لم يكن أفضل حظاً من غيره من الموهوبين في الوسط الفني، ولم يكترث بالسعي وراء دور البطولة بل اكتفي بأن يكون صاحب رسالة مؤثرة حتى وإن كانت لم تحقق له الشهرة التي يبحث عنها الكثيرون مما يعملون في هذا الحقل..عاش ورحل بأدوار تفخر أجيال بعد أجيال بمشاهدتها. محمد وفيق الفنان الكبير الذي أحبه الجمهور وتعلق به بعد تقديمه واحدًا من أشهر أدواره وهو "عزيز الجبالي" ضابط المخابرات الذي يعمل في الخفاء، الشخصية التي ظهر بها خلال مسلسل "رأفت الهجان" الذي يعد علامة من كلاسيكيات الدراما المصرية، وتستكمل مسيرة نجاح الراحل في تلك الفترة بتقديمه دوراً آخر شديد الصعوبة خصوصًا مع الشعبية التي كونها في مسلسل "رأفت الهجان"، حيث تقديمه لدور الضابط المتسلط الذي يعمل بعقلية أمنية ممنهجة بطريقة معينة كما في دوره بفيلم "الهروب" ليترك بصمة جديدة تضىء مشوار عمره الفني خصوصًا مع اختلاف شخصية الضابط التي قدمها في العملين. إطلالات مميزة شهدها مشوار وفيق في سنوات الألفية الجديدة، كان على رأسها دوره في مسلسل "الأصدقاء" مع النجم صلاح السعدني، وفاروق الفيشاوي وهو واحد من أهم الأعمال التي قدمت وكانت تناقش عدداً من القضايا المعاصرة وكان أبرز ما يميزها علاقة الصداقة التي جمعت أبطال العمل داخل حلقاته وهى حالة شديدة الخصوصية لم ترتكز عليها الدراما التليفزيونية بهذا المنظور من قبل. تستكمل إطلالات النجم الراحل، ويخترق مجال الكوميديا في مسلسل سيت كوم بعنوان "نص أنا ونص هو" مع الفنانة عبلة كامل، وهو ما لم يقدم عليه من قبل ليثبت الراحل أنه على مقدرة بتقديم مختلف الأدوار حتى وإن كانت غريبة على شخصيته المعتادة مع جمهوره. ونجاح آخر يحققه النجم مع الفنانة عبلة كامل من خلال مسلسل "حق مشروع"، كذلك عاد النجم الكبير إلى السينما مع محمد سعد من خلال فيلم "كتكوت" والذي حقق نجاحاً ملحوظاً خلال هذه الفترة. بالعودة لسنوات مضت من مشوار النجم الراحل، فنجده تألق وبرع في تقديم شخصية "الخديوي إسماعيل" ضمن مسلسل "بوابة الحلواني" واحداً من الأعمال الدرامية المحفورة في الذاكرة، وكان وفيق بطلاً أساسياً لأحداثها، وليس هذا فقط بل شارك الراحل في عدد من الأدوار التاريخية والدينية الآخرى حيث ظهر أيضاً في فيلم "الرسالة" وقدم دور عمرو بن العاص. كما قدم الراحل عددا كبير من سلسلة البرنامج التلفزيوني الأشهر "أسماء الله الحسني"، والذي ظل يعرض على شاشة التليفزيون المصري لسنوات طويلة.وشارك أيضًا في الجزء الرابع في مسلسل "ليالي الحلمية". رحل وفيق ويبقي تراثه وأدواره عالقة في أذهان الجميع، تتنوع ما بين الأدوار الجادة والعميقة والشخصية الطيبة الخلوقة، تبقي رسالته واضحة تدرس لأجيال مضت وأجيال قادمة.