الأحرار الاشتراكيين: «التنسيقية» منبع لبث روح الحياة السياسية في مصر    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس للتهنئة بعيد الأضحى المبارك    محافظ أسوان: مواصلة الحملات المرورية وتكثيفها خلال عيد الأضحى    خبير عسكري: الهجمات الإسرائيلية تستهدف قادة حزب الله    رسائل السلام    ترحيب عربي وإقليمي بالجهود المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية السودانية    انضمام عنصر جديد لجهاز جوزيه جوميز بالزمالك    إبراهيم ربيع يكتب : « خربشة »    أعمار مدربي منتخبات «يورو 2024».. «ناجيلسمان» الأصغر و«رانجنيك» الأكبر    ضبط شخص يروج شهادات جامعية بمقابل مادي بقصد الاحتيال في الجيزة    العناية الإلهية تنقذ السخنة من كارثة.. السيطرة على حريق ضخم داخل محطة وقود    لغة الجسد تكشف ما لا تعرفه عن صفعة عمرو دياب    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    السياحة: افتتاح المتحف المصري قريبًا ونستهدف 30 مليون سائح سنويًا    افتتاح قسم المناظير والجهاز الهضمي بحميات دمنهور    مدارس بديلة للثانوية العامة لطلاب الإعدادية 2024 .. 35 مدرسة تقبل من 140 درجة    الهروب من الحر إلى شواطئ مطروح قبل زحام العيد وارتفاع نسب الإشغال.. فيديو    استنونا.. نور إيهاب تروج ل مسرحية "ميمو"    فيفا يعلن جدول 103 مباريات فى كأس العالم 2026 وأماكن التدريب ب25 مدينة    ابتعدوا عنه في عيد الأضحى.. 7 مخاطر لتناول هذا النوع من اللحوم    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    أفضل الأدعية وتكبيرات العيد مكتوبة.. أدعية يوم عرفة 2024    خالد الجندي للمصريين: اغتنموا فضل ثواب يوم عرفة بهذه الأمور (فيديو)    أوكرانيا تصد هجمات جوية روسية شديدة على كييف    كشف غموض مقتل سيدة مسنة داخل شقتها بشبرا الخيمة    بشأن «تصريح مزاولة المهنة للأجانب».. نقيب الأطباء يشارك في اجتماع «صحة الشيوخ» (تفاصيل)    الدنماركي بريسك يخلف سلوت في تدريب فينورد    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    5 نصائح مهمة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وبداية الموجة الحارة    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    قطر: الحل الوحيد العادل للقضية الفلسطينية إنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    بلينكن: نعمل مع شركائنا فى مصر وقطر للتوصل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    بالأسعار.. طرح سيارات XPENG الكهربائية لأول مرة رسميًا في مصر    مبابي: أحلم بالكرة الذهبية مع ريال مدريد    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    جامعة سوهاج: مكافأة 1000 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لجميع العاملين بالجامعة    هيئة الدواء تعلن تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق المستحضرات الطبية في عيد الأضحى    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    أسماء جلال تتألق بفستان «سماوي قصير» في العرض الخاص ل«ولاد رزق 3»    القوات المسلحة تنظم مراسم تسليم الأطراف التعويضية لعدد من ضحايا الألغام ومخلفات الحروب السابقة    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    «الخدمات البيطرية» توضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    النمسا تجري الانتخابات البرلمانية في 29 سبتمبر المقبل    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    «اتحاد الكرة»: «محدش باع» حازم إمام وهو حزين لهذا السبب    نجم الأهلي السابق: مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم سهلة    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 12-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأخبار المسائى" تنشر أول صور من داخله ..قصر البارون .. معمار هندي فائق الجمال
نشر في المسائية يوم 28 - 02 - 2016

الاثار تضع خطة لترميم القصر واعادة تأهيله تمهيداً لاستثماره
فى مغامرة مثيرة داخل القصر الأكثر غموضاً
الثعابين تهاجم المحرر وبقايا الحمام تتطاير فى غرفة الدم
كتب: محمد طاهر
تصوير: سامح مسلم
من أبرز القصور الأثرية التي تجعلك تشعر منذ الوهلة الأولي أنك تقف أمام بناء غير طبيعي ربما لطرازه المعماري غير المألوف أو لمنظره الخارجي الذي يبعث فيك الشعور بالرعب والرهبة وإحساس أن هناك شيء غامض وراء هذا القصر والبارون من القصور الغريبة التي ارتبط بها العديد من الخرافات والقصص الخيالية والحكايات التي لا حصر لها وذلك ليس فقط لغموض القصر وهيبة منظره الخارجي إنما أيضاً قدرة المصري علي ابتكار حكايات عن أي مكان به غموض حتى أصبح هذا المكان مصدر للجدل وإثارة الرعب بين الناس.
وقد شهد هذا القصر مؤخرا ضجة فور إعلان وزارة الآثار طرح مسابقة لإعادة توظيفه واستغلاله حيث تردد أنها رست على مكتب استشاري متخصص فى الخرسانة وهى الواقعة محل تحقيقات النيابة الادارية الآن بالرغم من أن الأثري محمد عبد العزيز المشرف العام على القاهرة التاريخية ومعاون وزير الآثار أكد أن وزارة الآثار لم تخالف القانون بطرحها مسابقة استهدفت فيها إعادة توظيف قصر البارون والغريب أن سفارة بلجيكا كانت قد طرحت دراسة لترميم القصر سلمتها منذ سنوات للمجلس الأعلى للآثار حتى يتم ترميمه واستثماره بدلا من عروض الأزياء الساخنة والحفلات المجاملاتية لكبار المسئولين وللمعارف والتى لا تخضع لإشراف مسئولى القصر لأنها تتم خلسة بعيدا عن أعين ورقابة مفتشي الآثار والسؤال .. أين ذهبت هذه الدراسة ولمصلحة من اختفائها ؟! فى الوقت الذى تعرض فيه القصر للتخريب والتدمير قبل انضمامه لوزارة الاثار وهو الآن يتبع القاهرة التاريخية ويخضع لإشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار.
"الأخبار المسائى" قامت بجولة مغامراتية داخل القصر الأكثر غموضا اصطحبتنا في الجزء الرسمي فيها الأثرية بسمة سليم مفتشة الآثار المسئولة عن القصر أو عاشقة القصر كما لقبها زملائها نظرا لغيرتها الشديدة عليه فهى تحفظ تاريخه وقصة حياة البارون وعيناها تسجل ما تبقى به من مقتنيات، أما المغامرة فقد اصطحبتنا فيها السلامة والستر.
البارون إمبان
البارون صاحب القصر هو إدوارد لويس جوزيف امبان 1852- 1929 وهو بلجيكي عصامى بدأ حياته كرسام فى شركة الصناعات المعدنية فى 1878 ثم وجه اهتمامه نحو بناء السكك الحديدية، حيث كان يستهدف ربط القرى ببعضها عن طريقها فأنشأ بنك بروكسيل وحقق نجاحا فى تشييد خط "ليج – جيمبى" فى بلده ثم قامت شركته بتطوير خطوط السكك الحديدية فى فرنسا، بما فيها مترو باريس ونال وسام شرف فرنسى ثم لقبه ملك بلجيكا بلقب بارون كتكريم له على المشروعات التى أثرت الاقتصاد البلجيكى وكان كثير الترحال والسفر حيث سافر إلى أمريكا اللاتينية والهند وقضي فيها فترة طويلة وأصيب بمرض خطير وتم علاجه فيها ولذلك يدين بحياته للثقافة الهندية وتوفي البارون في بلجيكا ودُفن رفاته فى كنيسة البازليك بمصر الجديدة فبراير 1930 بناء على وصيته بأن يُدفن في أرض.
تاريخ القصر
قصة بناء القصر الذي وصفته جامعة اكسفورد بأنه من أجمل قصور الشرق الأوسط وأكثرها تميزاً بدأت عندما كان البارون في فرنسا وأعجبه ماكيت من تصميم المهندس المعماري ألكسندر مارسيل فقرر شرائه وتنفيذه في مصر ليكون بيتا غير تقليدياً يقيم فيه وعندما جاء إلي مصر سنة 1904 لتنفيذ مشروع خط سكك حديد يربط بين المنصورة والمطرية وكان صديقه بوغوص نوبار ابن رئيس وزراء مصر انذاك فقدم البارون مشروعا للدولة وطلب 25 فدان فى شرق القاهرة لينشئ عليها ضاحية هليوبوليس مدينة الرفاهية والرخاء وهو ما لقي موافقة الحكومة المصرية التى باعت له الفدان بجنيه واحد وكان من.
أتى البارون من فرنسا ومعه المهندس أرنست جيسبار وبدأ فى انشاء البنية التحتية لمصر الجديدة ومدينة هليوبوليس شرق القاهرة وهو المكان الذى كانت تقوم فيه مدينة أون أعظم حضارة قبل التاريخ نشأت فيها عبادة الشمس وبدأ إنشاء الضاحية الجديدة بفندق هليوبوليس بالاس "قصر الاتحادية الآن" وكنيسة البازليك وجامع جمال الدين الأفغاني بميدان الجامع ولونا بارك وأنشأ مدينة غرناطة أمام الميريلاند "مدمار سباق الخيل" وكان يقام فيه "مهرجان الطيران 1910 – 1911″، كما أنشأ البارون مدارس من ضمنها القلب المقدس وبدأ يعمل ترفيه في مدينة متكاملة وأبنية دينية "مباني الكوربه الآن" ومعبد مدجار 1928، ومع البداية اختار لنفسه أعلى ربوة فى الضاحية وبنى عليها قصر البارون امبان وهو أول قصر يتم إنشائه بالخرسانة المسلحة وقام مهندس جون لويس كلود بتنفيذ زخارف القصر بالكامل على الطراز الهندي واكتمل بنائه وافتتاحه عام 1911 فى حفل دعا فيه البارون أعيان البلد ومن بينهم السلطان حسين الذي يقال أن مشادة بينهما حدثت لأن الأخير كان يريد القصر لنفسه مما دفع البارون لإرضاء السلطان حسين وذلك بإنشاء قصر السلطانة ملك زوجة السلطان حسين بالقرب من قصر البارون ثم قرر البارون بعدما أنشأ البنية التحتية وصل الضاحية الجديدة بوسط القاهرة فأنشأ ترام مصر الجديدة وأنشأ شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير عام 1906 لينفذ مشروعاته وكان اسمها "واحات هليوبوليس".
وبعد وفاة البارون يتردد أن الورثة باعوا مقتنيات القصر سنة 1964 فى مزاد علنى لمستثمرين عرب أحدهما سورى الجنسية والآخر سعودى مقابل 160 ألف جنيه وحاولا الاستفادة بالقصر أو الأرض المبنى عليها واستثمارها إلا أن ذلك قوبل بالرفض من قبل الحكومة المصرية والقصر مسجل أثر بالقرار رقم 1297 لسنه 1993 وبتاريخ 8-7-2007 انضم الي المجلس الأعلى للآثار وذلك بقرار رقم 1848 لاستلام اصول القصر ولا توجد وثائق له.
وصف القصر
فى الجولة الرسمية بالقصر والتى اصطحبتنا فيها الأثرية بسمة سليم مفتشة الاثار المسئولة عن القصر اقتصرت الزيارة علي جولة حول القصر بدأنا فيها من المدخل الرئيسي وهناك حجرات اسطبل خيل وكشكين حراسة مطلين على شارع العروبة ثم حديقة أمامية وخلفية للقصر ويبدوا القصر تتقدمه ثلاث شرفات كل شرفة بها حوالي 16 سلمة على ثلاث مستويات يحيط بالشرفات درابزين يتوسطها تماثيل راقصات ويعلوهما مجسمات للإله براهما ذو الأيدي الأربعة التي تمثل رموز الحياة كما شاهدنا خلف القصر فى الواجهة الجنوبية الغربية مهندسين يقومون بدراسة استشارية لإعداد مشروع لترميم القصر وعلمنا أنه من المقرر أن تنتهي هذه الدراسة في شهر أبريل القادم ليبدأ مشروع ترميم القصر وأثناء جولتنا حول القصر شاهدنا الواجهة بالكامل والتى بدت مفتوحة على الواجهة الرئيسية للطريق وأعلى المدخل الرئيسي للقصر تمثال للإله بوذا ينظر إلى ضاحية هليوبوليس ويوجد بعض التماثيل في حديقة القصر تمثل عصر النهضة بعضها موجود والآخر اندثر وبالقرب من القصر جامع السلطان حسين والشهير حاليا بجامع الثورة 1931 وهو مسجل اثر وعمارة القصر على الطراز التلقيطي "يجمع بين أكثر من طراز منها الأوروبي ويظهر فى التخطيط الداخلي للقصر والإسلامي يتمثل فى أبواب القصر وعصر النهضة ويتمثل فى التماثيل الموجودة بحديقة القصر أما الرسوم والنقوش بأسقف الحجرات فتمثل عصر الروكوكو والباروك ويتمثل الطراز الهندى فى الواجهات الخارجية للقصر" والقصر من الخارج يطل على أربعة شوارع وتحيط به الحدائق من جميع جوانبه ويظهر القصر من الخارج متأثراً بالطراز الهندي حيث تنتشر الزخارف والتماثيل الهندية على واجهاته الخارجية من عرائس وتماثيل بوذا وأسود وتنين وأفاعى فالمدخل الرئيسي للقصر يتوسط الواجهة الشمالية الغربية وهو عبارة عن دخلة بعمق 2 متر يتصدرها فتحة مستطيلة يغلق عليها باب خشبي من أربع دلف يعلوه حشوات خشبية مزخرفة بزخارف نباتية ثم هواية الباب مغطاة بحجاب من الخشب منفذ بالخرط الميموني يغطيه أربعة عقود مدببة مزخرفة بزخارف نباتية وكتلة المدخل مغطاة بقبو نصف برميلي مغطي بزخارف هندسية ونباتية منفذة بالجص ، ويرتكز القبو على كوابيل مرتكزة على دعامتين مجلدتين بالرخام تحصران تمثال لسيدة فاقدة الرأس والذراعين يعلو التمثال على الجانب الأيمن نحت لتمثال الإله "شيفا" وهي أحد الالهة الرئيسية في الديانة الهندوسية وهي إله العنف ومثير الحروب وهي منحوتة بالنحت البارز ومتعددة الأذرع وتطأ بقدمها اليسرى على رأس فيل ويلتف حولها ثعبان.
ويتكون القصر من الداخل من ثلاث طوابق، بدروم وطابقين بالإضافة الى الروف الطابق الأرضي مكون من ثلاث صالات تبدأ بالبهو الرئيسي للقصر وأرضيته من الرخام والسقف مقسم إلى مربعات بعمق حوالي 40 سم والمربعات مزخرفة في المنتصف بوريدة يحيط بها أفاريز جصية، والسقف محمول على إفريز مشغول بنحت لتماثيل راقصات هنديات، يحصرها رؤوس أفيال، وعلى يمين ويسار بهو الاستقبال صالتى إحداهما صالة الطعام وتبلغ أبعادها نحو 4،5× 10م مزخرفة بزخارف تحكي قصص من كليلة ودمنة وبها مناظر طبيعية والثانية صالة البلياردو وأرضيتهما مصنوعة من الباركيه وتكسيات جدرانها خشبية ويوجد فى صالة البلياردو مدفئة ارتفاعها 4 متر مصنوعة من الرخام المعرق الأبيض والأسود وتزين جدران الصالات الزخارف الهندية كما يوجد علي الجدران مرايا من الحجم الكبير وبانوهات ضخمة للوحات مفقودة لأشهر الرسامين.
وبجدران البهو فتحات لأربعة أبواب، الباب الرئيسي والمقابل له المؤدي للشرفة بالواجهة الجنوبية الشرقية، وباب على يمين البهو يؤدي إلى حجرة الطعام، وباب على اليسار يؤدي إلى حجرة البلياردو ، ويوجد على عتب الأبواب نحت يمثل الإله "كريشنا" إله الحب والجمال على هيئة راقصة ملتفة الأرجل وتعزف على المزمار وبجانبها أربعة حيوانات من الماعز يحيط بهذا الشكل فيل جالس يمتد خرطومه في شكل متموج .
على جانبي البابين عمودان من الرخام ذوي تيجان من الجص يجلس عليها تمثال بوذا أما البابان الآخران في نهاية البهو يؤديان إلى الشرفة التي تتقدم هذا الطابق من الجهة الجنوبية الشرقية، ويحيط بفتحة كل باب إطار من الحشوات الجصية لتماثيل راقصات.
بينما يوجد بالطابق الثانى والذى تصل إليه من خلال السلم الرخامي الصاعد المكون من 38 درجة أربعة غرف للنوم تجمعهم صالة توزيع كل غرفة ملحق بها حمام من القيشانى المستورد من بلجيكا يوجد أيضا بكل غرفة مدفئة منهم مدفئتان موجودتان ومدفئتين مفقودتين وتتميز الغرف الأربعة بزخارف سقفية فائقة الجمال تعود لعصر الركوكو والباروكو كأشكال لأطفال على شكل ملائكة وأخري على شكل نساء عارية أما الطابق الثالث والأخير وتصل إليه من خلال سلم خشبي حلزوني مصنوع من خشب الأبنوس ويوجد بالسطح مقصورتين حجريتين بهما مقاعد أشبه بالمسرح، محمولة على بعض الأعمدة يعلوها الإله بوذا وجانيشا والأرضيات فرشت بعض أجزائها من المنتصف بشرائط من الموزاييك والفسيفساء الملون بأشكال هندسية ولكنها الآن غير مكتملة.
البرج
البرج يشمل الركن الغربي من الواجهة الشمالية الغربية للقصر ويبرز عن سمت الواجهة بنحو 3 متر وهو ذات قمة مخروطية مصمم على شكل كمبودي مأخوذ من معبد إنكوروات بكمبوديا ويقال انه شبيه للمعبد الذي عولج فيه البارون ويتكون من 3 أدوار متصلة بالقصر ويوجد به كشك موسيقى عبارة عن غرفة مربعة صغيرة يعلوها قبة على الطراز القوطي يخرج صدى صوت فيه ويرجح أن الموسيقيين يغنون بداخله ليخرج الصوت عالي في الحفلات المسائية التى كان يقيمها البارون على الروف.
والبرج على كل شرفاته تماثيل لحراس ومزخرف بزخارف هندية حيث كان البارون يأتى بالفرق الموسيقية المختلفة ليقيم حفلاته المسائية، حيث توجد حجرة الموسيقي مغطاة بقبة على الطراز الهندي وحجرة أخرى للمصعد ويحيط بسطح القصر درابزين حجري يحصر بداخله تماثيل لبوذا، وقد انتشرت حول البرج العديد من القصص والروايات فأحد القصص تؤكد أن البرج مبنى على "رولمان بلى" ليتم حركة دائرية كاملة كل ساعة وأخرى تقول أن البارون بنى البرج بهذه الطريقة ليبقى البرج مع اتجاه الشمس لحاجة ابنته البقاء تحت أشعة الشمس للشفاء.
روح المغامرة
طريقة شرح الأثرية المسئولة عن القصر شوقتنا لرؤية ما بداخله .. طلبنا دخول القصر وتصوير ما بداخله لكنها رفضت مؤكدة أنه لا يمكن أن يتم ذلك إلا بتصريح من وزارة الاثار وهو ما يقابل بالرفض لأن القصر مازال تحت الترميم .. روح المغامرة تنامت بداخلنا والفضول الصحفى تضخم فى هذه اللحظات فكيف نكتب تقريرا عن قصر لم نره من الداخل .. قررنا أن نخوض مغامرة لدخول القصر وتصويره من الداخل مهما كانت النتيجة ومهما كان الثمن .. استعنا بالهدهد فى اختراق القصر بعد عصر اليوم الثانى فور علمنا بوجود جلسة صور للزفاف بداخله .. كانت فرصة طيبة لدخول الهدهد للقصر كأحد المعازيم ثم تسلل الهدهد فى الخفاء حتى أصبح داخل القصر .. الهدهد طار من الفرح وبدأ فى التقاط الصور بالموبايل طابقا بعد آخر وحجرة تلو أخري.
غرفة الدم
وأثناء صعود الهدهد للطابق الثانى وسط حالة من الترقب والرعب انتابته جراء سماعه فحيح الثعابين وأثناء اقترابه من غرفة الدم سمع صوتا غريبا اقترب ببطء ظنا منه أنه سيضبط إحدى الفتيات فى أحضان أحد عبدة الشيطان بعد تسللهما داخل القصر وفجأة وجد أمامه ثعبانا أثناء التهامه لحمامة مسكينة ناظرا إليه فى فزع مسرعا فى الفرار منه وسط تطاير بقايا من ريش وأجزاء من أجنحة الحمامة فى غرفة الدم .. الهدهد طار مسرعا فى حالة من الفزع والرعب كاد قلبه يتوقف خوفا من أن يلحق به الثعبان الكبير ليلقي نفس مصير الحمامة المسكينة.
عندما كان القصر في غير حيازة وزارة الآثار كان الشباب – كما يقال – يقفزون ليلا ويدخلون القصر ويقيمون حفلات يمارسون فيها طقوسهم لعبادة الشيطان فى البدروم الخاص به ويقومون بذبح القطط والطيور ويلقون بدمائها على حجرة الدم مع دماء الخفافيش وآثارهم مازالت موجودة حتى الآن فعلامات النازية والجماجم وبعض الكلمات مرسومة فى كل شبر من جدران القصر أما زجاجات الخمور فمتناثرة في أروقة القصر خاصة البدروم والدور الأرضي، وبقايا الحمام متناثرة فى حجرات القصر وشرفاته وبالقرب من المصعد المخصص لتحميل الطعام والقريب من غرفة مناولة الطعام من الأوفيس لقاعة الطعام وهناك سلم رخامي يؤدي للدور الأول وفي المشهد مكان يواجهه برواز خشبي للوحة زيتية مفقودة كما يوجد بعض السراديب الطويلة أسفل القصر أحدها يوصل إلى كنيسة البازليك المجاورة للقصر.
أساطير القصر
ارتبط قصر البارون بعدد من الشائعات والأساطير حيث يقال ان زوجة البارون سقطت من الأسانسير وماتت وأن أخته انتحرت من أعلى البرج أما عن الخرفات حول هذا القصر فهناك غرفة تسمي بغرفة الدم يقال ان البارون كان يقتل اعداءه فيها ولهذا أسموها أيضا بغرفة الاعدام، وأخري بغرفة المرايا ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم لأنها كانت تملأها المرايا من كل جانب وقيل إذا دخلها أحد وتم غلق الباب عليه فهو يصاب بالجنون أو أن هذه الغرفة حرم البارون كل من في القصر دخولها ولكن كانت ابنته تذهب اليها حين يقسي عليها وتخرج بحالة نفسية جيدة بعد أن تكلم أحدهم داخلها وفي عام 1997 ألقت الشرطة القبض علي مجموعة من الشباب مجتمعين في بدروم القصر يمارسون طقوس غريبة والذين أُطلق عليهم عبدة الشيطان وانتشرت آنذاك قصة بأن الشيطان تحالف مع البارون ويقال أن البارون قام بإلقاء "مارسيل" من أعلى القصر حتى لا يقوم بعمل نفس التصميم لشخص آخر وهو ما أصاب القصر باللعنة ويقال أن أصوات ترتيل حزينة تسمع ليلا في غرفة الدماء بالقصر خلال شهر مارس من كل عام وهو الشهر الذي لقيت فيه ابنة البارون مصرعها من القصص أيضاً إنه بينما كان البارون يدور بالبرج سقطت أخته من أعلى الشرفة وماتت وتوقف البرج عن الدوران منذ ذلك الحين لسخط أخت البارون عليه لتأخره عن إنقاذها الأمر الذى نتج عنه كثير من القصص بسماع صوت شجار بين البارون وأخته كل يوم فى الليل.
السلطانة ملك
بالقرب من قصر البارون لاحظنا أن هناك قصرا أثريا آخر سألنا عنه الأثري صلاح الهادى المنسق العام لنقابة الأثريين أكد أنه قصر السلطانة ملك وهو القصر الذي بناه البارون للسلطانة ملك زوجة السلطان حسين بغرض إرضائه وأن منقولات هذا القصر القابع أمام البارون موجودة بمخازن وزارة التربية والتعليم .. حيث تم نقلها إلى هذه المخازن بواسطة الادارة التابعة لها أثناء ضم قصر السلطانة ملك للآثار وكانت تستخدم مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم ولا نعرف لماذا لم تقم "التربية والتعليم" بتسليم مقتنيات القصر لوزارة الاثار بمخاطبة وزارة التربية والتعليم لتسليم مقتنيات القصر لترميمها وإعادة عرضها بالقصر وفتحه للزيارة وإعادة تأهيله واستثماره ويتردد أن مقتنيات قصر السلطانة ملك تم تقليدها ووضع المقلدات محل الأصل وتهريب الأصلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.