الجميع خاسرون فى أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية.. نعم كلنا خاسرون وأخطر ما فى الأمر أن تمتد خسارة الأزمة إلى مصر الأم التى نعيش جميعاً فى كنفها.. لا أجد مبرراً لاستمرار الأزمة طوال الأيام الماضية وأتمنى ألا يقف الحكماء موقف المتفرجين والأزمة تتصاعد وشررها يتطاير وأخشى أن يحرق هذا الشرر وحدة صف تحالف 30 يونيه مكسبنا الحقيقى ونقدم بأيدينا هدية لجماعة الإخوان ولأعداء مصر فى الداخل والخارج.. أطالب بتغليب صوت العقل واللجوء إلى الحوار بعيداً عن التصعيد الذى لن يفيد أحداً وسيكون خسارة على الجميع.. أتمنى أن يعى الجميع ويتخلى كل طرف عن فكرة تركيع الطرف الآخر.. ليس من مصلحة الدولة تركيع الصحافة التى كان لها دور وطنى فى ثورة 30 يونيه ولا يجب أن تتخيل الصحافة أو تسعى لكسر هيبة الدولة.. ويجب أن يتخلى الجميع عن سياسة العناد التى تظهر بوضوح لكل ذى عينين لأن هذه السياسة تتجه بالأزمة إلى نفق مظلم تكون نتائجه أسوأ مما نتخيل.. أننى أطالب بسرعة تشكيل لجنة من جميع الأطراف يشارك فيها العقلاء من مجلس نقابة الصحفيين والعقلاء من وزارة الداخلية وحكماء وشيوخ مهنة الصحافة بالإضافة إلى الحكومة ومجلس النواب لحل هذه الأزمة فى أسرع وقت ممكن ولا أميل إلى القرارات الانفعالية وسياسة العناد.. وأتمنى أن يتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى بصفته الحكم بين كل السلطات وبما يملك من رصيد حب كبير فى قلوبنا جميعاً ويفوت الفرصة على أصحاب المصالح والأجندات الخاصة الذين لا يريدون خيراً لهذا البلد..سيادة الرئيس أرجوك تدخّل للوصول إلى حل يحفظ هيبة الدولة وكيان نقابة الصحفيين لأنك كنت دائماً وأبداً خلال اللقاءات التى عقدتها معنا المدافع الأول عن الصحافة والصحفيين وكلى ثقة أنك لن تقبل أن تستمر الأزمة أكثر من ذلك. انقبض قلبى أثناء توجهى ظهر أمس إلى نقابة الصحفيين لحضور اجتماع رؤساء تحرير الصحف مع مجلس النقابة والذى عقد قبل اجتماع الجمعية العمومية لبحث الأزمة.. كان المشهد فى شارع عبدالخالق ثروت ينذر بالخطر حيث يحاصر عدد من الأشخاص الصحفيين الداخلين إلى نقابتهم ووجهوا لهم السباب بأحط الألفاظ بل وصل الأمر إلى افتعال مشاجرات وخشيت أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه خاصة فى وجود عدد كبير من شباب الصحفيين المتحمسين حيث شهدت النقابة تواجد أكثر من 5 آلاف فى تجمع كبير عندما استشعروا الخطر يحيق بنقابتهم ومهنتهم وأنفسهم وظهرت على وجوه أعضاء الجمعية العمومية حالة الغضب والترقب..كان حوار رؤساء التحرير مع أعضاء مجلس النقابة هادئاً وتحدث الجميع فى وسائل حل الأزمة وعدم تركيع الصحافة وأيضاً عدم كسر هيبة الدولة وطالب الكاتب الصحفى ياسر رزق بضرورة السعى لعقد لقاء بين مجلس نقابة الصحفيين والرئيس السيسى لحل الأزمة بينما سعى آخرون لاتخاذ خطوات تصعيدية. أتمنى أن يتحرك الحكماء بأقصى سرعة من أجل نزع فتيل هذه الأزمة قبل أن تنفجر فى وجوه الجميع.. أنتظر أن يأتى الفرج على يد الرئيس السيسى وأن يوجه رئيس الوزراء بعقد لقاء مع طرفى المشكلة فى وجود حكماء المهنة لوأد هذه الفتنة التى بدا البعض فى استغلالها فى تحقيق مارب أخرى وتنفيذ أجندات خاصة بهم.. وقد أسعدنى رفض الصحفيين أى تدخل أجنبى رسمى فى شئون الصحافة المصرية خاصة من جون كيرى وزير الخارجية الأمريكي.. وأحذر من دخول إيطاليا على نفس الخط حاملة لواء قضية ريجينى واعتبر أن هذه التدخلات من الخارج ومنظمات المجتمع المدنى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.