دعاني إعلان الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين، عن تأجيل غسل الكعبة المشرفة، إلي إعادة قراءة كتاب " مفتاح الكعبة المشرفة" للصديق المستشار أحمد حلمي مصطفي، والذي صدر حديثا، يشير فيه الي أن الكعبة تفتح بإذن من جلالة المللك خادم الحرمين الشريفين، مرتين في العام، الأولي: في شهر شعبان لغسيلها ، بينما الثانية: في الأول من ذي الحجة لغسيلها ثم تعليق الكسوة الجديدة. يقول حلمي: تعددت أقفال ومفاتيح الكعبة المشرفة، بتعدد الخلفاء والسلاطين، جريا وراء إظهار نفوذهم السياسي علي بيت الله الحرام، أكثر مما يرجع الي الكشف عن إحساسهم الديني، ومن خلال ذلك صار مفهوما، أن المسؤل عن رعاية وخدمة بيت الله الحرام وقبر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، هو المسؤول عن شؤون الإسلام والمسلمين. وحين تسأل: لمن مفتاح الكعبة؟ يجيبك المؤلف بالوثائق، أن الشيبيين توارثوا سدانة الكعبة وخدمتها منذ عهد النبي وإلي اليوم، بعد أن منح الرسول آل شيبة، من عثمان بن ابي طلحة الحجبي المثبوت نسبهم، والمعروفون عند أهل مكة خاصة، والمسلمين عامة بأنهم سدنة الكعبة، جاهلية واسلاما، من عهد عبدالدار بن قصي، الي عهد شيبة بن عثمان بن طلحة، وصولا الي د. صالح بن زين العابدين الشيبي ، السادن الحالي. يكشف حلمي عن وجود (66) قطعة من اقفال ومفاتيح الكعبة المشرفة ، بالمتاحف العالمية والعربية ، منها (55) بمتحف قصر طوب قابي في اسطمبول بتركيا، تحت مسمي "الأمانات المباركة"، من بينها(53) لباب الكعبة، وعدد (2) تخص باب الحجرة الشريفة بالمدينة المنورة ومفتاح بمتحف اللوفر بباريس، واثنان في مجموعة نهاد السعيد الخاصة بالرياض، ومثلهما بمتحف الفنون الاسلامية في مصر، ومفتاحان وقفلهما لباب الكعبة المشرفة فضلا عن مفتاح لمقام سيدنا ابراهيم بمتحف الحرمين بالمملكة العربية السعودية، اضافة الي ثلاثة مفاتيح تستعمل حاليا، في غلق وفتح باب الكعبة الخارجي، ومقام سيدنا ابراهيم عليه السلام، هي في حوزة سادن الكعبة الحالي د. صالح بن زين العابدين الشيبي. يحرص المؤلف علي التأكيد علي أن هذا العدد من المفاتيح والأقفال هو ما تم تدوينه بكتب المؤرخين واحتفظت به المتاحف، وليس كل ما صنع. كتاب حلمي " مفتاح الكعبة المشرفة"، فيه جهد ملموس ومتميز، يضيف للمكتبتين العربية والاسلامية، باعتباره بحثا مهما في التوثيق لمفاتيح وأقفال أبواب أطهر بناء علي سطح الأرض، تسابق الملوك والسلاطين، ومازالوا، علي تغييرها، لنيل شرف كتابة أسمائهم عليها، منذ عهد "تبع" بضم التاء وتشديد الباء، مرورا بالعصر العباسي والمملوكي والعثماني، وصولا لآل سعود خدام الحرمين الشريفين.. بكل فخر! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.