الناس في منطقتنا يضربون كفاً بكف.. يتميزون غيظاً وهم يرون أراضي ما يسمي بالهيئة العامة للإنتاج الزراعي والتي كانت تسمي الخدمات البستانية والتي يتولي رئاستها المهندس ملاك فرح جرجس والتابعة لوزارة الزراعة التي يتولاها الحسيب النسيب أمين أباظة ابن عم الثائر العملاق المرحوم وجيه أباظة واحد من هؤلاء الذين تركوا بصمات واضحة في العمل الوطني من أجل مصر الأمل والمراد.. البداية والمنتهي وابن عم المهندس ماهر أباظة أحد الناسكين المتيمين بحب مصر العظيمة والذي أدي للوطن خدمات جليلة.. والمدهش أن الأستاذ الوزير أمين أباظة ليس مهندساً زراعياً ولا حاصلاً علي درجة علمية في الاقتصاد الزراعي لكنه من أهل الثقة وأحد فريق العمل في وزارة نظيف الإلكترونية التي جعلت من هذا الشعب الطيب المثابر حقلاً لتجاربها التي تديرها من القرية الذكية بل هو حاصل علي درجة البكالوريوس في السياسة والاقتصاد ولم يسبق له العمل في الزراعة قبل أن يجيء إلي الوزارة التي يكتوي بنيران تجاربها الفلاحون وهم السواد الأعظم من هذا الشعب المنكسر.. الناس يضربون كفاً بكف ويتميزون غيظاً وكمداً وحسرة علي ما آل إليه مصير عشرات الآلاف من الأفدنة من أجود أراضي الوادي والدلتا في محافظتنا كفر الشيخ في مزارع ميت الديبة ورورينة والنطاف ومحلة موسي ودفرية والقرضا والحمراوي وسخا ومسير وغيرها وفي مركز الجميزة محافظة الغربية حتي مركز سدس محافظة بني سويف عند عطفة النيل الخالد يري الناس من أمر هذه الأراضي عجباً!!. إنتاج الفدان لا يعادل إنتاج قيراط واحد من أراضي منتفعي الإصلاح الزراعي الذين تملكوا هذه الأراضي وفقاً لقانون الإصلاح الزراعي الصادر عام 1961 والتي شربت من دمائهم وعرقهم ودموعهم جيلاً وراء جيل يعملون .تملية. حفاة عراة لايجدون كسرة خبز قبل ثورة يوليو 1952 وإلا ما معني أن يكون متوسط إنتاج الفدان في زراعة رابع ميت الديبة 500 كيلو لفدان الأرز في العام الماضي!! ورغم توافر الآليات الحديثة التي تعمل بالليزر وجرارات الحرث المكيفة وماكينات الري العملاقة وسيارات الدفع الرباعي أمريكية الصنع وحشد هائل من المراقبين ومديرو المزارع والمهندسون والملاحظون وجهاز أمن يديره لواء سابق أجورهم لا تكفي الخبز الحاف وموظفون بلا عمل ومساكن مساحتها بالأفدنة ذات أسوار وحدائق مهجورة ومسكونة ومباعة من أصحابها الأصليين التي أعطيت لهم بحكم وظائفهم إلي زملائهم وموظفات بالآلاف لا تجدن ما تقمن به من عمل فرحن يقطفن البامية أو الملوخية وعمال وخفراء بعقود تأمينية أو تدريبية لأسماء وهمية إلا أن هذه المزارع صارت وسايا يرتع فيها الفساد حتي لجان التفتيش ألغيت وصارت المزارع نهباً لكل فاسد.. تترك لتسجيل أنفار وهمية لعمليات وهمية دون رقابة وكأن هذه الهيئة صارت دولة داخل الدولة التي يناضل زعيمها التاريخي لتوفير القمح لرغيف الخبز بينما تترك هذه الأراضي بورا يتم تأجيرها مراعي للأغنام لتدخل الحصيلة جيوب الفاسدين!!. تترك المحاصيل حتي تصير هشيماً تذروه الرياح في يوم عاصف حتي تأتي ماكينات الحصاد بعد أن يكون نصف الإنتاج قد ابتلعته الشقوق الغائرة فتترك الحواف فيكون الحصاد علقماً وترتفع ألسنة اللهب والدخان الحكومي ليحصد الأرواح ويصيب الصدور السقيمة بأخطر الأمراض ثم يقرأ الناس تصريحات مكررة لوزير البيئة عن مشرعات وهمية وشراء وهمي لقش الأرز وهو لا يعلم أن الهيئة تشعل النار في بقايا الكتان والذرة والأرز والقطن وكأنه قد كتب علي أبناء وأحفاد .التملية. أن يموتوا مرضاً وحسرة علي ما يرون. آخر ما يحدث الآن أن أراضي الهيئة المزروعة أذرة والتي تكلف تسميد الفدان 500 جنيه علي الأقل فضلاً علي البذور والري ونقاوة الحشائش تم بيع محصولها من الذرة لإحدي شركات إنتاج الألبان الشهيرة بجنيهات قليلة لكل طن من الذرة!!! وأن هناك سيارات نقل عملاقة تابعة للمشتري تجوب منطقتنا وأنه يتم تحميلها بجرارات الهيئة وبانفارها وتحت إشراف مراقبيها ومديري مزارعها ومهندسيها وأن ماكينات الحصاد العملاقة تقوم بحصد العيدان بكيزانها ومن الأماكن التي تختارها ويتم تحميل المحصول لوزن السيارات بحمولاتها .بسكول. فتكون المحصلة علقما وغصة في الحلوق وإهداراً للمال العام لا غير!! أوليست هناك جهات رقابية؟ الناس يهتفون بالرئيس وهو الملاذ الأخير بعد الله تعالي أن يتدخل لدرء هذا الفساد.. لقد اقترحنا في مقالات سابقة أن تخصص بعض مئات من هذه الأراضي للبحوث والتجارب وتقاوي الإكثار أما عشرات الآلاف الباقية فيتم توزيعها علي المعدمين أو شباب الخريجين بشفافية كاملة أو حتي تخصص لزراعتها بالمشاركة أو الإيجار السنوي لصغار الفلاحين.. ساعتها نزداد كيل بعير.. إن هناك من يلمز أن المشتري شريك لفلان أو علان وأنه فوق القانون.. لكنني أعلم يقيناً أن مبارك الذي أعطانا عمره كله.. نبضات قلبه يكره الفساد ويحضنا علي التصدي له.. وها قد فعلنا وإلي الله المشتكي.