ودعت قرية القلج بمدينة الخانكة بالقليوبية، شهيدها النقيب " أحمد راضى عبد الهادى الزياتى"، الضابط بالقوات المسلحة والبالغ من العمر 27 عاما، والذي استشهد فى هجوم إرهابي على طريق (الخروبة - كرم القواديس) بمدينة الشيخ زويد، بعدما استهدفت عناصر إرهابية المركبة التى كان يستقلها الشهيد مع آخرين من أفراد الجيش، مما أسفر عن استشهاد الشهيد و ضابط صف و4 مجندين وإصابة جنديين من أبطال القوات المسلحة، فى جنازة شعبية وعسكرية، مهيبة، وخرج الجميع يتسابق على تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، معلنين رفضهم للإرهاب الغاشم، ورددوا الهتافات المناهضة للإرهاب، مطالبين بالقصاص للشهداء الذين ارتوت الأرض المصرية بدمائهم، ليتحقق الأمن والأمان للمصريين، فيما تحولت شوارع القرية إلى سرادق عزاء كبير. بدأت حالة الحزن تخيم على أسرة الشهيد، فور انتشار نبأ استشهاده، وعلى الفور خرج الأهالى ينتظرون قدوم جثمان الشهيد، وعلت وجوههم حالة من الحزن الشديد، وتحولت جنازة الشهيد التى خرجت من مسجد القرية، إلى مظاهرة رافضة للإرهاب، وردد الأهالى الهتافات المناهضة للإرهاب، ومنها، "الشعب يريد إعدام الإرهاب"، مطالبين بالقصاص العادل والناجز من الارهاب. وأقيمت جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، للشهيد شارك فيها عدد من زملائه في الجيش، واللواءان جمال العربى، حكمدار القليوبية، وأحمد عمر مساعد مدير الأمن القليوبية، بحضور الالاف من أبناء قريته والقرى المجاورة، وردد المشيعون هتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله". وعن علم أسرة الشهيد بالخبر الذى سقط عليهم كالصاعقة، أكدت أسرته تلقيهم اتصالا هاتفيا من أحد القيادات العسكرية، يخبرهم باستشهاده. من جانبه أكد والد الشهيد، العميد متقاعد عبد الهادى الزياتى، والذى بدا متماسكا بعض الشىء، أن نجله الشهيد تخرج منذ ستة أشهر ونزل أجازة واحدة كانت منذ أسبوع قبل الحادث، وأضاف أن الفرحة كانت تنتظره حيث انتهينا من الاستعدادات اللازمة لإتمام زفافه فور نزوله الأجازة الثانية، إلا أن الشهادة كانت هى الأقرب، وقال إنه يحتسبه شهيدا للوطن، وأن تكون دماءه ودماء زملاءه الذكية الطاهرة هى السلاح الذى يقضى تماما على الجماعات الإرهابية والتخريبية. وطالب والد الشهيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكافة أفراد الشرطة والجيش، بالمضي قدماً واستكمال رسالتهم السامية فى القضاء على الإرهاب الأسود الذى يغتال فلذات الأكباد وبناة المستقبل، وأعلن والد الشهيد، جاهزيته للعودة إلى صفوف القوات المسلحة للمشاركة فى الحرب ضد الارهاب وكل من تسول له نفسه النيل من أمن مصر. ولفت والد الشهيد، إلى أن هذه العمليات الإرهابية، لن تزيد شعب مصر ونسيجه الواحد سوى قوة وصلابة والتفاف حول الشرطة والقوات المسلحة للوقوف صفا واحدا للقضاء علي الإرهاب الأسود الغاشم. جدير بالذكر أن الشهيد له شقيقتان، وكان يتمتع بدماسة الخلق والتفانى فى العمل والإخلاص فى الأداء وكان يستعد للزفاف خلال الشهر القادم. من ناحيته قدم المهندس محمد عبد الظاهر،محافظ القليوبية، واللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية، واجب العزاء لأسرة الشهيد، وقرر المحافظ، إطلاق اسم الشهيد علي إحدى مدارس قريته. وأكد محافظ القليوبية، على ضرورة تكاتف الجميع من أجل محاربة هذا الإرهاب الغاشم. كما وصف عبد الظاهر مرتكبي تلك الجرائم بالمجرمين الذين لا علاقة لهم بالإنسانية أو الإسلام السمح، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنال من الوطن ووحدة أبناءه شيئا، كما شدد على أن مثل هذه العمليات تزيد من رفض المجتمع المصري كاملا للجماعات الإرهابية المتطرف. وأما اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، فأعلن أن العمليات الإرهابية لن تثنى حماة الوطن، من الجيش والشرطة،عن تقديم أرواحهم فداء للوطن، وتحقيقا للأمن والأمان، موضحا أن سقوط الشهداء يشعل الحماس لدى ضباط وأفراد الجهاز الأمنى للتفانى فى الشهادة والقصاص من الجماعات الإرهابية والتكفيرية، التى لا تريد استقرارا للبلاد.