في مؤتمر جمعية مؤلفي الدراما العربية المطالبة بتفعيل دور التليفزيون وفصل أقارب وأبناء المسئولين عن الإنتاج الدرامي التليفزيون المصري يتحمل مسئولية (الهبوط).. والمجاملة تؤدي إلي كارثة عقدت جمعية مؤلفي الدراما العربية اجتماعا موسعا تحت عنوان "ازمة الدراما التليفزيونية بين الاعلام والاعلان" والذي استغرق خمس ساعات من الساعة الخامسة مساء حتي الساعة العاشرة بين مناقشات وصراعات وشد وجذب بين الحضور....وذلك برئاسة الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن وامين عام الجمعية المؤلف صلاح المعداوي وسكرتير الجمعية المؤلف ايمن سلامة، حضر المؤتمر عدد كبير من فناني ومنتجي ومؤلفي ومخرجي الدراما المصرية وعلي راسهم "ممدوح الليثي" رئيس جهاز السينما ورئيس اتحاد النقابات الفنية والدكتور اشرف زكي نقيب الفنانين وراوية بياض رئيس قطاع الانتاج بالتليفزيون المصري بالاضافة إلي عدد كبير من الفنانين والمخرجين والمؤلفين وهم مجدي ابوعميرة وسميرة محسن ومديحة حمدي واحمد ماهر وحمدي الوزير والاعلامية حياة عبدون والممثلة هند عاكف والناقدة ماجدة موريس والكتاب فتحية العسال وكرم النجار وصلاح المعداوي ويسري الجندي وسمير الجمل وفايز غالي ويوسف عثمان رئيس الانتاج الدرامي بمدينة الانتاج الاعلامي بالاضافة إلي حشد كبير من الصحافة والاعلام. بدأت الجلسة الاولي التي ادراتها الناقدة عزة هيكل في حضور الكاتب محفوظ عبدالرحمن رئيس الجمعية والمؤلف ابوالعلا السلاموني والناقد السيد الغضبان والدكتور احمد شوقي العقباوي، حيث القي الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن كلمته الافتتاحية والتي ركز فيها علي مدي تفاهة الاعلانات التي تقطع النص الدرامي اكثر من مرة والرضوخ لاهواء ورغبات اصحاب الاعلانات مثل اعلانات الصابون والفوط الصحية للمراء كما تعرض ايضا إلي المبالغة الشديدة في اجور فناني الصف الاول ومقارنتها باجورهم في الستينات، كما تعرض ايضا إلي تحكم النجم او النجمة في المخرج وفي النص الدرامي بل والادهي تدخلهم ايضا في عمل مدير التصوير وكان اقرب مثال علي ذلك قيام نجمة كبيرة بطرد مدير تصوير له اسمه وكيانه من اللوكيشن بسبب تدخلها في عمله، وتطرق ايضا إلي تخلي التليفزيون المصري عن دوره التربوي والاعلامي لصالح دوره الاستثماري. ثم ألقي الكاتب سيد الغضبان كلمته والتي تعرضت إلي شركات الانتاج الخاصة التي يملكها ابناء الوزراء ومسئولين الكبار بقطاعات الانتاج الحكومي وبدورها قامت برفع اجور الفنانين لان اتحاد الاذاعة والتليفزيون هو الذي يدفع ويشتري في النهاية وليس هم واضاف ان وراء هؤلاء القيادات مسئولين مستفيدة من ذلك، كما اشار إلي ارادة التليفزيون المصري المسلوبة وانه من المفترض ان ينهض لانقاذ الدراما المصرية من الانهيار، واوضح الدكتور شوقي المعداوي ان الدولة تعاني الان من الصراع الطبقي بين الاغنياء والفقراء وفي ظل ذلك نسمع عن اجور بالملايين للفنانين، وان تقطع العمل الدرامي هو تفسيخ للنص من خلال تشويهه بالاعلانات المدفوعة وبالتالي فنحن الان محتاجين إلي اصحاب رؤية قادرين علي اتخاذ القرار، كما قال المؤلف ابو العلا السلاموني ان اتحاد الاذاعة والتليفزيون ميزانيته تبلغ المليارات ومع ذلك فهو يلهث بحثا عن الفتات من الالاف علي مائدة الاعلان، كما تعرض لظاهرة تفصيل النص علي مقاس النجم علي ان يقوم الكاتب المحترم بدور الترزي الملاكي وبحث الدراما عن السيرة الذاتية بغض النظر عن قيمة صاحب السيرة، وتفشي ظاهرة خطف الموضوعات وانتشار ظاهرة تحويل الافلام والموضوعات القديمة إلي مسلسلات والهروب من انتاج المسلسلات الوطنية والدينية والتاريخية خشية تكلفتها الطائلة بالاضافة إلي اختفاء دراما السهرات والسباعيات لانها لم تعد تشبع غرور النجوم. الجلسة الثانية ادارها المؤلف محمد الغيطي في حضور المؤلف يسري الجندي والمؤلف بشير الديك والاستاذ يوسف عثمان والدكتور سامي عبدالعزيز عميد اعلام القاهرة، وبداها الكاتب الكبير يسري الجندي بان لتليفزيون الدولة دور كبير في تنشيط الذاكرة الوطنية بالاضافة لدوره في القيمة والابداع المضاف من اطراف المنتج الدرامي والذي يبا من ابداع المخرج، والقيمة والبث وفتح تيارات جديدة للانتاج لان هناك قوي لها مصلحة تحصل عليها من خلال الضغط علي المنتج وهي قوة الاعلان، ثم القي كلمته الاستاذ يوسف عثمان والتي تحدث فيها عن مسيرة الدراما من خلال اتحاد الاذاعة والتليفزيون عام 1960 حتي الان، ثم القي الكاتب الكبير بشير الديك كلمته والتي اثار فيها بعض النقاط منها.. هل للدراما دور ما وتاثير علي الحياة الاجتماعية والثقافية?، واشار إلي ان الجمعية ليست ضد الاعلان ولكن تدعو إلي ترشيد اذاعه وبث المادة الاعلانية، وعودة تليفزيون الدولة إلي دوره الاعلامي الحقيقي وليس الاعلاني الذي اصبح عليه الان، كما علق الدكتور سامي عبدالعزيز علي ذلك واكد علي ضرورة الابداع والابتكار لتقديم كل ما هو جديد مقارنة بالعالم الاوربي، وفي النهاية القي كل من المؤلف محمد الغيطي والمؤلف ايمن سلامة كلمتهما، حيث قال ايمن سلامة ان التليفزيون جهاز خدمي وكل الدول تنسحب للتجارة والصناعة وتتركها للقطاع الخاص ولكنها لاتنسحب ابدا من امور خدمية مثل الصحة والتعليم والبحث العلمي والاعلام وبالتالي يجب ان يعود تفعيل دور التليفزيون في الدراما مرة ثانية. بينما ختم المؤلف محمد الغيطي المؤتمر ببعض التوصيات والمتطلبات التي نادوا بها وهي كالتالي النص والتخطيط والعقلية المبدعة واعادة النظر في الاعلانات ووضع خطة للدراما المصرية الرقابة البناء الفني للعمل والوجوه الجديدة عامر ابوحطب