حصاد 2010 التعليم العالي.. ضعيف جدا مرتبات الأساتذة والحرس.. والتصنيف العالمي أزمة تحاصر (التعليم العالي) رؤساء الجامعات يطالبون بتحسين الأجور وزيادة الإنفاق علي البحث العلمي ورفع مستوي الجودة تحقيق: فاتن زكريا شهد عام 2010 العديد من الاحداث السلبية التي اثرت علي منظومة التعليم العالي اهمها فشل الوزارة في تطبيق مشروع زيادة دخول اعضاء هيئة التدريس وفقا لجودة الاداء فضلا عن عدم تنفيذ الحكم القضائي الصادر باستبعاد الحرس الجامعي وخروج الجامعات من التصنيف العالمي بالاضافة لإلغاء نظام الانتساب الموجه وزيادة فرص التعليم المفتوح والخاص امام الطلاب وفتح برامج التعليم المميزة بالجامعات الحكومية.. السطور القادمة تكشف سلبيات التعليم العالي علي مدار عام 2010 من خلال خبراء التعليم: جامعة القاهرة ان سلبيات التعليم العالي التي شهدها عام 2010 تتمثل في تدني المرتبات الاساسية لاعضاء هيئة التدريس بالجامعات بما يؤثر سلبا علي الاداء في العملية التعليمية بالاضافة الي عدم تنفيذ الحكم القضائي الصادر من المحكمة الادارية باستبعاد الحرس الجامعي حتي الان. فضلا عن التدخل الامني عقب احداث زيادة اساتذة 9 مارس لجامعة عين شمس ومانتج من احداث بلطجة وشغب داخل الجامعة من قبل بعض الايادي المجهولة. ويقول الدكتور عبدالله سرور استاذ التربية بجامعة الاسكندرية ان اهم السلبيات التي شهدتها الجامعات في 2010 هو خروجها من التصنيف العالمي بالاضافة الي ان وزارة التعليم العالي لاتقوم بدورها المنوط بها لخدمة اعضاء هيئة التدريس بالجامعات او تبني قضاياهم بلا تتخذ منهم موقف العداء لان كل من يطالب بحقوق الاساتذة تعتبره الوزارة من المعارضة والمغضوب عليهم ومن هنا انقطعت صلة الوزارة بأعضاء هيئة التدريس. ولفت سرور الي انه لايوجد شك انه حدث قدر من التطور في العملية التعليمية بالجامعات ولكن ليس بسبب اعمال وقرارات انشطة وزارة التعليم العالي وانما بسبب قيام كثير من الاساتذة بتطوير ادائهم. ويشير الدكتور طارق الدسوقي استاذ الطب بجامعة المنصورة الي ان وزارة التعليم خلال العام الماضي لم تف بوعودها تجاه اعضاء هيئة التدريس مدللا علي ذلك بعدم تطبيق مشروع زيادة الدخول طبقا لجودة الاداء الذي تم الاتفاق عليه من قبل الوزارة والاساتذة. ويكمل استاذ الطب قائلا: ان العملية التعليمية لم تشهد اي تطور ملحوظ من قبل الوزارة او الجامعات فمثلا الانفاق علي التعليم الجامعي ومعامل البحث العلمي يشوبه تقصير شديد موضحا ان راتب الاستاذ الجامعي لايكفي سوي اسبوع واحد من الشهر لذلك يضطر الاستاذ ان يبحث عن عمل خارجي ويصبح ولاؤه لهذا العمل وبالتالي فإن الوزارة فشلت في حل مشكلة تفرغ الاساتذة لمهامهم التعليمية والبحث العلمي. وطالب الدسوقي ان يكون هناك نظام اداري جامعي جيد حتي يمكن الاستاذ الجامعي من التفرغ لاداء مهمته هذا بجانب زيادة مرتباتهم المتدنية. اما الدكتور عمر السباخي استاذ الهندسة بجامعة الاسكندرية فيقول ان الوزارة جزء من النظام العام لاتفعل شيئا بل هي جزء من المنظومة الحكومية الفاشلة فلا يوجد تحسن في العملية التعليمية بل هناك انهيار وتدهور سريع في التعليم مدللا علي ذلك بفتح البرامج المميزة بالجامعات دون وجود برامج جديدة مقدمة للطلاب ودون وجود تعليم جيد يختلف عن التعليم الحكومي او وجود معامل جيدة وانما الحكاية عبارة عن سحب البساط من التعليم الحكومي وفتحه امام الاغنياء فضلا عن فتح التعليم المفتوح والخاص امام الطلاب. وعلي الرغم من حدوث العديد من سلبيات التعليم العالي الا ان اعضاء هيئة التدريس بالجامعات لديهم نظرة تفاؤل بإشراق عام جديد علي الجامعات متمنيين ان يصبح عام 2011 خطوة علي طريق الاصلاح. فيتمني الدكتور محمود الطيب رئيس جامعة حلوان مع بداية عام 2011 ان تخطو الجامعات الحكومية والخاصة خطوات جادة لتحقيق الجودة والحصول علي الاعتماد كما امل في مزيد من التركيز علي النشاط الطلابي وبناء شخصية الانسان المصري التي نتمناها ثقافيا وعلميا واجتماعيا وسياسيا ورياضيا ايضا لابد ان نضع في نصب اعيننا الطلاب الاكثر احتياجا. وطالب الطيب الجامعات بالتطوير في البرامج التي تركز علي المهارات الشخصية التي تنقص الخريج المصري لإعداده لسوق العمل اضافة انه لابد من نشر اللغات بين الطلاب ووضع برامج لتحسين مستوي اللغة عندالطلاب اضافة لمهارات الكمبيوتر ICDL ومهارات الحوار والتفاوض والعرض التي تنقص الخريج وهو ما تسعي جامعة حلوان لإعداده وتنفيذه خلال عام 2011. خريج منتج ويشير رئيس جامعة حلوان الي ان خطة الجامعة في 2011 تعتمد علي تخريج خريجين ذيو وحدة منتجة حتي ليكون عالة علي المجتمع ولذلك تسعي الجامعة لاعداد شراكات مع عدد من البنوك لتمويل بعض المشروعات الصغيرة والمتوسطة لصالح الطلاب المتميزين وخاصة الكليات العملية لإزالة عقبات الضمانات والحصول علي القروض ودراسة الجدوي موضحا اننا نركز في عام 2011 ان نحمل فكر ان كل خريج جامعي لابد ان يكون قادراً علي خلق فرص عمل لنفسه ولغيره حتي نتحول الي مجتمع منتج. ويستكمل الطيب قائلا: اتمني ان تدخل الجامعات المصرية ضمن التصنيف العالمي ولذلك فإن الجامعة وضعت خطة لتطوير البحث العلمي من حيث الاستمرار في تدريب الهياكل الجامعية من اول الخريج الي الاستاذ في الوصول علي ابحاث علمية تنافسية تخدم المجتمع ولها قيمة دولية بالاضافة لذلك نهتم بربط البحث العلمي برجال الصناعة والتركيز علي صناعة الخدمات مثل صناعة التعهيد في تكنولوجيا المعلومات والتي تخلق سوق عمل كبيراً للبشر. حصانة للاستاذ ويضيف الدكتور احمد كريمة استاذ الشريعة بجامعة الازهر متمنيا ان تدخل الجامعات المصرية ضمن حيز الجامعات المميزة عالميا بتطبيق سليم لمعايير الجودة ولن يتأتي هذا الا بالاستقلال الكامل للجامعات مطالبا الحكومة بزيادة الانفاق علي البحث العلمي مع حفظ كرامة الاستاذ الجامعي وان تكون له حصانة في قاعات المحاضرات وحسن انتقاء القيادات في الجامعات المصرية والقضاء علي الوساطة والمحسوبية والتضارب في القرارات والعمل الاداري الروتيني وكذلك تحديث آلية ترقيات الاساتذة بالجامعة نظرا لان النظام الحالي لايشجع علي البحث العلمي الجاد مما ادي هجرة الكفاءات العلمية. وتمني كريمة ان يكون عام 2011 انطلاقة جديدة للتعليم الجامعي وتحسين مرتبات الاساتذة لضمان معيشة كريمة لهم وقال انه يأمل الا تكون الجامعات مكانا لتلقين معلومات للطلاب ولكن في خدمة المجتمع والتعاون مع مؤسسات الدولة. عام بلا بطالة ويشدد الدكتور مصطفي كمال رئيس جامعة اسيوط علي ضرورة الاهتمام بالتعليم والصحة بحيث يصبح لهما اولوية كبري لدي الدولة لتفعيل نظم الجودة في التعليم مطالبا الحكومة بزيادة الدعم المالي للانفاق علي البحث العلمي بالجامعات خاصة ان هناك كثيراً من المشروعاتالطموحة الموجودة في الجامعة محتاجة لمزيد من الدعم المالي لتطوير ادائها وتحقيق اهدافها. ويطالب د.مصطفي كمال الجامعات بمزيد من الاهتمام لرفع المهارات المختلفة لخريجيها. وفيما يتعلق بالجودة يتمني الدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. ان تعي الجامعات ضرورة تقدم جميع الكليات الجامعية لاعتماد الجودة وان تستعيد الجامعات ثقة المجتمع المحلي والاقليمي والدولي في منظومة التعليم المصري كما يأمل ان تقود الجامعات المصرية التنمية في المجتمع. كما يطالب الدكتور احمد الجوهري رئيس جامعة الفيوم لتقديم ملفات كلياتها لهيئة الجودة للاعتماد بالإضافة الي زيادة التعاون بين جامعة الفيوم والجامعات الاخري لتحقيق طموحات الطلاب واعضاء هيئة التدريس. ويأمل رئيس جامعة الفيوم دخول الجامعات ضمن افضل 500 جامعة عالميا مع عام 2011.