في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحطيم داعش لآثار سوريا والعراق نسمع كل يوم عن أثر متهالك ينهار في بلادنا بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو الإهمال أو بسبب احتياجه للترميم في غياب التمويل اللازم لصيانته وإنقاذه مما يدعونا بحس وطني للبحث عن سبل لإنقاذ وحماية آثارنا مما يتهددها خاصة أن القانون ينص على أنها ملك للشعب .. الوزير الحالي د. ممدوح الدماطى تولي مسئولية الآثار في ظروف صعبة بسبب تداعيات الثورات وبسبب ما تعانيه السياحة ورغم أنه أوضح مرارا أنه يعانى من أزمة في التمويل وأنه يقترض من وزارة المالية ما يقرب من 59 مليون جنيه شهريا لسداد مرتبات العاملين بالوزارة إلا أن أحدا من النشطاء لم يوقف هجومه المستمر والذي يخرج في كثير من الأحيان عن الموضوعية، وفى الفترة الأخيرة ومنذ تولى "الدماطى" المنصب الوزاري منذ عاما والحملة ضده مستمرة ورغم أن الرجل على سبيل المثال استطاع الحفاظ على جهود سابقيه في استعادة حوالي 700 قطعة آثار من الخارج من بينها قطعا غير مسجلة ومن بينها توابيت فرعونية إلا أن المغرضون حاولوا أن يحطموا نجاحاته المتواصلة على صخرة الإعلام المضاد الذي يستهدف إقالة الوزير منذ اليوم الأول الذي تولى فيه المنصب تارة ومحاولة تشويه العلاقة بين مصر وبريطانيا من خلال اختلاق المشكلات تارة أخري ومن بين هذه المشكلات أزمة تمثال "سخم كا" الذي خرج من مصر منذ أكثر من ألف عام ومازال يحتفظ ببريقه وبهائه طيلة هذه السنوات مما رفع من قيمته المادية حتى وصل ثمنه إلى 160 مليون جنيه .. الحقيقة أن "سخم كا" لا يحتاج لتبرعات ولا يمكن أن نجمع أموالا لشراء مسروقاتنا وهدايانا وخاصة أن الحملة التي روجت عن التمثال استهدفت فقط الوزير وليس عودة التمثال وإلا فلماذا لم تصاحبها حملة موازية لاستعادة رأس نفرتيتي من ألمانيا أو متاحف مصرية كاملة بدول معروفه ؟! لكن "سخم كا" انتشر الحديث عنه لأن الحملة صاحبها آلة إعلامية متخصصة في زرع الفتن والترويج لأي شيء تارة وأخرى تنقل عن جهل أي شيء. وفى الحقيقة المصريون يعشقون بلادهم لكنهم يحتاجون دائما لمن يرشدهم إلى طريقة أو وسيلة يعبرون من خلالها عن هذا الحب يحافظون على ممتلكاتهم لكنهم في حاجة إلى من يدلهم إلى ميراثهم القديم وكنوزهم التي ورثوها عن أجدادهم. هذا الشعب قادر على تسديد فاتورة ترميم آثار أجداده إذا أدرك أن إنقاذ الآثار حماية للمستقبل وللاقتصاد القومي .. إذا وجد من يدعوه بإخلاص ووطنية ووعى فإنه سيلبى الدعوة، ولنتذكر عندما دعا الرئيس السيسي الشعب المصري للاكتتاب من أجل شق قناة السويس الجديدة الكل سارع بتلبية الدعوة وجمعت البنوك في أقل من سبعة أيام 67 مليار جنيه من مال الشعب. لو أطلقت الدعوة لنا جميعا المصريين في الداخل والخارج وشاركنا بإخلاص وحب في تمويل مشروع من الممكن أن نطلق عليه "الصندوق الوطني لإنقاذ الآثار" لاستطعنا توفير التمويل اللازم لصيانة وترميم آثار بلادنا التي نمتلكها والتي لابد أن نحميها لأنها ماضينا ومستقبل أولادنا. ولابد أن نعلم أن من يتبرع من ماله الخاص وقوة أولاده لحماية آثار أجداده لابد أنه يكون أحرص الناس على حمايتها والدفاع عنها. .. ماذا لو شارك في الدعوة للتبرع والمشاركة علماء آثار مثل د. زاهي حواس والبنا والكحلاوي بالإضافة إلى فنانين وعلماء دين محبوبين وأدباء ومثقفين، ومن واجب رجال الأعمال أن يكونوا قدوة لغيرهم في تحمل المسئولية وأن يكون لهم النصيب الأكبر في التبرعات التي يساهمون بها في حماية آثار بلادهم وإنقاذها، كما أن وسائل الإعلام عليها دور كبير جدا في المساهمة في الترويج للفكرة بشكل جيد حتى نضمن نجاحها، ومن الممكن أن يساهم أصحاب الفضائيات الخاصة بحملات للترويج للصندوق وبالمال في سبيل إنقاذ الآثار، كما أن شركات المقاولات التي تعمل في ترميم الآثار والتي حصدت خير أموال الآثار في الماضي لابد أن يكون لها دورا وطنيا وذلك بتبنيها عدد من المشروعات وترميمها مجانا كهدية لمصر وللشعب المصري وإلا فلماذا لم نقوم بتفعيل لجنة المراجعات والمديونية لاستعادة حوالي 2 مليار جنيه من هذه الشركات أنفقت بغير حق .. الفكرة مثالية لكنها مطروحة والمسئولين بالدولة يستطيعون تحريكها وتقديم رسالة للعالم بأن المصريين شعب راق يحتفظ بثقافته ويحافظ على تاريخه ولن نترك الإهمال سفيرا لداعش يفعل في آثارنا مثلما يفعل داعش في سوريا والعراق.