ما أن صرح الدكتور حسام مغازي وزيرالموارد المائية والري،أمس الاول، عن توصل وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، الي اتفاق مبدئي حول تقاسم مياه نهر النيل وسد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا علي مجري النيل الأزرق، كبداية للمسار السياسي المتفق عليه بين الرئيس السيسي، و رئيس وزراء اثيوبيا، علي هامش القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية، في يونيو الماضي، حتي راح الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والري بجامعة القاهرة، عن صمته، متهما الحكومة بما وصفه ب ترحيل حربها مع إثيوبيا للجيل القادم، مؤكدا في تصريحه الحصري لجريدة المصريون، أن حكومة محلب فشلت في ادارة الملف، بما أعطي إثيوبيا، علي حد قوله، الفرصة في تحقيق "انتصار ساحق" علي مصر، قبل أن يقول أنه يعيش بذمة واحدة وضمير واحد، في تلميح أقوي من التصريح، بخفايا التفاصيل. الدكتور نادر نور الدين، عالم في تخصصه، ملء السمع والبصر، وليس كأي باحث، يلهث وراء وسائل الاعلام، ليتحدث والسلام، وقد لخص ل "المصريون"، مشهد الاتفاق علي وثيقة تقاسم مياه نهر النيل بين مصر واثيوبيا، بقوله: " اذا أردتم أن تعلموا من انتصر في المفاوضات، فلتنظروا الي الصحف ووسائل الإعلام الإثيوبية"، في اشارة ثانية إلي أن أديس أبابا فرضت رأيها، ولوت ذراع مصر، قبل السودان، بقبول بناء السد. حتي وإن رفضا التوقيع علي اتفاق عنتيبي !! كان المهندس ابراهيم الفيومي رئيس فريق عمل مشروع تنمية افريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل، قد أكد في أكثر من وسيلة اعلامية، ومنذ وقت طويل، أن سد النهضة مبني علي منطقة غير مستقرة، بها براكين وفالق افريقي أعظم، ممتد لجنوب غرب شبه الجزيرة العربية، غير أن الأخطر كان قد قاله، في ندوة سد النهضة التي عقدت الشهر الماضي بمقر هيئة التحكيم الدولية، عندما كشف عن أن إثيوبيا حين بدأت في عمل التفجيرات مكان السد، أحدثت 27 هزة ارضية خلال خمسة أيام بمنطقتي جازان ونجران بالسعودية، قبل أن يشير الي أن ما يحدث، مخطط له منذ سنوات طويلة ، وأنه حصل علي تقرير أمريكي عام 2001، يحذر من قيام أي سدود بهذه المنطقة، وقال : "اسرائيل تعلم تماما الكوارث التي تحل بالمنطقة من هذا السد، لذلك قام ليبرمان وزير خارجية اسرائيل بالتسويق لسد النهضة بجمع الدول" !! من المؤكد ان كل ما أتي به نور الدين، والفيومي، ليس خافيا علي وزير الموارد المائية والري حسام مغازي، فهو وبقدر ما يثير قلق المصريين، إلا أن الوقت قد حان ودون تأخير، لكي تصدر وزارة حسام مغازي بيانا عاجلا، تفند فيه كل الاتهامات وبالوثائق، وأن المفاوضات آمنة، وأنه لا خطورة من الاعتراف المصري ب" السد" علي الأمن القومي، وأنه لا دخل لإسرائيل بهذا الملف من قريب أو بعيد، وأن الأجبال القادمة في مصر وإثيوبيا، لن تتصارع علي حقها ، سواء في تنمية مواردها هناك، أو لحفظ حقها في حصة آمنة من مياه الشرب هنا. تحرك يامغازي.. الآن، وإلا فارحل !! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.