المظاهرات التي شهدتها القاهرة أمس الأول بدأت حضارية.. وشارك فيها الآلاف للتعبير عن آرائهم بحرية ورفعوا شعارات ضد البطالة والفساد والغلاء.. والمطالبة بإصلاحات.. ولكن بعض العناصر التابعة لقوي سياسية معينة ومنها الجماعة المحظورة.. .ركبت. المظاهرات وحاولت ان تستغلها لخدمة اغراضها.. فتحولت تلك المظاهرات الاحتجاجية التي ضمت عناصر معظمها شبابية إلي اشتباكات مع أفراد الشرطة التي اضطرت لاستخدام المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. الشرطة التزمت بضبط النفس.. تجاه الشباب الذي خرج للتعبير عن رأيه بحرية مطلقة في الأوضاع التي يعاني منها.. وهذا حقه في التعبير طالما لم تمتد يداه إلي التخريب أو اللجوء لأعمال عنف وتدمير.. أو الاعتداء علي ممتلكات الغير.. أو اتلاف المنشآت العامة. ومن تابع المظاهرة.. وهو في قلب الاحداث.. ادرك ان هناك آلاف الشباب الذين طالبوا بحقوقهم ورفعوا شعارات ضد الفساد والبطالة.. هؤلاء حركتهم معاناتهم وآلامهم وأوجاعهم بحس وطني.. وقد تعاملت معهم الشرطة بنوع من ضبط النفس.. لادراكهم انهم اخوة أو أبناء لهم ولكن العناصر التابعة لبعض القوي السياسية أو الجماعة المحظورة والذين يحملون أجندات سياسية تعمدوا تحويل المظاهرات إلي مصادمات واشتباكات مع رجال الأمن فأفسدوا الروح الجميلة التي بدأت بها المظاهرات بشباب يعبر عن اوجاعه وطموحه وأحلامه. في بداية المظاهرات.. لمس كل من تابعها في قلب الاحداث.. ان الروح التي كانت سائدة بين المتظاهرين ورجال الأمن من ضباط وجنود.. كانت مفعمة بالمودة وتعامل الطرفان بحس وطني للتعبير عن الرأي والرأي الآخر.. في إطار المصلحة الوطنية والحرص علي تجنب الاشتباكات والمصادمات.. أو اللجوء لأية عمليات تخريب تضر المواطنين والوطن.. ولكن عندما تعمدت بعض القوي السياسية والجماعة المحظورة اللجوء لأعمال العنف ورشق قوات الأمن بالحجارة.. مما أدي لاصابة بعض أفراد الشرطة.. من ضباط وجنود.. هنا تغير الموقف فاضطر رجال الشرطة لاستخدام المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.. وحماية الأفراد والمنشآت. من حق الشباب ان يعبر عن رأيه بحرية تامة.. وهو ما اتيح لهم في مظاهرات سلمية متحضرة.. ولكن الذين ركبوا الموجة.. وحاولوا استغلال الشباب لتحقيق اجندتهم السياسية.. افسدوا تلك المظاهرات. ان هناك مشاكل يعاني منها الشباب والناس.. يجب التعامل معها بجدية وحسم وايجاد حلول لها.. حتي يشعر المواطنون ان الحكومة تتجاوب معهم.. وحريصة علي الاصلاح.