البصير المرشحون لانتخابات مجلس الشعب التي ستجري نهاية هذا العام في مصر، بدأوا دعايتهم مبكرا. حيث استغل هؤلاء المرشحون شهر رمضان المبارك وبدأوا حملاتهم الانتخابية في دوائرهم المختلفة علي مستوي الجمهورية لافرق في ذلك بين مرشحي الحزب الوطني او اي من الاحزاب وبين المستقلين والمعارضة، او بين عمال او فئات. ولكن للاسف لم تكن تلك الدعاية او الحملات الانتخابية المبكرة لقاءات جماهيرية مع ابناء الدائرة بعد الافطار لعرض البرامج الانتخابية المختلفة والتي تحمل جديدا لحل مشاكل المواطنين المزمنة او مناظرات تجري في اماكن محددة بين المشرحين لعرض افكارا مبتكرة لترسيخ العملية الديمقراطية وللارتقاء بهذا الوطن وتحقيق الرفاهية لهذا الشعب. ولكن التحرك النشط لمعظم المرشحين لانتخابات مجلس الشعب لم يكن لعرض برامج سياسية او اقتصادية او الحث علي المشاركة السياسية بل كان لعرض المزيد من العطايا خاصة الطعام بإعتبارنا في شهر الصيام ونلتهم اطنانا من الطعام ونستهلك بحوالي 30 مليار جنيه غذاء في الشهر الفضيل. وباعتبار ان اللحوم هي الوجبة الام في المائدة المصرية العامرة وهي الطعام الرئيسي الذي يحلم به الفقراء المصريون اصحاب الكتل الانتخابية الضخمة ولان اللحمة ارتفع سعرها بشكل جنوني هذا العام خاصة في رمضان واصبحت بعيدا حتي عن متناول متوسطي الدخل فقد تركزت الدعاية الانتخابية في معظم الاحياء الشعبية والقري الفقيرة علي توفير اللحوم بأسعار مناسبة لايتعدي خمسة وثلاثون جنيها وذلك من خلال عرضها في شوادر خاصة كت عليها اسم المرشح كما حدث في مناطق عديدة في القاهرة وحلوان والجيزة. وبالطبع كتب ايضا علي معظم شوادر اللحوم لافتات تؤكد ان امانات الاحزاب التابعة للحزب الوطني في المحافظات المختلفة هي المنظمة لاقامة هذه الشوادر وذلك في اطار برنامج الرئيس مبارك لحل مشكلة الغلاء وتوفير اللحوم لمحدودي الدخل وهذا ليس استغلالا فقط لجهود الحكومة في استيراد اللحوم الحية وعرضها للجمهور بأسعار مناسبة ولكن استغلالا ايضا للرئيس مبارك في الدعاية الانتخابية وان كانت الحكومة هي حكومة الحزب الوطني والرئيس مبارك هو رئيس ذلك الحزب. واتوقع ان تستمر تلك الشوادر ايضا برعاية الحزب الوطني وحكومته ومرشحينه الي عيد الاضحي المبارك او عيد اللحمة وكلما توافرت تلك اللحوم خاصة الضأن كلما كانت حظوظ مرشحي (الوطني) وفيرة في الانتخابات القادمة. ولايمكن اعتبار الهدايا والحقائب الرمضانية وكسوة العيد والمصروفات المدرسية التي يقدمها حاليا الراغبون في دخول انتخابات مجلس الشعب القادمة لابناء دوائرهم رشاوي انتخابية من الناحية القانونية لانها تقدم بشكل مبكر وفي رمضان شهر الكرم والاحسان وفي وقت اشتعلت فيه الاسعار وزادت فيه معدلات الفقر بشدة فلايمكن ان نعتبر بعض المرشحين الاثرياء الذين يقيمون موائد للافطار والتي يطلق عليها موائد الرحمن لفقراء الحي او القرية التي سيترشحون عنها في الانتخابات البرلمانية القادمة انه راشون، او ان ابناء الدائرة الذين اكلوا علي تلك الموائد انهم مرتشين، حتي ولو كان القصد دنيويا وليس دينيا اي طمع المرشح في الحصول علي اصوات الجوعي، فهذا الامر يمكن ان يطلق عليه مجازا رشاوي انتخابية مشروعة. لإن القصد منها اطعام الفقراء في شهر رمضان الذين لايجدون قوت يومهم ولايأكلون طعاما دسما الا في رمضان وفي موسم الانتخابات. ايضا قام مرشحون في انتخابات مجلس الشعب القادم بتوزيع حقائق رمضانية لابناء دوائرهم من المحتاجين وتحتوي تلك الحقيبة او شنطة رمضان علي سكر وشاي ومكرونة وارز وزيت وفول وسمن وياميش ودقيق واشياء اخري، وبالطبع معظم محتويات الشنطة الرمضانية سلعا زاد سعرها الي الضعف في الفترة الاخيرة، وبالتالي كلما كانت شنطة المرشح مليئة بالسلع كلما كانت فرصة كبيرة في تلك الانتخابات وبالطبع لم يفت علي امناء الاحزاب في المحافظات خاصة الحزب الوطني تنظيم توزيع تلك الحقائب والتي وجدت اقبالا شديدا من المواطنين الغلابة الذين تدافعوا للحصول علي تلك الحقائب، مما ادي الي سقوط قتلي ومصابين في بعض المحافظات من جراء التزحم من اجل الحصول علي شنطة رمضان، وممكن ان اطلق عليهم اسم شهداء الشنط بعد شهداء العيش. وايضا هناك توزيع منظم للمساعدات العينية والنقدية يلجأ اليه بعض المرشحين خاصة اعضاء جماعة الاخوان المسلمين (المحظورة) وهي غالبا توزع بشكل انتقائي وفي صورة مساعدات ومرتبات (هشرية) تزداد في رمضان والاعياد وقبل الانتخابات وهذا ما يفعله علي سبيل المثال رامي لكح الذي يسعي لاسترداد مقعده في الظاهر والازكبية، بل يقوم منافسيه ايضا علي نفس المقعده، هاني سرور وخالد الاسيوطي بتوزيع مساعدات عينيه وشنط رمضانية وهدايا وامسيكيات علي ابناء الدائرة، وهذه المساعدات من اجل الله والوطن ومجلس الشعب ايضا. elbasser2*yahoo.com