الشعب التونسي.. فرحان.. لسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وهروبه إلي الخارج. شوارع تونس تغمرها الفرحة والسعادة لإقصاء زين العابدين عن سدة الحكم والرئاسة.. لأن الناس عاشت سنوات من القهر.. واكتوت بنار الديكتاتورية. انطلقت شرارة الإطاحة بنظام زين العابدين من مدينة سيدي بوزيد المهمشة.. لسوء الاحوال الاقتصادية وعندما حاول زين العابدين تهدئة الجماهير التي خرجت في شوارع العاصمة تعبر عن غضبها.. بقيامه بعزل وزير الداخلية الذي استخدم العنف مع المتظاهرين.. رفضت الجماهير التهدئة.. وازدادت الأمور تعقيداً.. ووجد زين العابدين نفسه محاصرا مرفوضا رغم وعوده بفتح نوافذ الحرية.. ولم يجد أمامه سوي مغادرة البلاد.. فإحساسه بغضب الناس أو التفاعل معهم جاء متأخراً.. فلم تقبل الجماهير كلامه أو اعتذاره. نهاية حكم زين العابدين مأساوية.. ولكنها اسعدت الشعب التونسي الذي أحس بفرحة الانتصار علي نظام ديكتاتوري قام بتهميش الفقراء.. وأهمل الطبقات المتوسطة.. وأغلق كل نوافذ الحرية وأمسك زمام الحكم بقبضة حديدية. ثورة الغضب في تونس.. خرجت من الناس.. ولكن الشغب والفوضي والسرقات والحرائق التي أعقبت الحدث التاريخي أضرت بأبرياء.. فالعصابات واللصوص استغلوا الفوضي التي عمت تونس بعد الاطاحة بنظام زين العابدين الرئيس المخلوع للقيام بعمليات نهب وقتل. عودة الهدوء إلي تونس.. تتطلب توافق القوي السياسية لتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت لإنقاذ البلد وإعادة الاستقرار إليه رغم ان هذه المهمة ليست سهلة أمام القائم بأعمال الرئاسة. ما حدث في تونس.. يؤكد المقولة الشائعة.. .معظم النار من مستصغر الشرر. عندما يشتد الظلام في وجه المواطنين وتصبح فرص الحياة والعيش منعدمة.. ويفقد الناس الأمل في حياة كريمة.. يشعر المواطنون بان وطنهم قد اختطف.. ولم يعد امامهم سوي خيار الموت أو التغيير من أجل البقاء.. وهذا ما حدث في تونس.