الخطورة في الإجابة علي السؤال المتعلق بأحقية من تؤول له، ملكية جزيرتي تيران وصنافير، لا تتعلق بالمرة بما تملكه البلدين، أو احداهما من مستندات قانونية وتاريخية، تؤكد سيادتها للجزيرتين، وأن الأخري كانت تمارس أعمال السيادة، في حقبة زمنية معينة، لدواعي تتعلق بالأمن القومي في البلدين. إنما الخطر، كل الخطر، يتعلق بالجدل الحاصل في أحد البلدين، وهو هنا مصر، بعد أن حسمت المملكة أمرها، بما اعتبرته أمانة ردت اليها، بموجب توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية، بينها، بداية ابريل الجاري بالقاهرة، لتترك الجدل السياسي والعلمي، والإنقسام الشعبي، للمصريين ومصر، في انتظار كلمة الحسم الاولي والاخيرة للبرلمان المصري. كذلك فإن مكمن الخطر في جدل المصريين، ليس فيمن حسموا أمرهم، بمصرية أو سعودية الجزيرتين، إنما في من جزم علميا وسياسيا في اتجاه، ثم تراجع عما جزم به فجاة، بصرف النظر عن موضوعية ما عرض واستند من أدلة، علي نحو ما فعلت الدكتورة هدي عبد الناصر ، وفعل الدكتور مفيد شهاب. الأولي.. و هي من هي كأستاذ علوم سياسية مرموق، فضلا عن أنها نجلة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي سبق وأن بثت له المواقع الاليكترونية جانبا من مؤتمر صحفي عام 1967 – صوت وصورة- يعلن عن مصرية الجزيرتين قولا واحدا. وحينها خرج علينا من يعارض ناصر مؤكدا ما وصفه ب "مجازية" كلام الزعيم الراحل- في اشارة الي "سعودية" الجزيرتين- هنا بادلته د. هدي ، بخروج اعلامي مماثل بل وأشد حسما، بأن الجزيرتين مصريتان ، وأن تصريحات والدها الزعيم الراحل حول "تيران" عام1967 " لم تكن مجازية بل حقيقية"، علي حد قولها. بعدها بأيام، خرج عفريت الأزمة من قمقمه، وهي بالمناسبة ليست في اثبات أحقية السعودية في الجزيرتين من عدمه، إنما في تراجع من صرح في البدايات بأحقية مصر فيهما، وتحوله 360درجة، حين قدم أدلة بأحقية السعودية فيها، ثم كذلك في اكتشاف رسائل علمية ماجستير ودكتوراه، بإشراف عالم آخر مرموق، تؤكد مصرية الجزيرتين، علي عكس ما يصرح بسعوديتهما، وهي الآفة التي ربما أعادت للبعض تخوفهم من تغلب" هاجس التوجيهات العليا" علي الشفافية، وعودته رغم الثورتين!! ونكمل غدا بإن الله. [email protected]