أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمضي قدما في نشاطها النووي في تحد لعقوبات أشد من جانب الأممالمتحدة وأن الوكالة قلقة بشأن اعتراض طهران علي بعض مفتشيها. وقال التقرير السري الذي تسرب لوسائل الإعلام إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ما زالت تشعر بالقلق بخصوص احتمال وجود نشاط في إيران لتطوير شحنة نووية يمكن تركيبها في صاروخ. ويطالب التقرير إيران التي تنفي اتهامات بأنها تسعي لبناء قنابل نووية بتسهيل وصول مفتشي الوكالة إلي المواقع والمعدات والأشخاص ذوي الصلة بالبرنامج النووي (دون المزيد من الإبطاء) بهدف مساعدة التحقيق الذي تجريه الوكالة التابعة للأمم المتحدة. ومن المرجح أن تنظر القوي الغربية إلي نتائج التقرير علي أنها تبرر شكوكها في أن طهران تسعي لصنع قنابل نووية وتبرز ضرورة دخولها في مفاوضات جادة لكبح برنامجها النووي. وقال ديفيد اولبرايت رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن (هذا تقرير بالغ الأهمية ويظهر أن الجانبين وصلا إلي طريق مسدود فيما يبدو). ورفضت إيران التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقالت إن وراءه دوافع سياسية ويشوبه التحيز. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) "يجب علي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون حريصة بشكل أكبر، وألا تنحرف عن مسار الحياد والنزاهة". وأضاف صالحي "نعتقد بأنه إذا انحرفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مسارها الرئيسي وفقدت وضعها كهيئة تقنية متخصصة تابعة للأمم المتحدة، حينئذ فإنها ستفقد أيضا مصداقيتها الدولية". ودافع صالحي عما سماه حق بلاده في اختيار مفتشي الوكالة الذين يأتون إلي إيران، مشيرا إلي منع طهران دخول مفتشين ذكرتهما الوكالة في تقريرها "لأنهما أعدا تقارير كاذبة، وإن الوكالة تدرك هذا تماما لكنها فقط لا تريد الاعتراف بذلك". ويأمل الغرب أن يقنع فرض العقوبات الإضافية من جانب الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي علي إيران منذ يونيو القيادة في طهران علي التراجع ووقف الأنشطة النووية الحساسة. وترفض إيران مرارا مثل هذه المطالب وتبعث بإشارات متضاربة بشأن استعدادها للتفاوض مع الغرب بعرضها محادثات غير مشروطة علي مبادلة الوقود النووي ووضعها في الوقت نفسه شروطا علي أي مناقشات أوسع من ذلك. ومن شأن النزاع الدولي المستمر منذ ثماني سنوات بخصوص أنشطة إيران النووية أن يفجر سباقا إقليميا للتسلح ويطلق شرارة صراع في الشرق الأوسط. ومنعت طهران اثنين من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة من دخول البلاد في يونيو واتهمتهما بنقل معلومات خاطئة عن فقد بعض المعدات في مخالفة للواقع. ووقعت حالات مماثلة في السابق. وذكر تقرير الوكالة أن إيران أنتجت حوالي 2.8 طن من اليورانيوم منخفض التخصيب ارتفاعا من 2.4 طن في مايو بالإضافة إلي 22 كيلوجراما من اليورانيوم عالي التخصيب. وتؤكد طهران أنها تحتاج لليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتغذية مفاعلها الخاص بالأبحاث الطبية، فيما يتهم الغربيون الجمهورية الإسلامية بأنها تريد استخدامه لصنع أسلحة نووية.