نعم أنها «الفتنة» التى تصيب كبد الحقيقة لمعتقدات ديننا الإسلامى.. نعم انها «الفتنة» التى تنطلق من مؤامرة «صهيونية وماسونية» تنفذها الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر استراتيجية الفوضى الخلاقة.. تلك الفتنة التى اشتعلت نيرانها على أرضية التراشق الإعلامى بشأن مسائل دينية وعقيدية وفقهية فتحت باباً للفوضى والتشكيك فى ثوابت الإسلام وهذا ما حذرنا منه فى ذات المكان أمس عندما تحدثت عن تداعيات المناظرة الفضائية بين الباحث الاسلامى اسلام البحيرى والدكتور أسامة الأزهرى - الداعية الإسلامى والداعية الاسلامى الحبيب على الجفرى على فضائية »سى - بى - سى - قبل ثلاثة أيام - قد يتساءل البعض ما علاقة ما أحدثه «البحيرى» من ضجة إعلامية دينية و «الفوضى الخلاقة» التى تبنتها أمريكا للسيطرة على العالم وبخاصة العالم العربى والإسلامى بعد غزوها للعراق ولهذا ينبغى أن تأصل المفهوم الفوضى الخلاقة وعلاقته بما يحاك من مؤامرة ضد الاسلام. فالفوضى الخلاقة - كمصطلح سياسى - يعنى تكون حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الأحداث تقوم بها أشخاص معينة دونما الكشف عن هويتهم بهدف تعديل الأمور لصالحهم أو تكون حالة إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة وخلق وضع تقبله العامة بعد إعادة بناء حتى ولو كان البناء وفق آليات صدام ونزاعات وفى روايات فإن »الفوضى الخلاقة« هو مصطلح جاء فى أدبيات الماسونية العالمية القديمة وتحدث عن كاتب أمريكى يدعى دان براون. لكن فى أبريل 2005 أفصحت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزارايس فى حديث لصحيفة واشنطن بوست من نية واشنطن فى نشر الديمقراطية فى العالم العربى وتشكيل ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد وذلك عبر نشر الفوضى الخلاقة فى الشرق الأوسط من خلال الإدارة الأمريكية. وقالت رايس إن الرئيس الأمريكى بوش الإبن أو كل مهمة الإشراف على تنفيذ استراتيجية الفوضى الخلاقة إلى »الصهيونى« جاريدكوهين مؤسس منظمة موفمنتس لتدريب وجمع النشطاء على مستوى العالم وعضو برنامج جيل جديد فى منظمة فريدو هاوس ومدير الأفكار فى شركة جوجل العالمية. وقد بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالفعل قبل 2005 أى فى عام 2003 إلى 2004 فى تنفيذ مخططاتها من خلال »الفوضى الخلاقة« التى ترتكز على خلق الفتن الطائفية وإثارة النزعات القبلية التى تعود فى النهاية إلى تقسيم الدول وبالتالى اضعافها وتسهيل مهمة التدخل العسكرى الخارجى للقوى المتنفذة والكبرى ذي المصالح الاستعمارية التى تخدم فى النهاية دولة بنى صهيون »اسرائيل«.. وقد غدا »الإعلام« بمعناه الأوسع. (سواء كان ميديا وصحافة وفضائيات وإذاعات ومؤتمرات وندوات) أداة مهمة وخطيرة لتنفيذ مخططات الفوضى الخلاقة. وغدا التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى وبعض وسائل الإعلام والصحافة يتدفق على مصر وبلاد العالم العربى والإسلامى علي أرضية »أجندات صهيو أمريكية« محددة لتنفيذ المؤامرة الكبرى لإنشاء الشرق الأوسط الجديد الذى يرتكز على ضرب وتفكيك العالم الإسلامى وإثارة الفتن والنزاعات بين أبناء الدين الواحد والأرض الواحدة.. وغدا نستكمل الحديث ونكشف عن أسرار عن تدفق »المال الحرام« إلى »الإعلام« حفظ الله مصر