزءًا من أجسادنا.. الا تري أن كل هذه الشعارات مجرد مسكنات لا تشفي من أمراض تفشت واستفحلت؟
- ينبغي علينا أن نفرق بين القول والفعل، وأن نفرق بين النوايا الصادقة والنوايا الاعلامية، ومن السهل جدًا ترويج الشعارات ولكني أحدثك عن الواقع الذي عشناه.. لقد كنا - مع الأسف - نردد هذه الشعارات ولا ننفذها، وبالتالي تزايدت المساويء لأننا لم نعالجها.. لقد وعدنا الناس بالاصلاح ولم ننفذ شيئًا من هذه الوعود.. خذ مثلاً مشكلة مثل مشكلة انتشار الفساد.. هذه المشكلة كان من السهل حلها بتطبيق القانون علي الفاسدين بحسم ولكن هذا لم يتم، أو تم تطبيقه علي بعض الحالات ولم يطبق علي كل الحالات ينبغي تطبيق القانون علي الجميع دون استثناء.
ثم لماذا تركت النظام المصرفي في الماضي بدون ضوابط حقيقية، ولماذا تركت العشوائيات تتمدد وتمتد إلي هذا الحد؟.. اعتقد أن الحكومة هي المسئول الأول عن هذه العشوائيات، لأن المواطن من حقه أن يجد لنفسه مسكنًا، فإن لم توفره له الحكومة يصبح من حقه الاستيلاء علي أي قطعة أرض ليبني عليها لنفسه مسكنا، وليس من حقك أن تلومه لأنك لم توفر له البديل.. لقد تفشت الرشوة في المحليات وانتشرت العشوائيات وفسدت الذمم وضعفت الهمم.. باختصار.. كل المصائب التي حدثت لنا لم تتم إلا بموافقة الحكومة.
لا توجد دولة بدون قانون، وقد وجد القانون لتنظيم حياة الناس، والسبب الحقيقي وراء كل مشاكلنا أن الحكومة لم تطبق القانون، فالأدوار المخالفة في المباني سببها عدم تطبيق القانون، وانتشار الرشوة والفساد والمحسوبية والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة سببها عدم تطبيق القانون وعدم محاسبة المخطئين والفاسدين والمرتشين ولهذا اختلطت المعايير ولم يعد أمامنا سوي إعادة بناء الانسان من جديد وهذا من الصعب تنفيذه إلا بالتدريج!!
هل تري أن خروج الشاذلي وسليمان والبلتاجي من الوزارة الجديدة من أهم ايجابيات هذا التشكيل، وهل هذا القرار جاء استجابة لمطالب رجل الشارع البسيط؟
- من الخطأ تشكيل أي حكومة طبقا لمزاج رجل الشارع، فأنت تشكل حكومة لأن لديك برنامجًا محددًا، وبناء علي ذلك تختار الأكفأ والأصلح لتنفيذ هذا البرنامج بغض النظر عن السن أو مدي حب الناس له.. المهم في الاختيار أن يكون هذا الوزير مناسبًا وصالحًا لأداء مهمته، ولو عدنا للتاريخ قبل قيام الثورة فسوف نجد أن الشعب المصري كان يكره رئيس الوزراء الأسبق صدقي باشا وكان يلقبه بصاحب "القبضة الحديدية" رغم أن هذا الرجل - لو تتبعنا أعماله وانجازاته - كان وطنيًا من الطراز الأول واستطاع أن يحقق إنجازات عظيمة خلال فترة رئاسته للوزارة.. فاليد القوية مطلوبة بشرط أن تكون يدًا وطنية ونظيفة، أما اليد الرخوة أو الضعيفة فتتساوي - في نظري - مع اليد السارقة لأن كلتيهما سوف تجلبان لنا المصائب والنكبات.
أريد منك مثالاً علي "اليد الرخوة" التي تقصدها؟
- خذ عنك - علي سبيل المثال - مشكلة الاخوة السودانيين المعتصمين منذ شهور بميدان مصطفي محمود بحي المهندسين.. لماذا لم تحل هذه المشكلة وكيف ترك لهم الميدان ليحتلوه بهذا الشكل وكأننا نعيش في دولة بلا سيادة.
"أجري هذا الحوار قبل فض الاعتصام بليلة واحدة"!
ما هو انطباعك عن بقاء "العادلي" و"أبو الليل" و"أبو الغيط" في أماكنهم الوزارية رغم المثالب والمآخذ التي شابت آداءهم في الوزارة السابقة؟
- سؤالك يجيب علي نفسه، وأداء هؤلاء أنا وانت نعترض عليه، ولكن صاحب القرار غير معترض عليه ويري أن اداءهم كان جيدًا ولهذا احتفظ بهم، وقد قلت لك من قبل أن الشارع لا يقوم بتشكيل الوزارة، ففي ظل وجود ديمقراطية منقوصة أو مشروخة لا ينبغي طرح هذه الاسئلة!!
هل تؤيد من يروجون بأن الغرض من دمج هيئة التأمينات بوزارة المالية في وزارة واحدة هو تسهيل استيلاء الحكومة علي المعاشات لاستثمارها تنفيذًا لاقتراح د. عاطف عبيد منذ سنوات؟
- هذا افتراض وارد، ورغم أنني لست خبيرًا في الاقتصاد إلا انني اعتقد أنه إذا كان الهدف من هذا الدمج هو الاستيلاء علي أموال المعاشات فتلك كارثة وطنية حتي ولو كانت مجرد خاطر في أذهان البعض، والله أعلم بالنوايا!!..
هل تري وجود علاقة بين وزارتي "التموين" و"الشئون الاجتماعية" حتي يتم ضمهما في وزارة واحدة باسم "وزارة التضامن الاجتماعي"؟
- أنا لا اري ضرورة لوجود الوزارتين "التموين والشئون الاجتماعية" لأن الشعب لا يستفيد منهما علي الاطلاق، فوزارة التموين هي في الأصل وزارة انشئت في زمن الحرب لتوفير السلع التموينية وكان من المفترض إلغاؤها بعد انتهاء الحرب ولكنها استمرت باقية ولا أعرف لماذا بقيت، ولا ماذا تفعل؟..
لقد أصبح دورها هو عقد صفقات لاستيراد القمح!!
- إنها صفقات يقبضون عليها العمولات بالملايين، ولو تركوا هذه المهمة لأي تاجر قمح شريف لوفرنا لمصر هذه العمولات ولحصلنا علي قمح أرخص وأجود!!
ماذا تفعل لنا وزارة التموين بالله عليك؟
لقد أصبحت بطاقات التموين لا معني ولا جدوي منها بعد أن اصبح السوق حرًا يخضع لقوانين العرض والطلب.. أما وزارة الشئون الاجتماعية فلا يظهر دورها إلا في الكوارث والنكبات من خلال ما تقدمه من إعانات لأسر القتلي والمصابين، ويرجع لها الفضل في عمل تسعيرة للمواطن المصري، فالقتيل تم تسعيره بألف جنيه والمصاب بخمسمائة جنيه، مع الأخذ في الاعتبار - بما أننا علي مشارف عيد الأضحي - أن ثمن خروف العيد يقترب من "2000 جنيه" أي ان البني آدم أصبح يساوي ثمن نصف خروف.
الخلاصة أن اي بنك من البنوك يستطيع القيام بدور وزارة الشئون الاجتماعية في صرف التعويضات لضحايا النكبات بعد أن تقوم الحكومة بتمويله..
من هنا أري ان ضم وزارتي التموين والشئون الاجتماعية أو الغاءهما يستويان في نظري!!
ما رأيك في تضارب التصريحات الذي سبقت التشكيل الوزاري الأخير، وبماذا تبرر هذا الحرص المزمن علي عدم مشاركة الرأي العام أو البرلمان في أي تشكيل وزاري؟
- نحن نعيش فترة سكينة ليس بها أي حدث حقيقي مؤثر، وهذا التضارب والتعتيم المقصود به خلق حالة من الترقب أو الاثارة لاشغال الناس وقد شاركت الصحف في خلق هذه الحالة لأنها تريد أن تجد شيئًا لالهاء الناس وإثارتهم لزيادة التوزيع والشيء الملفت أن كل هؤلاء لم يدركوا أن التغيير الوزاري لم يشغل إلا بال النخبة والمثقفين والمشتاقين والمسئولين، أما المواطن العادي فلا يشغله إلا رغيف العيش فقط!!
ألا تري أن سيناريو الديمقراطية في مصر هو السيناريو الوحيد الذي تم إعداده دون "حوار"؟
- أنا مقتنع بأن الحكومة في أمس الحاجة إلي كاتب سيناريو جيد لأن الظروف أحيانا قد تدفع السياسي إلي الكذب ولكن.. لكي يكذب كذبًا مقنعًا ينبغي أن يضعه داخل سيناريو جيد، ولهذا يستعين السياسيون في الدول المتقدمة بأصحاب الخيال الخصب كالمؤلفين والشعراء والرسامين لأخذ آرائهم في القضايا السياسية الهامة لوضعها داخل الاطار الصحيح الذي يقنع الآخرين، فالخيال من نعم الله علي البشر والخيال الجامح قد يتسبب في إشعال الحروب وقد يطفئها، ومشكلة السياسيين أنهم لا يتمعتون بالخيال اللازم لاقناع الآخرين ولهذا لا نستطيع أن نقتنع بسيناريو الديمقراطية الحالي لأنه مفكك وليس به أي شيء من الفن، مع الأخذ في الاعتبار أن التعريف العلمي للسيناريو هو فن الحكي بالصورة أي انه لا يشترط أن يكون به حوار علي الاطلاق.
لو اتفقنا علي تسمية ما حدث بالسيناريو.. ما هو الخطأ الدرامي به؟
- إنه مليء بالأخطاء الدرامية التي تؤكد أنه سيناريو رديء!!
هل أدليت بصوتك في انتخابات الرئاسة السابقة؟
- لا.. لقد ذهبت لثلاث لجان ولم أجد اسمي في أي لجنة..
ما هو تقييمك كمفكر وكمواطن لانتخابات الرئاسة، وهل كانت - كما يري البعض - تمثيلية معروفة النهاية؟
- هي لم تكن تمثيلية ولكنها كانت استفتاء في شكل انتخاب لعدم وجود مرشح واحد يستطيع الوقوف في كفة الميزان أمام الرئيس مبارك، وأتحداك لو ذكرت لي خمسة أسماء من المرشحين ضد مبارك.. قد تتذكر فقط نعمان جمعة وأيمن نور ولكن.. أين باقي الأسماء؟.. ثم.. ما هي حكاية إعطاء كل مرشح نصف مليون جنيه لعمل دعايته الانتخابية؟.. وأريد ان اسأل الحكومة.. كيف تم التأكد من إنفاق هذه الأموال علي الدعاية؟ من حقي كدافع ضرائب أن اعرف إلي أين ذهبت هذه الأموال التي اقتطعت من أموال هذا الشعب المسكين؟..
لماذا لم تفكر في إعطاء صوتك لأيمن نور؟
- أولاً أنا مع ايمن نور في محنته ولكن من حقي كمواطن ألا اقتنع بأيمن نور وهذا لا يعني أنني في خصومة معه ومن حقي أيضا الا اقتنع بالآخرين دون أن اتهم بأني لست ديمقراطيًا، وينبغي أن نعترف أن نسبة الحضور في هذه الانتخابات كانت قليلة جدًا ومتواضعة للغاية ولكن الذين ذهبوا قالوا نعم لمبارك لأنه افضل المرشحين.
هل تتفق مع الذين يقولون بأن المادة "76" فقدت مدة صلاحيتها لأنها اشترطت لترشيح أي عضو من الأحزاب حصول ا لحزب علي 5% من نسبة اعضاء البرلمان ولم يحصل أي حزب علي هذه النسبة في المجلس الجديد واشترطت حصول المرشح المستقل علي موافقة 250 عضوًا من مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية وهذا لن يتوافر إلا لمرشح من الحزب الوطني الذي سينفرد في الانتخابات القادمة بالترشيح دون منافس من الأحزاب أو المستقلين وهذا يلغي تعديل المادة ويفقدها صلاحيتها ويحتم إعادة صياغتها وتعديلها من جديد؟
- لقد كتبت هذا منذ أكثر من ستة أشهر اي في أعقاب تعديل المادة "76" التي تحولت إلي "جدار عازل" يحول بيننا وبين وجود ديمقراطية حقيقية، لهذا أطالب بوجود دستور يكفل لأي مواطن عادي ترشيح نفسه للرئاسة دون قيود أو عوائق بشرط أن يكون له رصيد في العمل السياسي وأن يقدر مسئولية رئاسة دولة.
ينبغي أن نعترف أن الحكومة تواطأت في إقامة الاحزاب ولم تسمح إلا بانشاء الأحزاب الضعيفة فقط، ومن العبث أن نتصور قيام حكومة الحزب الوطني - في ظل قانون الأحزاب - بالسماح بوجود حزب قوي لمنافسة الحزب الوطني أو تمكين أي حزب من الحصول علي نسبة 5% من مقاعد البرلمان.
معني هذا أننا نعاني من ديكتاتورية حزب؟
- هذا صحيح.. وقد طالبنا كثيرا بتخلي رئيس الدولة عن رئاسة الحزب لضمان الحيادية بين الأحزاب واستقامة الحياة الديمقراطية في مصر لأن رئيس الدولة رئيس لكل المصريين وليس رئيسًا لحزب أو لجزء من هذا الشعب.
هل تري أن الشروط التعجيزية التي تنص عليها المادة "76" قد وضعت لتجهيز المسرح للتوريث؟
- لقد سبق لي كتابة مقال تناولت فيه إشكالية السيد جمال مبارك قلت فيه أإن من حقه - كأي ابن من أبناء هذا الوطن - ترشيح نفسه للرئاسة بشرط وجود منافسين له في الساحة وعدم إغلاق هذه الانتخابات علي جمال مبارك فقط أو علي الحزب الوطني فقط..
ما هو تعليقك علي تصريح د. نظيف بأننا شعب غير ناضج سياسيًا؟
- وما الذي يجبره علي رئاسة وزراء شعب غير ناضج سياسيًا!!..
من المباديء الستة التي قامت ثورة 23 يوليو لتحقيقها مبدأ القضاء علي سيطرة رأس المال.. ألا تري أن هناك ردة عن هذا المبدأ بعد تفشي دخول رجال الأعمال للبرلمان وتوليهم للوزارات المختلفة في التشكيل الجديد؟
- أنا لا اعترض علي وجود رجال الأعمال في السلطتين: التنفيذية والتشريعية وينبغي علينا - إحقاقًا للحق - أن نعترف بوجود نماذج محترمة من رجال الأعمال الوطنيين ومنهم - مثلاً - السيد "رشيد محمد رشيد" وهو رجل لديه أعماله وشركاته، ورغم ذلك نستطيع أن نقول عنه.. انه رجل يعطي ولا يأخذ، وهناك أيضا "المغربي" وغيره من رجال الأعمال "الشبعانين" الذين يعطون ولا يأخذون رغم وجودهم في السلطة.
هل تري أن مصر تعيش حاليا في مرحلة أشبه بعام ،1951 أم بمرحلة سبتمبر ،1981 أم اننا نعيش مرحلة "فك الجبس" كما يقول كاتبنا أسامة انور عكاشة؟
- نحن نعيش في مرحلة الضباب وهي مرحلة تنعدم فيها الرؤية السليمة للأشياء ويمكن أن تقودنا إلي كارثة غير محمودة العواقب!!..
ما هو تبريرك لحصول الاخوان المسلمين علي هذا العدد الكبير من المقاعد البرلمانية في الانتخابات الأخيرة؟
- الذين أعطوهم اصواتهم لم يفعلوا ذلك حبًا في الإخوان، ولكن كرها وكراهية للحزب الوطني!!..
هل تؤيد رفع الاخوان لشعار "الاسلام هو الحل"؟
- كلا.. لأن معناه ظهور حزب آخر يرفع شعار "المسيحية هي الحل".. أنا ارفض المتاجرة بالشعارات الدينية في العمل السياسي.. إننا نعيش في دولة تتيح للجميع ممارسة الشعائر الدينية كيفما يحلو لهم داخل الجامع والكنيسة، وطالما لا توجد قيود علي ممارسة الشعائر.. لماذا تقيم لي حزبًا دينيًا؟ إن الاسلام دين شامل ولايحتاج إلي تقسيمه إلي فروع وأحزاب حفاظًا عليه من المتاجرة والمزايدات.
هل تؤيد من يقولون بأن الحكومة ساعدت في إعطاء الاخوان كل هذه المقاعد لتخويف أمريكا من البديل للنظام الحالي؟
- ولماذا لا نزعم أن امريكا هي التي جاءت بالاخوان؟.. لماذا نترك هذا الافتراض؟..
لنكن واقعيين مع أنفسنا ومع غيرنا ولنطرح السؤال الغائب عن الأذهان.. من أنت حتي تخيف أمريكا؟..
أمريكا لم يخفها أحد ولن تخشي أحدًا.. إنها تعلم كل شيء عنك.. تعرف حجمك ومشاكلك وقوتك أكثر مما تعرفه أنت عن نفسك ومن الخطأ أن نظن اننا نستطيع تخويفها من أي شيء أو من اي جماعة.
إن امريكا سعيدة جدًا بالحكم الاسلامي في تركيا وأفغانستان.. أمريكا تريد نظامًا مواليًا لها ومحققا لمصالحها ولا يهمها أن يكون هذا النظام إسلاميًا أو متأسلما أو علمانيا أو ليبراليا.. إنها لا تريد من أي نظام سوي الولاء لها بغض النظر عن نوع هذا النظام ولا يهمها أن يأتي هذا الولاء من مسلم أو مسيحي أو هندوسي أو يهودي.. المهم أن يحققق مصالحها ولا يتعارض معها..
ثم ينبغي عليك أن تدرك أن الاخوان المسلمين أقرب إلي أمريكا من النظام القائم حاليًا..
الإخوان - يا عزيزي - قوة اقتصادية كبيرة جدًا وهمهم الأول هو المحافظة علي هذه القوة الاقتصادية لأنها الممول لطموحاتهم وأطماعهم السياسية ولا يمكنهم - تحت أي ظروف - السماح بضرب قوتهم الاقتصادية، ومن المعروف أن اي قوة اقتصادية في العالم مرتبطة ارتباطا وثيقًا بالقوة الاقتصادية الأمريكية.. إن استثمارات قادة الاخوان في أمريكا، وودائعهم في البنوك الأمريكية، وبالتالي لن يأتي اليوم الذي يغامر فيه الاخوان بمصالحهم بالوقوف ضد أمريكا.
الاخوان الآن بمثابة دولة داخل الدولة.. الإخوان ليسوا مؤسسة ولكنهم دولة لها كوادرها ووزراؤها وقوتها الاقتصادية وقوتها العسكرية ولا ينبغي أن نغفل ذلك أو نتجاهله.
ما رأيك في انضمام المستقلين بعد نجاحهم كنواب مستقلين إلي الحزب الوطني؟
- هؤلاء خونة لمن قاموا بانتخابهم كمستقلين.
هل تري أن الحكم الصادر ضد أيمن نور حكم سياسي؟
- انه ليس حكمًا سياسيًا ولكنه حكم متشدد ومشدد رغم اقرارنا بأنه حق للقاضي لأنه اعلم منا بملابسات القضية وظروفها.. أقول هذا لأننا لو توصلنا إلي انه حكم سياسي فإننا - في هذه الحالة - ينبغي أن نطوي صفحة هذا البلد بأكملها، لأن القضاء إذا انحاز للسلطة فقل علي مصر السلام..
ما رأيك في سقوط بعض الرموز الوطنية في الانتخابات البرلمانية أمثال منير فخري عبد النور وحسام بدراوي؟
- سقوط منير فخري عبد النور من الحالات التي ينبغي أن تستوقفنا لأنه رمز وطني كبير، ولكن ينبغي أن نفرق بين رمز وطني ورمز في الحزب الوطني، وعند سقوط رمز وطني مثل منير فخري يصح لك أن تتساءل وأن تفسر هذا كما تريد، أما حينما يسقط رمز من رموز الحزب الوطني فلا يصح لك أن تسأل أو تتساءل!!
لماذا تبرر عدم ترشيح الحزب الوطني لنسبة مقبولة من الأقباط؟
- الحزب الوطني ليس له صاحب ولا يهمه إلا مصالحه وقد لعب بالأوراق المضمونة في يده ولم يرد أن يغامر بترشيح من لا يضمن نجاحه، علي الرغم من فشل أوراقه التي اختارها مما اضطره إلي استجداء النواب المستقلين للعودة إليه، باغرائهم بالمناصب والتسهيلات والمؤسف أن معظمهم وافق علي الانضمام إليه.
وما رأيك في سقوط القطب الوطني الكبير خالد محيي الدين في عقر داره بكفر شكر؟
- مع احترامي الشديد لهذا الرجل إلا انه ارتكب خطأ دراميا بمهادنة الحزب الوطني ومحاولة إمساك العصا من المنتصف في الفترة الأخيرة لدرجة أن البعض اختلط عليه الأمر فلم يعرف هل هو مع حزب التجمع أم مع الحزب الوطني ولهذا لم يحزن الكثيرون لسقوطه!!..
ما رأيك في حادث الاعتداء بالضرب علي الاعلامي "أحمد منصور" وهل كان اختيار توقيت الحادث مرتبطا بتوقيت الانتخابات؟
- هذا الحادث هو نوع من البلطجة السياسية، وأنا واحد من الذين يختلفون مع الاعلامي "أحمد منصور" ولكني لا أقبل ان يعتدي عليه وشعرت بالاستياء الشديد لما حدث له.. انه عمل اجرامي بذيء وهذا العمل أساء لمن ارسلوا هؤلاء البلطجية لضرب أحمد منصور.
هل تعتقد أن الجهة التي ارسلت هؤلاء البلطجية لضرب أحمد منصور هي نفس الجهة التي حرضت علي ضرب الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل؟
- أعتقد انها جهة واحدة لأن الاسلوب واحد ولأن العناصر التي قامت بالعملين عناصر مدربة وهي تذكرنا بجماعة الحرس الحديدي التي أسسها الملك فاروق لتصفية أعدائه!!
ما رأيك في غياب الدور الفعال لحركة "كفاية" أثناء الانتخابات البرلمانية وما بعدها؟
- حركة كفاية - للأسف الشديد - نبات بلا جذر ثابت في الأرض وهي أشبه برغوة الصابون التي لا تملك القدرة علي الاستمرار.. إنها حركة تطالب بشيء منطقي وهو "التغيير".. عظيم جدًا.. طيب ما كلنا عايزين نغير.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه عليهم هو.. ماذا تريدون؟!.. هل تذكر فيلم "الارهاب والكباب" الذي طرح خلاله رجال الشرطة علي الخاطفين نفس السؤال.. ماذا تريدون؟.. فلم يجدوا إجابة منطقية لهذا السؤال لأنهم لا يعرفون.. المطلوب من هذه الحركة أن تطرح البديل وأن يكون لها برنامج.
هل تعتقد أن مجلس الشعب الحالي سوف يكمل دورته البرلمانية ولن يتم حله بعد عامين كما يردد البعض؟
- سوف يكمل دورته إذا لم يكن مجلسًا مشاغبًا، وموضوع حله من عدمه من الأمور التي لايعلمها إلا الله والسيد الرئيس!!
هل تري أن الحكومة عالجت الفتنة الطائفية التي حدثت في الاسكندرية بما يمنع حدوثها مرة أخري في مكان آخر؟
- أنا اعترض علي تسميتها بفتنة طائفية ولكنها - من وجهة نظري - مجرد خلاف يمكن أن يقع بين أي مجموعتين أو جماعتين والمشكلة أننا نبالغ في تسمية الأشياء، وقد قامت الحكومة بمعالجة المشكلة ولم تعالج أسبابها لمنع تكرارها.
هل تؤيد وجود دور سياسي للكنيسة في مصر؟
- للكنيسة دورها الديني ولا ينبغي أن يكون لها دور سياسي علي الاطلاق.
هل تتفق مع الرأي الذي أعلنه د. ميلاد حنا مؤخرًا بأن الاقباط سوف يهاجرون من مصر في حالة وصول الاخوان للحكم؟
- لا اتفق معه واقول له: يا دكتور ميلاد إن مصر وطن للجميع وغالبية المسلمين هم الذين سيحمون الأقباط للبقاء في مصر في حالة وصول الاخوان للحكم.
من وحي "عناوين أعمالك".. أريد ان اسألك: من هو "البريء" في هذا العصر؟
- هو المواطن المصري البسيط..
من هو "معالي الوزير" الذي تطالبه بالاستقالة فورًا؟
- إنهم كثيرون ومعروفون لنا جميعًا..
كيف تخرج الأحزاب من "النوم في العسل"؟
- بالنزول إلي الشارع وتربية الكوادر وافساح المجال للشباب ليؤدي دوره في هذا الوطن.
لا أستطيع اغفال الشأن الخارجي في حواري معك وأود ان اعرف منك.. هل تري أن مستقبل العراق يتجه إلي التقسيم؟
- نعم اعتقد انه سائر إلي التقسيم لعدة دول صغيرة قد يجمعها اتحاد تحت قيادة ائتلافية أو ما يشبه ذلك.
هل تري أن الخارجية المصرية اخطأت بإرسال السفير الشهيد "إيهاب الشريف" إلي العراق دون أن تضمن تأمينه؟
- هناك لغز غامض في هذه الجريمة ومنها أن اختطافه تم أثناء نزوله لشراء الجرائد.. هل هذا يعقل؟.. ألم يجد السفير في سفارته شخصا يكلفه بشراء الجرائد؟.. هناك شيء غامض لم يكشف عنه النقاب حتي الآن.
هل تري أن تقرير "ميليس" سوف يتخذ كحجة للهجوم مستقبلا علي سوريا أم انه وسيلة للضغط عليها لاغلاق حدودها مع العراق لمنع رجال المقاومة وغيرها من الأهداف الأمريكية؟
- إنه تقرير مسيس وحجة لتبرير دخول أمريكا لسوريا، فأمريكا لن تهدأ إلا بدخول سوريا وإيران ولن تعدم خلق المبررات لتحقيق هذا الهدف ولا أظن ان الشعوب العربية - ولا أقول الحكومات - سوف تقبل ذلك.
كيف تري مستقبل حزب الله في لبنان؟
- حزب الله لن يسلم سلاحه إلا بعد إبرام اتفاق دولي عادل ولائق بدوره العظيم في لبنان.
كيف تري مستقبل حزب الله في لبنان؟
- حزب الله لن يسلم سلاحه إلا بعد إبرام اتفاق دولي عادل ولائق بدوره العظيم في لبنان.
هل هناك دور يمكن أن تلعبه جامعة الدول العربية حاليا، أم انها استنفدت أغراضها؟
- جامعة الدول العربية كيان يضم خبراء وموظفين وعاملين ومن الخطأ إغلاق باب رزق لكل هؤلاء!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.