يعكف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن علي الانتهاء من اعداد قائمة جديدة باسماء مرشحي حركة فتح في الانتخابات التشريعية التي ستجري في 25 يناير الجاري في محاولة لانهاء انقسام ألحق الضرر بالحركة التي يتزعمها بهدف التصدي للتحدي الذي تمثله قوة حركة حماس المتزايدة. وقال مسئولون فلسطينيون إن أبومازن قدم القائمة الجديدة لمرشحي فتح الاربعاء الماضي عندما فتح الباب مرة اخري لمدة ست ساعات لتسجيل المرشحين في الانتخابات وذلك بموجب قرار لسلطات الانتخابات. وأمرت محكمة فلسطينية يوم الاثنين الماضي بفتح باب التسجيل بناء علي طعن قدمه بعض اعضاء فتح مما يتيح الفرصة لعباس لدمج قائمتين متنافستين للحركة. وكان من شأن خوض فتح الانتخابات بقائمتين متنافستين ان يقلص فرصتها في مواجهة حماس. وقال قضاة المحكمة في بيان إن غالبية اعضاء هيئة المحكمة قرروا قبول الطعن ومن ثم يتعين علي اللجنة المركزية للانتخابات فتح باب التسجيل لمدة ست ساعات. ويتوقع أن يعزز هذا التطور فرص فتح التي وافق مرشحون متنافسون من أعضائها في نهاية الامر علي دمج القائمتين من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي تمثله حماس التي ستشارك في الانتخابات للمرة الاولي. وبدأ هذا الانقسام بعد أن كون عدد من الشبان الذين يتمتعون بشعبية من اعضاء الحركة مجموعة منفصلة في صراع علي السلطة مع أفراد الحرس القديم الموصوم بالفساد والذين احتلوا مكانا بارزا في قائمة عباس الاصلية. وتتمع حماس بتأييد شعبي كبير بسبب سمعتها النقية من الفساد وشبكة اعمالها الخيرية الواسعة النطاق. كما ساهم في تعزيز مركزها الانقسام في صفوف فتح وهو اسوأ ازمة في تاريخها الذي يرجع الي 40 عاما. وتشير نتائح استطلاعات الرأي إلي احتمال حصول فتح علي أكثر من 45 في المئة من اصوات الناخبين اذا وحدت صفوفها لكن الاصوات المؤيدة لها قد تتراجع الي اقل من نصف تلك النسبة اذا ظلت علي انقسامها. كما اشارت الاستطلاعات إلي احتمال حصول حماس علي نحو 30 في المئة من الاصوات. لكن الحركة اكتسحت نتائج انتخابات المجالس المحلية في بعض مدن الضفة الغربية الاسبوع الماضي الامر الذي أثار قلق حركة فتح إلي جانب اسرائيل والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. في الوقت نفسه قالت إسرائيل إنها تبحث السماح لسكان القدسالشرقية العربية بالمشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية ورفع حظر أدي إلي ارتفاع أصوات تطالب بتأجيل الانتخابات. وقالت إسرائيل الاسبوع الماضي إنها لن تسمح لسكان القدسالشرقية بالتصويت لان حماس ستشارك في الانتخابات. ويحمل الفلسطينيون من سكان القدسالشرقية بطاقات هوية إسرائيلية لكنهم يعتبرون أنفسهم مواطنين في دولة فلسطينية ستقوم في المستقبل. وسمح لهم بالتصويت في انتخابات الرئاسة الفلسطينية التي اجريت في وقت سابق من العام الحالي. وكان الالاف من أنصار (حماس) شاركو في مسيرة يوم الجمعة الماضي رغم هطول الامطار الغزيرة علي غزة احتجاجا علي الانتقادات من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي للحركة قبل الانتخابات التشريعية الفلسطينية وللضغط علي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم تأجيل الانتخابات. وقالت احدي اللافتات التي رفعها المتظاهرون "لا للاملاءات الامريكية والاوربية." وانضم الاتحاد الاوروبي الذي يشعر بالقلق من تحقيق حماس نتائج قوية في الانتخابات التشريعية الي مجلس النواب الامريكي في التهديد هذا الاسبوع بقطع مساعدات حيوية عن الفلسطينيين اذا فازت حماس في الانتخابات. وتصف اسرائيل والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حماس بانها منظمة ارهابية. وتقود حماس حملة هجمات وتفجيرات انتحارية ضد اسرائيل. وكان المانحون يضغطون من اجل اجراء الانتخابات في موعدها بعدما تأخرت كثيرا باعتبارها وسيلة لتعزيز الديمقراطية لكن احتمال تحقيق حماس نتائج جيدة وضعتهم في مأزق. ولم تشارك حماس في الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في عام 1996. وينظر كثير من الفلسطينيين الي حماس علي انها أقل تلوثا بالفساد من حركة فتح المهيمنة علي السلطة والتي يتزعمها الرئيس عباس. وتعزز موقف حماس ايضا بسبب انقسام داخل حركة فتح وتحرص علي الاستفادة من ذلك. ويحث بعض المسئولين الفلسطينيين عباس علي تأجيل الانتخابات وهو ما يقول عباس انه لا يريد ان يفعله. وحققت حماس فوزا كبيرا في المرحلة الرابعة من الانتخابات البلدية التي جرت في مدن بالضفة الغربية كما حققت نتائج قوية في المراحل الثلاث الاولي منها.