ولذلك فأهمية الاعلام الرسمي لا تكمن في اقتنائه ومجاراة الآخرين (الاعلام الخاص) في استخدامه وتوجيهه فالهدف السياسي من الاعلام الرسمي اكثر قيمة ومصداقية من مجرد محاولة اللحاق بالاخرين. يعتبر الاعلام بصفة عامة من اهم الوسائل في المجتمع من خلال تأثيره علي الاتصال الشخصي وانعكاسه علي اداء المجتمع . فجميع الاحداث والممارسات الاعلامية تخلق بيئة سياسية فاعلة ومؤثرة علي ممارسة وسلوك الافراد وتساعدهم علي المشاركة السياسية والتفاعل مع الاحداث نتيجة متابعتهم للاخبار والتحليلات عبر وسائل الاعلام الهادفة. وكذلك ايضا الناخبون يكتسبون معلوماتهم السياسية من بيئتهم المحيطة بهم في الحملات الانتخابية من خلال الاتصال السياسي عن طريق اختيار الوسائل الاعلامية التي تلبي رغباتهم الذاتية ولذلك فالاعلام الرسمي للدولة هو احد اهم هذه الوسائل . وهو يلعب دور الوسيط بين السياسيين والمواطنين ويساهم بقدر كبير في صياغة وتشكيل الحقيقة السياسية في المجتمع فوسائل الاعلام الرسمية من المفترض بها ان تكون مراَة عاكسة لأهم القضايا التي تثير الساسة والرأي العام علي السواء ولها ايضا القدرة علي ترتيب اولويات الجماهير من خلال تسليط الاضواء علي المشاكل الاقتصادية والسياسية ولذلك فإن وسائل الاعلام المختلفة جميعها لها اهداف محددة وغايات مرسومة مهما كان الاتجاه التي تسير فيه هذه الوسائل فكل ٌ له اهدافه . ولذلك فأهمية الاعلام الرسمي لا تكمن في اقتنائه ومجاراة الآخرين ( الاعلام الخاص ) في استخدامه وتوجيهه فالهدف السياسي من الاعلام الرسمي اكثر قيمة ومصداقية من مجرد محاولة اللحاق بالاخرين، وايضاً في كيفية استعماله وتوظيفه بشكل هادف وعلي نحو يجعله قادرا علي التعبير الموضوعي عند تناول القضايا المختلفة ، بحيث نضمن وسائل اعلام رسمية بإطار مرجعي كفيل بتوفير تغطية تتماشي مع قواعد الاعلام والاسس القائم عليها بعيدا عن العفوية والارتجال . وربما هذا ما تفتقد له وسائل الاعلام التليفزيونية الرسمية في وقتنا الراهن مع كل آسف ، بعد ان رهنت اداءها وتطلعاتها بالتعايش مع متطلبات السوق الاعلامي بما يضمن لها ترويج سلعتها الاعلامية في اكبر عدد ممكن من الاسواق لضمان وصولها بالتالي الي اكبر عدد ممكن من الجمهور . وهذا هو الشيء الذي ربما افسح المجال لحدوث ممارسات اعلامية خاطئة وغير مسئولة افرزت حالة من الشك وعدم المسئولية حول حقيقة دور وسائل الاعلام الرسمية ومصداقيتها ، وما اذا كانت تقوم بالفعل بتأدية رسالتها المفترضة ام لا ونحن الان في ظل افتقادنا عصور الريادة الاعلامية بعد ان انصرف الاعلام الرسمي في الاونة الاخيرة الي اشياء وقضايا ليست ذات جدوي و برامج للتسلية وانشاء قنوات جديدة ليست لها اي اثر لدي المشاهد ولا تدخل حتي في نطاق المنافسة مع مثيلاتها الخاصة ويتم الانفاق عليها دون محاسبة ولا ادري ماذا استفادت الدولة من انشاء هذه القنوات او ما هي الاستراتيجية التي قامت عليها، فالقائمون علي الاعلام الرسمي اصبحوا يصنعون ما يعتقدون انه انجاز لصالح المواطن دون دراسة متأنية تخضع لاستطلاعات الرأي والدراسات المتخصصة من كل الاتجاهات وحتي السياسيون انفسهم انصرفوا الي القنوات الخاصة المصرية والعربية بعد شعورهم بأن هذه القنوات هي الاكثر تأثيرا لدي المواطن .ولذلك فالان ونحن علي اعتاب انتخابات مجلس الشعب وما تحتاجه من اداء اعلامي محترف ومصداقية في التعامل فالاعلام الرسمي في حاجة الي مد جسور التواصل بينه وبين المشاهد المصري الذي اصبح يفتقد الي وجود اطار محدد للاعلام الرسمي بعد ان فقد هذا الاعلام هويته ولعل قطاع الاخبار بالتليفزيون المصري هو الشئ الوحيد داخل هذا المبني العريق الذي يشعر المواطن عندما يشاهد برامجه او اعماله انه ما زال هناك اعلام رسمي والان وبعد انضمام قناة مصر الاخبارية لقيادة قطاع الاخبار نتوقع منها المزيد والاداء المحترف شكلاً وموضوعاً وان تكون هذه القناة منبرا للاعلام المصري بالخارج والداخل بعد ان فقدت هذه القناة رونقها وهدفها في عصور سابقة لعدم وجود قيادة محترفة واعية لهذه القناة فالأداء الاخباري المصري يمر الان بحالة من التقدم وان كان يحتاج الي المزيد ولا اشك مطلقا في ان رئيس قطاع الاخبار الحالي بما له من بصمات واضحة علي هذا القطاع الهام سوف يدخر جهدا في الرقي بهذا القطاع والقناة التي انضمت اليه مؤخرا تحت رئاسته وتلافي الاخطاء التي حدثت من قبل ولعلنا جميعا ننتظر التغطية التي سوف يقوم بها في انتخابات مجلس الشعب القادم التي هي بروفة نهائية لانتخابات الرئاسة 2011 ان شاء الله ، ونتمني من وزير الاعلام باتخاذ خطوات جادة للقضاء علي عشوائية الاعلام في ماسبيرو والتركيز علي الجانب السياسي في الاعلام خاصة في المرحلة المقبلة التي تحتاج الي وعي وثقافة سياسية وليست تجارية كما ان الاستعانة بالمخلصين من ابناء ماسبيرو هو القيمة التي يجب ان تتوافر في هذا الوقت لانهم الاحرص والاجدر علي كل اداء متميز كل هذا لعلنا نحقق اعلاما يبني ولا يهدم ويجعل استقرار هذا الوطن و رفعة شعبه ومستقبل شبابه هو الاساس وألا ننجرف الي من يجعلنا نحاول اللحاق بركب القنوات الخاصة ولن نلحقها فكل اداء له اهدافه ووسائله ومصالحه.