أساتذة الجامعات يؤيدون قرار هلال بإلغاء درجات الرأفة تحقيق فاتن زكريا أثار قرار الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي بإلغاء تطبيق نظام درجات الرأفة بالجامعات المصرية بدءا من العام المقبل حالة من الغضب والاستياء بين طلاب الجامعات، مشيرين إلي أن هناك ظلما يقع في عملية تصحيح أوراق الامتحانات من قبل اساتذة المادة. وأكد الطلاب علي عدم وجود أي رقابة من قبل المسئولين في عملية التصحيح، وأن درجات الرأفة تعد الملجأ والملاذ الوحيد لهم في بعض الامتحانات التي تكون نتائجها سيئة أو منخفضة. وطالب الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات بضرورة وجود منظومة جديدة تتيح لهم عملية الاطلاع علي أوراق الإجابة بعد تصحيحها علي غرار ما يحدث في امتحانات الثانوية العامة حتي يضمنوا الحصول علي حقهم كاملاً في التصحيح والدرجات. في حين لاقي القرار تأييداً كاملاً بين أعضاء هيئة التدريس والذين أكدوا أن نظام الرأفة ما هو إلا ابتداع من الكليات. .المسائية. ناقشت القضية بكل حيادية مع خبراء التعليم في السطور التالية: عبود: نقلة عظيمة في الجامعات وقرار صائب يتفق مع المعايير العالمية يقول الدكتور مصطفي عرجاوي رئيس قسم القانون الخاص بكلية شريعة الأزهر فرع دمنهور أن قرار إلغاء درجات الرأفة بالجامعات من الناحية القانونية لا يسري علي كل من التحق بالجامعة اعتباراً من العام الماضي لأنه تمتع بمركز قانوني لا يمكن الاخلال به وله أن يطبق علي من يلتحق بعد ذلك لأن هذا الحق قد تقرر لكل من التحقوا بالجامعات وبالكليات وقد استفادوا من هذا النظام ومعني ذلك حرمان من هم في نفس مراكزهم من نفس ما استفاد به الآخرون والذين كانوا في ذات المركز القانوني للملتحقين بالكليات فضلاً عن أن قواعد الرأفة أو التيسير تتمثل في درجات قليلة للغاية يترتب علي اعطائها للطالب تغيير حالته من راسب إلي منقول بمادة أو مادتين. وأكد مصطفي عرجاوي أن يستمر هذا النظام ولا يتم التخلص منه دفعة واحدة بل بالتدرج ولا يوقع إلا علي المستجدين في الفرقة الأولي اعتباراً من العام المقبل، أما من سبقوهم في جميع الفرق الأخري لا ينبغي أن يطبق عليهم هذا النظام وإلا سيكون قرار الوزير محلا للطعن ومعرضا للإلغاء من القضاء الإداري لأنه يخل بمبدأ المساواة بين جميع الطلاب في المراكز القانونية، لذلك من الأفضل ألا يطبق هذا النظام إلا علي الطلاب المستجدين وبصورة تدريجية حتي لا تظهر آثاره الجانبية فجأة وتؤثر علي العديد من الطلاب الذين يتمتعون منذ عشرات السنين بهذه المزايا. وأوضح عرجاوي أن قواعد الرأفة يقررها مجلس الجامعة والكليات وتوجد في اللوائح والنصوص القانونية والقرارات في جميع الجامعات مما يسمح بقواعد التيسير ولا يملك أي إنسان أن يمنح هذا اليسر إلا استاذ المقرر، مشيراً إلي أن قواعد الرأفة وضعت وطبقت بالجامعات بهدف تلافي السلبيات وكذلك تلافي الاضرار بمستقبل الطلاب هي ليست بالأمر الكبير وإنما هي درجات محدودة تدارك بعض السلبيات في التصحيح أو في الرسوب أو غير ذلك من عمليات التقييم بصورة عامة فالطالب قد يحصل علي 9 درجات من 20 فيحتاج درجة لينجح، فهل يعيد العام بالكامل لأنه بحاجة لدرجة أو اثنتين ليتخرج في الكلية دون أن يحمل الدولة متاعب إعادة عام كامل بسبب مادة، مشيراً إلي أن هناك موازنة بين الفوائد والمنافع المرجوة من تطبيق النظام القديم والآثار المترتبة علي تطبيق النظام الجديد ولا يمكن أن تتحول الجامعات إلي مسرح تجارب للنظام الإداري، بل ينبغي أن يطبق النظام الذي استمر لمدة عقود في جميع الجامعات حتي صار يمثل قاعدة عرفية تتساوي وتتوازي مع القاعدة القانونية ولذلك ينبغي أن يتم تطبيق المقترح الذي يراه الوزير بالتدرج علي طلاب العام القادم دون سواهم لأنه لو قام بتطبيقه علي غيرهم للجأوا جميعاً للقضاء ومن حقهم الحكم لهم بالمساواة بينهم وبين غيرهم ممن تخرجوا في هذه الظروف وتمتعوا بهذه المزايا. عدم دستورية من جانبه يري الدكتور السيد عيد نايل عميد كلية الحقوق جامعة عين شمس أن تطبيق نظام درجات الرأفة بالجامعات ما هو إلا ابتداع، مؤكداً عدم دستورية النظام وأنه ليس له أصل قانوني يجيز تطبيق درجات الرأفة ويلزم الجامعات بتطبيقها ولكن درجات الرأفة نوع من المنحة للطالب الراسب علي أساس أن استاذ المادة لم يصحح الامتحان بطريقة جيدة. وإنما قواعد الرأفة لا يوجد لها قانون وإنما هي اختراع من الكليات ونظمها المجلس الأعلي للجامعات. ويؤيد عميد الكلية قرار الوزير بإلغاء درجات الرأفة بالجامعات للمساواة بين الطلاب، مطالباً بتفعيل لجان الممتحنين بالكليات خاصة ذات الأعداد الكثيفة حتي يضمن للطالب حقه، قائلاً: فلا يجوز أن استاذا واحدا يضيع دفعة كاملة خاصة في الدفعات ذات الاعداد الكبيرة وبالتالي لجان الممتحنين بجانب تطبيق نظام الرأفة كانت بيعدل الميزان علي المواد والدرجات التراكمية. درجات عمياء وقال الدكتور محمد النشار نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب إن درجات الرأفة هي درجات عمياء يتم إضافتها لبعض الطلاب بقرار ولا تتفق مع عملية التقييم والتقويم للامتحانات، موضحاً أنها اخلال بالمعايير خاصة وأن الهدف من الامتحانات قياس مدي تحصيل الطالب للمعارف التي تم تدريسها خلال العام الدراسي ومدي تنمية مهاراته من خلال الأنشطة والاطلاع، مؤكداً أن الطالب الذي ينجح بدرجات الرأفة ليس له مكان في سوق العمل، مؤيداً قرار الوزير بإلغائها باعتبار أن نظام الرأفة نظام فاشل ويشجع الطلاب علي عدم المذاكرة والاجتهاد. المذاكرة.. البديل ويتفق مع الدكتور عادل رمضان عميد كلية العلوم بجامعة عين شمس مؤيداً قرار الوزير بإلغاء درجات الرأفة، مشيراً إلي أنه قرار جيد للمساواة بين الطلاب قائلاً: أن درجة النجاح في بعض الكليات 50% وفي الكليات العملية 60% فمن لم يحصل من الطلاب علي هذه الدرجة فليس من حقه أن ينجح ولا يستحق النجاح. وأضاف عميد علوم أن اتباع نظام إلغاء الرأفة سيزيد من مسئولية الاستاذ الذي يقوم بالتصحيح فلا يكون هناك اهمال أو تقصير وأن يدرك الطالب أخطاءه ويتجنبها مؤكداً علي أن البديل الوحيد أمام الطلاب بدلاً من درجات الرأفة هو المذاكرة حتي ينجح. وأشار رمضان إلي أن إلغاء نظام الرأفة سوف يحسن العملية التعليمية لأن الطالب سيهتم أكثر في المذاكرة، موضحاً أن هذا القرار لا يتضرر منه سوي الطلاب غير القادرين علي المذاكرة. قواعد عالمية من جانبه لفت الدكتور أحمد عبود وكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب بجامعة عين شمس أن درجات الرأفة لا توجد إلا في النظام المصري، مشيراً إلي أنها ليس قواعد عالمية مطبقة في جامعات العالم قائلاً: لا يوجد هبات أو منح في الدرجات وبالتالي قرار الوزير بإلغائها قرار صائب يتفق مع المعايير العالمية ومعايير تطبيق الجودة. ويكمل عبود قائلاً: أن القضية حتي لا يصطدم الطلاب بالقرار أن نفهم الطلاب حقوقهم وواجباتهم وأن عملية التقييم في الامتحانات ستكون طبقاً للمستويات الحقيقية خاصة وأن الطالب أغلب الأحيان عند الامتحانات يترخي في المذاكرة معتمداً علي منحه درجات الرأفة. ويعتقد وكيل تربية عين شمس أن قرار إلغاء الرأفة سيكون نقلة في الجامعات المصرية لأن الطالب سيعتمد علي مجهوده في المذاكرة والامتحانات. المساواة بين الطلاب ويوافق الدكتور ممدوح الدماطي عميد كلية الآداب جامعة عين شمس علي قرار الوزير قائلاً: أنا مؤيد لقرار إلغاء نظام الرأفة من أيام ما طبقته جامعة حلوان وذلك للمساواة بين الطلاب خاصة وأن الطالب يحصل علي درجات بدون جهد وبدأت يزداد هذا الأمر بشكل فيه فجاجة بين الطلاب حتي أصبح هناك نوع من اللامبالاة للطالب في المذاكرة والاجتهاد مؤكداً علي أن الامتحان الهدف منه المساواة بين الجميع لقياس مستوياتهم الحقيقية.