واصلت الجماعة الإرهابية أعمالها الخسيسة وعدائها تجاه الشعب المصري، ولم تراعي حرمة الصيام وقدسية الشهر الكريم، خاصة وأن تلك الأيام تواكب حلول ليلة القدر، وبعد أيام سوف يحل علينا عيد الفطر المبارك. تجاهل الإرهابيون كل شيء،وعقب تناول المواطنون طعام "السحور" وأدوا صلاة الفجر البعض منهم خلد للنوم، والبعض الآخر ظل مستيقظاً يقومون بعمل "الكعك" لأقتراب حلول عيد الفطر المبارك، حيث استيقظ أهالي بولاق أبو العلا على صوت دوي انفجار هائل هز أرجاء المنطقة، وتطايرت أجزاء كبيرة من حطام المنازل وتهشمت جميع النوافذ الزجاجية على رأس المواطنون، فضلاً عن حدوث شروخ وتصدعات بالمنازل، وذلك نتيجة انفجار سيارة مفخخة بالقرب من "القنصلية الإيطالية" بمنطقة الإسعاف وسط العاصمة. توجهت الأخبار المسائي لمنازل المواطنين المتضررين من الانفجار، ورصدت رودو أفعالهم تجاه الحادث... البداية كانت في شارع "زهرة الجمال" أحد شوارع منطقة بولاق أبو العلا، الشوارع غارقة في المياه نتيجة حدوث كسر في أحد "مواسير" المياه العمومية جرّاء الانفجار، حالة من الحزن الممزوج بالغضب ترتسم على وجوه المواطنين، الذين شاهدتهم يجلسون أمام منازلهم المنهارة من الانفجار الرهيب. المواطنون جالسون حائرون يفكرون يتسائلون في صوت واحد "مين اللي هيعوضنا عن بيوتنا اللي اتخربت، مفيش مسئول هوب نحيتنا، كل همهم على القنصلية وخلاص، وكأننا مش من البلد دي"، هذه الكلمات هي ملخص لحالة الاستياء والغضب التي انتابت المواطنين من سكان المنطقة الذين تضرروا من الحادث. "كنت صاحية بعمل كعك العيد من ولادي، كنا فرحانين زي كل سنة رغم ظروفنا الصعبة، وفجأة سمعت صوت انفجار ولاقيت البيت بيتهز بيا والأزاز بيقع على راسي، أنا فكرته زلزال سألنا الناس اللي حوالينا قالولنا دي قنبلة"، هكذا تحدثت الحاجة سعيده عبد المنعم 61 عاماً والدموع تنهمر من عينيها، وهول الصدمة مازال يسيطر عليها. وأضافت السيدة الستينية قائلة : "منهم لله الإخوان الكفرة اللي عايزين يدمروا بلدنا، نفسي أعرف هي الحكومة مستنيا أيه لازم تعدم الخونة وتخلصنا منهم، بدل ما كل يوم والتاني بيفجورا في البلد ويموتوا ولادنا، حرام عليهم ضيعوا علينا فرحة العيد" وتحدث الحاج محمود غريب 73 عاماً من سكان شارع "زهرة الجمال" الكائن خلف القنصلية الإيطالية، الذي أبدى استياءه وغضبه من ما يحدث يوم بعد يوم قائلاً : "أدينا أترمينا في الشارع علشان الحكومة ترتاح، فضلوا يقولولنا هنوديكوا أماكن تانية وهنطور المنطقة كلها، ومفيش حاجه حصلت، وتتهد على دمغنا ودماغ عيلنا، أدينا قاعدين في الشارع ومحدش جه عبرنا كل المسئولين همهم القنصلية وإحنا نتفلق". وأبدت السيده نورا حسن 52 عاماً حزنها الشديد على ما حدث وقالت وهي تتحدث بنره غاضبة تملؤها الحسرة "بيتي أتخرب، هروح فين أنا وعيالي، خلّي اللي في السجون قاعدين بياكلوا وبيخططوا علشان يموتونا، ياترى الدور على مين المرة الجاية، إحنا مش هنسكت هنلم الأهالي وهنقدم بلاغ للنائب العام ضد الحكومة، علشان هما ضحكوا علينا وجم كذا مرة وقالولنا هننقلكوا أماكن تانية على ما نطور المنطقة، ولكن لحد دلوقتي مفيش حد سأل فينا، شكلهم كده مستنيين البيوت لما تتهد فوق دمغنا". وطالب الأهالي الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ أحكام الإعدام في المعزول وعصابة مكتب الإرشاد، حيث أنهم يروا أن كل ما يحدث هو تخطيط منهم وهم داخل السجون. وقام مجموعة من الأهالي بتنظيم وقفة ورددوا العديد من الهتافات المعادية لجماعة الإخوان الإرهابية وحركة حماس وأتباعهم ممن يقومون بتنفيذ المخططات الإرهابية ضد الشعب المصري وقالوا "ياحماس موتي بغيظيك مصر هتفضل أم الدنيا، الشعب يريد الإعدام للإخوان".