أصبحت الحياة السياسية في مصر .سمك لبن تمر هندي. ويمكن بسهولة ويسر علي أي فرد يمتلك عقارات وله رصيد محترم أن يتقدم للترشح بصرف النظر عن شخصيته أو تكوينه الثقافي وهذه مسألة في غاية الخطر لأنه بتلك الإمكانيات المتاحة له يستطيع في ظل هذه الظروف الصعبة أن يقتحم الحياة النيابية ويفرض نفسه علي الساحة نائباً للشعب في مجلس الشعب وهو جاهل بخطورة وحقيقة هذا العمل البرلماني المؤثر فلا يضيف إلي المجلس بجهله وحمقه إلا جهلاً وحماقة تصل إلي التنابذ بالألقاب والتشابك بالأيدي وهذا دليل كاف علي الاختلالات التي تعاني منها العملية الديمقراطية.. أنني أخشي أن يكون هذا شيئاً مقصوداً بغرض تغييب دور النواب عن العمل الحقيقي المنوط بهم وهو التصدي للفساد والمفسدين وكأن النائب الجاهل أو حضرة النائب الغائب دمية لا تقدم ولا تؤخر وباختصار كناية عن كمالة عدد. إننا نريد منكم حضرات النواب أن تقولوا للخطأ وللفساد سمعنا وعصينا بكل أدب واحترام، لا نؤيد رفع الأحذية في وجوه المشاهدين فهذا والله عيب ونقص في التربية متي ستنتهي تلك المهزلة: ومتي نشعر بأننا محترمون في مصر أنني أرفض وبشده مسألة التحزب والأحزاب لماذا لا نعيش جميعاً في حزب حب مصر والتصدي للظلم والعمل علي نهضة الأمة التي تنزف كل يوم عاماً من حضارتها بسبب جهل البعض وطمع قلة قليلة تريد أن تحتكر لنفسها الهواء والماء، حرام في ظل ما تتمتع به مصر من تلك الخيرات أن يعيش شعبها غير آمن علي نفسه مهدداً في لقمة عيشه يسير في طريق معاكس خلف الحكومة المنطلقة إلي لا أين وأقول متألماً:إن أقل واجب يمكن أن يقدم للمرشحين مهما كانت ثقافتهم وميولهم أن تنتقي لهم رموز تحمي معاني الهيبة والاحترام فكيف بنا نقبل: رمز البطيخة والكمان والسمكة ذات الفم المفتوح؟ إنها مأساة تختصر شعباً أهين في كرامته ولم يعد له قيمة وأحمد الله أن واضعي الرموز قد تناسوا أو نسوا إدراج رمزي .الجردل والكنكة. علي غرار فيلم .بخيت وعديلة. أن احترام الشعب لن يأتي من فراغ ومع احترامي الشديد لبعض من يحملون الرموز اللامعة مثل .الهلال النجمة الجمل المسدس السيارة. وفيهم من الشرفاء الذين يضحون من أجل الوطن وأقول لبعضهم: ماذا فعلتم برموزكم اللامعة علي مدار دورات برلمانية قضيتموها في مجلس الشعب؟ ارحموا المواطن الغلبان قفوا صارخين في وجه الظلم والجور لا تخرسوا ألسنتكم إن كنتم تحبون مصر، فمصر لا تحب الساكتين عن الحق ولا تعول علي الدمي التي تحركها أهواء المصالح الشخصية إنني وبكل مصرية ووطنية أرفض التمييز بين المرشحين في مسألة اختيار الرمز وأرفض الحد من حرية بعض المرشحين في عمل الدعاية الانتخابية طالما يقوم بها بشكل قانوني مقبول، وأقبل أن نسير باختلاف اطيافنا حكومة وشعباً مسلمين ومسيحيين مثقفين ومتعلمين وراء أي رجل يقود المسيرة بشرط أن يضع قلبه ومشاعره في آلامنا وأحزاننا وأتمني من كل قلبي كما يتمني جميع المصريين أن تمر عملية الانتخاب بأمان لأن مصر لا تتحمل كل تلك الطعنات ولتكن معشر المنصفين دعوة إلي تحرير مجلس الشعب من الدخلاء والحاقدين علي أمن مصر الجاثمين علي أنفاسنا زمناً طويلاً.