لم يهزمه المرض.. لم ينحن للآلام والأوجاع.. لم يستسلم.. عشرون عاما يصارع »مرض الكبد اللعين«.. حتى قهره وصرعه وكان فى شدة ألمه يتشبث بالحياة يفيض إبداعا.. يطوع كلمات لغة الضاد مثلما يشاء.. مازال يعيش ويحيا رغم موت كثيرين من الأدباء الأحياء.. فإذا كانت الدولة لم تنصفه حيا.. فهلا أنصفه مصر الثورة بعد رحيله.. هكذا عاش.. وهكذا رحل دون ضجيج ومر عليه أكثر من عام لكن إبداعاته ورواياته مازالت تنبض حياة وحيوية وتفصح عن »عملاق« وأديب وروائى من طراز فريد وصاحب تجربة إنسانية نادرة قلما تجدها تجسد وتمزج الأسطورة والحلم بالواقع وتستشرف مستقبلا حالما لوطن يعيش فينا ولا نعيش فيه.. رحم الله الزميل والأستاذ الكاتب الصحفى والروائى العملاق محمد ناجى نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق وصاحب أيقونة الأدب المعاصر رواية »خافية قمر«. مساء الأربعاء الماضى وفي قاعة عميد الأدب العربى د. طه حسين بنقابة الصحفيين.. احتفل تلامذة وأحباب وأصحاب الأديب الروائى محمد ناجى بمرور عام على رحيله.. ناقش »الحفل« أدب »ناجى« وتجربته الروائية الفريدة فتحدثت الصحفية الكبيرة سهام بيومى من السيرة الذاتية ل»محمد ناجى« وكيف قهر المرض وأبدع 6 روايات ذات طراز وطابع خاص في الأدب العربي المعاصر وحكت عن أبطال ناجى فى رواياته وكيف كان يعيش مع أبطاله يتألم كما يتألمون يفرح كما يفرحون.. يحزن حال فراقهم أو رحيلهم.. كيف تعامل ناجى مع الأساطير والأحلام.. كيف كان يتنبأ من خلال رواياته بما يحدث مستقبلا وكشفت أن حياة الوحدة التى عاشها »ناجى« فى باريس شهدت صراعا شديدا بين شخصية »ناجى المريض.. وناجى السليم الصحيح« وكيف كان »ناجى السليم« يعالج ويلبى «ناجى المريض». وأفاض من جهته الروائى والأديب الدكتور مصطفى الضبع فى فلسفة الرواية عند »محمد ناجى« وكيف أبدع ناجى في رثاء نفسه.. وكيف أثرت تجربته الإنسانية على إبداعاته.. قال الضبع إنه عشق ناجى دونما يراه أو يلتقيه.. قرأ رواياته وعاش فيها يحاكى شخوصها وأبطالها لمجرد الاستمتاع وليس لمجرد النقد. وكشف عن دراسة رسالة ماجستير في جامعة الفيوم عن روايات محمد ناجى دراسة أكاديمية داعياً إلى أنه قد آن الأوان لأن ننصف »ناجى« بعد رحيله وينال من التقدير ما يستحقه.. رحم الله أستاذى وأديبنا العظيم الصحفي محمد ناجى.. وحفظ الله الوطن.