برغم ان معظم خبراء كرة القدم يرون أن مجموعة الأرجنتين لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 بألمانيا هي الاكثر صعوبة بين بقية مجموعات البطولة، الا ان هناك عددا من المجموعات الاخري التي تستحق لقب "مجموعة الموت" تماما كما تستحقه مجموعة الارجنتين. فلقب "مجموعة الموت" هو مسألة تقديرية قبل كل شيء وفي الوقت الذي يطلق فيه المحللون والجماهير هذا اللقب علي مجموعة الأرجنتين وترفضه هي، هناك عدد من الدول الاخري مثل ايطاليا وجمهورية التشيك التي تطالب به لمجموعتها وطوال تاريخ قرعة بطولات كأس العالم المتعاقبة، كانت القرعة عادة ما تشهد مجموعة واحدة علي الاقل تضم اربعة منتخبات طامعة في التأهل الي دور ال16. وفي لايبزج، كان المزيد من علامات التعجب يرتسم علي وجه الحضور في قاعة مركز مؤتمرات المدينة كلما اختير احد اعضاء المجموعة الثالثة بنهائيات كأس العالم 2006 مع الارجنتين.. وبدأ الامر بسحب الهولندي يوهان كرويف الكرة التي تحمل اسم المنتخب الاول بعد الارجنتين ليجده ساحل العاج اخطر المنتخبات الافريقية في البطولة ينضم الي مجموعة الثالثة. ثم جاء دور بيليه، وأثبت النجم البرازيلي الشهير الذي سحب اسم الارجنتين ليضعها في مجموعة واحدة مع انجلترا قبل اربعة اعوام ان اختياره مصيري بالنسبة لمنتخب الارجنتين ومدربه خوسيه بيكرمان هذه المرة ايضا.. فقد اختار بيليه الكرة التي تحمل اسم هولندا، المنتخب الوحيد الذي ارادت كل المنتخبات المتربعة علي قمة مجموعات البطولة الثماني ان تتجنبه. وفي الختام تقدمت عارضة الأزياء الالمانية الجميلة هايدي كلوم التي ساهمت في تقديم العرض لاختيار الدولة المتصدرة للمجموعة الثالثة لتجدها الارجنتين، واكتملت المجموعة بانضمام صربيا والجبل الأسود لها. وعلي الفور دوت اصداء الدهشة والتعجب في ارجاء القاعة حيث اخرجت القرعة مجموعة موت جديدة تضم الارجنتين التي قبل اربعة اعوام فقط وضعتها قرعة كأس العالم في مجموعة واحدة مع انجلترا والسويد ونيجيريا لتخرج الدولة الامريكية الجنوبية من الدور الاول للبطولة. ولكن هذا الرأي لم يتفق الجميع عليه حيث اكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر ان "الموت لا وجود له في كرة القدم، اما النجاح فموجود، ان كرة القدم حياة لا موت" كما رفض رئيس الاتحاد الارجنتيني خوليو جروندونا هذا الاسم ربما كرد فعل لذكري خروج الارجنتين من الدور الاول لكأس العام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان بعد ان كانت بلاده من اقوي المرشحين لاحراز اللقب في ذلك العام. وقال جروندونا: "لاشك بان هذه المجموعة اسهل من مجموعتنا بكأس العالم قبل اربعة اعوام، اما حقيقة الامر فهي اننا وضعنا في مجموعة يطلق عليها "مجموعة الموت" وهي تضم: ضربيا والجبل الاسود الوافدة الجديدة علي البطولة وتضم ساحل العاج التي تلعب بكأس العالم للمرة الأولي"، ولكن كلام جروندونا لا يحمل سوي جزء من الحقيقة، فقدتكون ساحل العاج جديدة بكأس العالم ومازال امامها الكثير لتتعلمه مثلما اكد النجم الكاميروني السابق روجيه ميلا الذي صرح قائلا: "لديهم لاعبون جيدون جدا، ولكن الكرة الشمولية مطلوبة ايضا ومنتخبهم لا يتمتع بذلك". واتفق اسطورة الكرة الانجليزية بوبي تشارلتون الحائز علي لقب بطولة كأس العالم 1966 مع منتخب بلاده مع ميلا قائلا: "إن ساحل العاج تعتمد كثيرا علي مهاجمها ديديه دروجبا" الا ان صربيا والجبل الاسود لا تشارك في البطولة العالمية للمرة الاولي كما قال جروندونا فقد شارك هذا المنتخب في عدة بطولات سابقة ولكن تحت اسم يوغوسلافيا ولديها اسلوب تنافسي معروف حتي انهم تأهلوا الي النهائيات مباشرة علي حساب اسبانيا التي تلتها في ترتيب مجموعتها بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، واضطرت اسبانيا لدخول ملحق الدور الفاصل لتصل الي المانيا. وقال هوجو توكالي مساعد مدرب منتخب الارجنتين الذي حضر قرعة لايبزج بالنيابة عن بيكرمان لاجراء الاخير عملية جراحية في يده بالارجنتين بعد سحب القرعة: "لا أبكي ولا اشكو واطالب الجماهير الارجنتينية بالسلوك نفسه" وكذلك لم يرد مدرب هولندا ماركو فان باستن ان ينعي سوء حظه في القرعة حتي انه ايضا رفض لقب "مجموعة الموت" وقال: "لا احب هذا الاسم، لان جميع منتخبات المجموعة تلعب بطريقة فنية مثلنا". ومع ذلك فقد خرجت صحيفة "دي تيليجراف" الهولندية في اليوم التالي للقرعة تحت عنوان "البرتقاليون في مجموعة الموت" وتبدو صعوبة المجموعة الثالثة جلية بالنسبة لجماهير كرة القدم حول العالم ففي الاقتراع الذي اجراه الموقع الرسمي لل"فيفا" علي الانترنت حول صعوبة مجموعات كأس العالم 2006، جاءت المجموعة الثالثة في المرتبة الاولي كأكثر المجموعات تعقيدا بنسبة 51% من اجمالي 175 الف شخص تقريبا شاركوا في الاقتراع.. ولم يقترب من المجموعة الثالثة في نسبة الصعوبة علي المستوي الاقتراع سوي المجموعة الخامسة بقيادة ايطاليا التي تضم ايضا منتخبات غانا والولاياتالمتحدة وجمهورية التشيك وحصلت المجموعة الخامسة علي نسبة 24% ولكن الايطاليين علي الجانب الآخر لايبدو انهم يرون مجموعتهم اقل صعوبة من مجموعة الارجنتين. فقد خرجت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الرياضية اليومية في اليوم التالي تحت عنوان: "رأس المجموعة ورأس المشاكل" وعلق نجم ايطاليا وقائد فريق ايه اس روما فرانشيسكو توتي الذي سيواجه زميله الفريق الايطالي صمويل كوفور في مباراة غانا قائلا: "انها مجموعة حديدية". وقال لاعب فريق انتر ميلان ماركو ماتيرازي: "كل ما كان ينقصنا هي البرازيل، انها مجموعة صعبة وستجبرنا علي بذل مجهود كبير مثل المجهود الذي ستبذله الارجنتين". اما جمهورية التشيك فتشارك في كأس العالم المقبل ساعية لاستغلال فرصتها الاخيرة لتحقيق شيء ما مع جيل اللاعبين البارعين يتقدمهم نجم فريق يوفنتوس الايطالي بافيل ندفيد الذي سيضطر لمواجهة العديد من زملائه بفريق يوفنتوس ومنافسيه بالدوري الايطالي خلال مباريات الدور الاول لكأس العالم. وقال مدرب المنتخب التشيكي كاريل بروكنر: "قبل القرعة كنت اتحدث مع مارشيلو ليبي "مدرب ايطاليا" واتفقنا علي اننا لا نريد ان تضعنا القرعة في مجموعة واحدة". ويعرف ليبي جيدا ومن قبله بروكنر ان احتلال المركز الثاني في المجموعة الخامسة قد يعني مواجهة مبكرة امام المنتخب البرازيلي في دور ال16 حيث ان منتخب السامبا هو المرشح الاقوي لاعتلاء قمة المجموعة السادسة. الا ان الفوز بمجموعة تضم الولاياتالمتحدة وغانا لن يكون امرا سهلا. فلم يعد الامريكيون ضيوف شرف او مفاجأة بطولات كأس العالم التي تأهلوا لنهائياتها بصفة مستمرة منذ عام 1990 وفي تلك البطولة "كأس العالم 1990" التي اجريت علي ارض ايطاليا كانت الولاياتالمتحدة في مجموعة واحدة مع اصحاب الارض ومع التشيك "تشيكوسلوفاكيا في ذلك الوقت" ايضا خسرت الولاياتالمتحدة جميع مبارياتها بدور المجموعات، ولكن قبل اربعة اعوام في بطولة كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان كانت الولاياتالمتحدة احد منتخبات دور الثمانية بالبطولة كما ان الولاياتالمتحدة التي يقودها المدرب بروس ارينا تحتل مركزا اعلي من مركز ايطاليا في تصنيف ال"فيفا" حيث انها الثامنة علي مستوي العالم بينما تليها ايطاليا في المركز الثاني عشر. واخيرا وبرغم ان غانا من الوافدين الجدد علي كأس العالم الا ان كل المؤشرات تقول ان هذا المنتخب قد يصبح من مفاجآت البطولة. وصرح المسئول عن اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا داني جوردن قائلا: "اشعر بان غانا ستؤدي جيدا، حيث ان لديها لاعبا او اثنين متميزين، واعتقد انها اكثر المنتخبات الافريقية التي لديها فرص جيدة بالبطولة".