عاشت قرية ميت نما، بالقليوبية، ساعات من الخوف والفزع، لمدة 12 ساعة كاملة، فيما توقفت الحركة المرورية بالطريق الزراعى السريع، نتيجة نشوب حريق هائل فى مصنع للمواد العازلة، حيث فشلت أجهزة الحماية المدنية والإطفاء، فى السيطرة على الحريق، فيما تم الدفع بنحو 30 سيارة إطفاء من وحدتى شبرا وبنها، والإدارة العامة لإطفاء القاهرة، والجيزة، كما تمت الاستعانة بعدد من السيارات التابعة لشركات البترول بمسطرد، والمجهزة بالمواد الرغوية، فيما قام فريق من النيابة العامة بقليوب، برئاسة المستشار حسن خليل، رئيس النيابة، ورفعت فيصل، وكيل أول النيابة، بمعاينة مكان الحريق، وتم انتداب المعمل الجنائى لاتخاذ الإجراءات اللازمة حول الواقعة، فيما تم تشكيل لجنة فنية لتحديد قيمة الخسائر المالية التى أسفر عنها الحريق، وتم تكليف المباحث بجمع التحريات اللازمة حول الواقعة، كما تم فرض حراسة أمنية مشددة على مبنى المصنع، فيما تم تكليف الوحدة المحلية بمركز ومدينة قليوب، لإحضار الملف الخاص بإنشاء المصنع لفحص تراخيصه وأوراق إنشائه، كما قررت النيابة إخلاء المساكن المجاورة للمصنع بعدما كشف معاينة النيابة تصدع جدرانها، كما قررت النيابة استدعاء صاحب المصنع. كانت البداية عندما تلقى العقيد محمد سلامة، مأمور قسم شرطة قليوب، بلاغا من الأهالى بنشوب حريق بمخزن العقاد للعوازل الحرارية، وبإخطار اللواء محمود يسرى، مدير الأمن، انتقل على الفور اللواء جمال العربى، حكمدار القليوبية، إلى مكان الحريق، على رأس قوة من رجال الإطفاء والحماية المدنية، برئاسة اللواء على عبدالمقصود، مدير الحماية المدنية، وتم فرض كردونا أمنيا بمعرفة اللواءات محمود شحاتة، مدير المرور، وعرفة حمزة، مدير المباحث، وعمر أبوزيد، مدير إدارة تأمين الطرق والمنافذ، وتم الإشراف على تحويل مسار الحركة المرورية، إلى طرق فرعية، فيما واصلت أجهزة الإطفاء جهودها لإخماد الحريق، فيما تم الدفع بأكثر من 30 سيارة من قوة بنها وشبرا الخيمة، والقاهرة والجيزة، بالإضافة إلى سيارات تابعة لشركة البترول بمسطرد، وتم إخلاء المنازل المجاورة للمصنع من قاطنيها، قبل امتداد ألسنة اللهب إليها، فيما التهمت النيران محتويات المصنع كاملة. وتبين للعميد سامى غنيم، رئيس المباحث الجنائية، والعقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، والمقدم محمد شوقى، وكيل فرع البحث الجنائى، أن المخزن مكون من طابقين على مساحة 2000 متر تقريباً، وبداخله مواد بترولية عبارة عن "فل، وتنر، ونفط، وبلاستيكات، وعوادم حرارية"، وهى مواد سريعة الاشتعال .. وأتت النيران على جميع محتويات المخزن بالكامل. وتبين أن المصنع يمتلكه شقيقان هما، محمود فهمى العقاد، ويقيم فى الخارج، وأحمد فهمى العقاد، والذى أصابته حالة نفسية سيئة فور علمه بنبأ نشوب الحريق فى مصنعه، وكشفت التحريات أن المصنع بدون تراخيص. من ناحية أخرى التقت "المسائية"، بعدد من شهود العيان للواقعة من الأهالى، والذين أكدوا أنهم استيقظوا على صرخات العاملين بالمصنع فهرول أهالى القرية إلى المصنع، حيث كانت النيران قد التهمت المبنى، وحاولوا إنقاذ العاملين حتى حضور سيارات الإطفاء، وتمكنوا من إخراج خفير المصنع وعاملين من المصنع، فيما نجح رجال الإطفاء فى إنقاذ 10 أشخاص من الأهالى أصيبوا بحالات اختناق أثناء محاولاتهم إخماد الحريق. وأكد عبدالرحمن درويش محمد، 47 سنة، الخفير المسئول عن المخزن، أنه أثناء قيامه بحراسة المبنى، فوجئ باشتعال النيران فى الطابق الثانى بالمبنى، ولم يشتبه فى الحريق جنائيا، وأكد الخفير المسئول عن حراسة المخزن ل "المسائية"، أن المخزن يمتلكه شقيقان أحدهما يقيم فىإحدى الدول الأجنبية، والآخر يقيم داخل مصر، وأشار إلى أن الأخير أصيب بوعكة صحية شديدة عقب علمه بخبر الحريق. كان محافظ القليوبية، قد أعلن أن المنطقة السكنية المجاورة للمصنع عبارة عن مجموعة عشش، معلنا أنه لن يتم إصدار قرار بإخلاء المساكن المجاورة للحريق، مؤكدا على سلامتها وعدم تأثرها بالحريق، مما أثار غضب الأهالى، مطالبين بتنفيذ قرار النيابة الخاص بإخلاء المساكن التى تصدعت نتيجة الحريق. من ناحية أخرى أكد مصدر أمنى أن المصنع لا يوجد له تراخيص، وأنه كان ورشة خراطة،وقام صاحبها بتحويلها إلى مخزن للمواد المشتعلة ثم مصنعا للمواد المشتعلة دون الحصول على تراخيص، ومن المتوقع صدور قرار بضبط وإحضار صاحب المصنع.