ماذا تفعل إذا دق باب منزلك وفور فتحه تفاجأ بالأساور الحديدية تطوق يديك وسط ذهول أفراد أسرتك ليتم اقتيادك إلي قسم الشرطة ويوجه لك عدد من الاتهامات. في البداية ستعتقد أنك في كابوس وسرعان ما تكتشف أنها الحقيقة وأن جريمتك هي اسمك. ببساطة هذا هو حال كل من تعرض لمشكلة تشابه الأسماء وهي مشكلة خطيرة نسيتها أجهزة الدولة وكأنها تتلذذ بإهدار آدمية الإنسان المصري. كثير من الأبرياء كانوا ضحية تشابه الأسماء والمثير للجدل أن هذا التشابه لم يفرق بين رجل كبير وطفل صغير حيث سبق وأن تم القبض علي طفل بصحبة أمه في المطار لتشابه اسمه مع اسم أحد تجار المخدرات. التشابه لم يفرق أيضاً بين السيدة المحترمة وفتاة الليل المطلوبة في عدد من قضايا الآداب. تشابه الأسماء مشكلة أشبه بالقنبلة الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في أية لحظة وتجاه أي شخص شاء قدره أن يقع في براثن القضية. المتهم في مشكلة تشابه الأسماء عموماً لا يستطيع التحكم في أعصابه لدرجة أنه يصبح كالمجنون فيهرول في كل مكان بحثاً عن طوق النجاة عن جريمة أو تهمة لم يرتكبها، هذا في أوقات النهار.. أما وقت النوم فيظل عقله الباطن مشغولاً بالبحث داخل دفاتر الماضي بكل ما تحتويه من أحداث ومواقف.. بالطبع ما نذكره لا يعد واحداً في المائة لكمية الشحنات العصبية التي يواجهها الشخص منذ أن توجه التهمة له. الطبيعة الإنسانية لها توازنها والتي تحققها من خلال البيئة المحيطة بكل شخص فإذا فقد الإنسان احساسه بهذا انقلب الوضع وصار كائناً مختلفاً.. فالظلم قاتل وللأسف العدالة في مصر تتطلب كثيراً من الإجراءات للوصول إلي الحقيقة خاصة أن الثغرات القانونية قد تزيد من المشكلة. والمظلوم دائماً ما ينظر إليه وهو في قفص الاتهام أنه ظالم وبالتأكيد هذه النظرة تساعد علي زيادة الرقعة السوداء أمام طريقه في القضية لدرجة أنها في بعض الأحيان تدفع بصاحبها إلي التحول للأسوأ دون إرادة منه لذلك مطلوب وعلي وجه السرعة تنقية الملفات الخاصة بأسماء المطلوبين في القضايا بدلاً من توجيه الاتهام إلي الأبرياء!!