مزاعم نتانياهو حول يهودية إسرائيل يفضحها بروفيسور جامعة تل أبيب ! البروفيسور الإسرائيلي "شلوموساند " : لم نعثر خلال حفرياتنا في سيناءوالقدس والضفة الغربية على دليل أثري واحد يدل على أنه كان لليهود القدامى حضور قوي في المنطقة ! العالم اليهودي لافروف : يهودالغرب ينحدرون من يهود بلاد " الخرز"في شرق أوربا ولاعلاقة لهم بفلسطين ! دفن الضحايا اليهود في جريمة باريس بإسرائيل فصل آخر في مسرحية نتانياهو الهزلية للترويج لفكرة يهودية إسرائيل غالبية اليهود الغربيين من ذوي العيون الملونة والملامح الشقراء ..ولاعلاقة لهم أو أجدادهم بفلسطين ..فكيف يمنحون "حق العودة " ل" أرض الميعاد " المزعومة ؟! بقلم:محمد القصبي حتى هذه اللحظة ..ولعقود ربما قادمة ..مازال الغرب يتعامل مع الأكذوبة الصهيونية على أنها إحدى حقائق التاريخ التي ينبغي ان نسلم بها ..وبالتالي نستجيب لمقتضياتها !..وبالطبع ليس كل الغرب ..بل مواكب السياسيين والإعلاميين الذين يستجيبون عن جهل حينا وعن سوء نية أحيانا للأكاذيب الصهيونية ..لكن ثمة قلة ..لايصل على ما يبدو صوتهم للميديا ولغرف صناعة القرار يرفضون هذه الأكاذيب ويفندونها بالوثائق والبراهين العلمية ! بعد ساعات من جريمة احتجاز رهائن في المتجر اليهودي بباريس والتي أودت بحياة أربعة أشخاص ..أسرع رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتنياهو إلى توجيه كلمة متلفزة ليهود فرنسا ..خاطبهم فيها قائلا : إسرائيل وطنكم ! والمعني بعبارته أن إسرائيل هي وطن كل يهود فرنسا ..وكل يهود العالم ..وأنها تفتح ذراعيه لكل يهودي عملا بمبدأ "حق العودة " ! وإسرائيل معرّفة في دستورها على أنها دولة "يهودية" بموجب قانون صادر في العام 1992 كما أن قانون العودة الإسرائيلي ينص على أن كل يهودي هو مواطن في دولة إسرائيل أينما كان مكانه في العالم ودعوة نيتنياهو والقوانين الإسرائيلية تطفح من الأساطير التوراتية ..أن فلسطين هي منشأ اليهود ووطنهم ..حيث شيدوا فيها حضارةعظيمة ! .. لكنهم تعرضوا تحت وطأة غزوات البابليين والرومان والصليبيين وغيرهم للتشتت ..والآن وقد تمكن "الأحفاد " من استعادة الوطن ..فعلى اليهود في الشتات أن يعودوا ..خاصة وأنهم ..كما بان في متجر باريس .. ليسوا أبدا في مأمن من غارات الإرهابيين المسلمين ..أما في إسرائيل ..أرض الميعاد ..أرض الأجداد ..الحماية والأمان . فصل آخر من المسرحية وأحد الفصول الهزلية ..دفن ضحايا جريمة المتجر ..ليس في وطنهم الفرنسي الذين عاشوا وترعرعوا في ربوعه ..كآبائهم وأجدادهم..بل في الوطن الأكذوبة ..إسرائيل ..رغم أن أحدا من هؤلاء الضحايا ..ولاأباءهم أو أجدادهم ..أو الغالبية العظمى من يهود فرنسا والغرب له علاقة تاريخية بإسرائيل..وهذه المسرحية الهزلية بلا شك تعد دعما قويا للأكذوبة التي يحاول نيتانياهو تمريرها في العقل الجمعي العالمي من أن إسرائيل دولة يهودية ..بل ويضع اعتراف المفاوض الفلسطيني ب"يهودية إسرائيل " شرطا للسير قدما في مفاوضات " السلام " ! ومن مسلمات التاريخ و الأنثربولوجيا والديموغرافيا ..والعقائد ..أن "اليهودية "مثل الإسلام والمسيحية ..ليست قومية ..بل ديانة.. وأن انتشارها في العالم جاء بين أقوام لاعلاقة لهم على الإطلاق بيهود فلسطين ..وأنه لاتوجد قاعدة جينية مشتركة بين يهودي فلسطيني ..ويهودي أوربي أو أمريكي ..هذا أمر شائع في أبناء العرقية الواحدة ..الارتباط الجيني ..أما في الأديان فليس هذا وارد إلا إذا كان أصحاب العقيدة ينتمون إلى عرقية بذاتها ..فالمسلم العربي الذي تعود جذوره إلى أصول عربية يرتبط بصفات جينية مع نظيره المسلم الذي ينتمي إلى تلك الجذور ..بل ويرتبط جينيا بأي مسيحي أو يهودي ينتمي لجذور عربية ..والعرقيات عادة هي التي تؤطر للقوميات وليس الأديان . ولو كان كل يهود العالم ينتمون إلى جذور فلسطينية لاكتسبت مساعي "نيتانياهو " الداعية إلى اعتراف العالم بيهودية دولة إسرائيل شيئا من المصداقية ..من منطلق أن اليهود يمثلون عرقا وبالتالي يمكن أن يشكلوا قومية . ..وهذ ما أكده المؤرخون ..ليس فقط العرب ..باعتبار أن شهاداتهم "مجروحة" ..بل المؤرخون العالميون ..ومؤرخون يهود ..وحتى إسرائيليون ..أنه لاعلاقة ليهود العالم بإسرائيل .. ففي كتابه " تاريخ اليهود في روسيا وبولندا من أقدم العصور" يشرح العالم اليهودي دانيا لافروف كيف اعتنق "عباديا " ملك بلاد الخرز المجاورة لروسيا الديانة اليهودية على أيدي مبشرين يهود ..وكيف أدى حماسه لدينه الجديد إلى انتشار اليهودية في بلاد الخرز ..وفي أوربا الشرقية .. وثمة باحثون آخرون يؤكدون أن يهود أوربا الغربية هم من نسل المهاجرين اليهود الذين جاءوا من أوربا الشرقية ..والغالبية العظمى من يهود أوربا من ذوي البشرة الشقراء والعيون الملونة ..وهذا حال أبناء الخرز ..ولو كانوا ينعمون بالملامح الفلسطينية العربية ..لكان هذا على الأقل قرينة أنهم من نسل العبرانيين الذين عاشوا في فلسطين منذ 3ألاف سنة ! وكان هذا حال انتشار اليهودية أيضا في اليمن ..حين اعتنق ملوك "حمير " الديانة اليهودية ..وتبعهم بعضا من مواطنيهم. شهادة ساند ولقد أحدث المؤرخ الإسرائيلي البروفيسور "شلوموساند " أستاذ التاريخ اليهودي بجامعة تل أبيب صدمة هائلة للإسرائيليين بكتابه المهم للغاية «THE INVENTION OF THE GEWISH PEOPLE» أي «اختراع الشعب اليهودى» الصادر عام 2009..حيث أكد أنه من خلال دراسته نتائج الحفريات الأثرية، التى قامت بها هيئة الآثار الإسرائيلية فى سيناء وفى الضفة الغربية وفى القدس منذ عام 1967 لم يعثر على دليل أثري يهودي يؤكد صحة "الأساطير التوراتية " من حضور قوي لليهود في فلسطين القديمة ..وتنتهي أبحاث البروفيسور الإسرائيلي إلى أن العبرانيين القدماء قد ذابوا فى تاريخ الأرض الفلسطينية، وبالتالى يصبح الفلسطينيون المعاصرون هم الورثة الطبيعيين للعبريين القدماء. كما ينتهي "ساند " –وهو أحد أعضاء جماعة المؤرخين الجدد في إسرائيل إلى أن اليهود الذين جاءوا من أوروبا فى نهاية القرن التاسع عشر مع الحركة الصهيونية من ذوى الملامح الشقراء والعيون الملونة لا يمتون بصلة إلى العبريين القدماء أبناء عم العرب ذوى الشعر الأسود والبشرة السمراء أو القمحية والعيون السوداء. ويقول "ساند" في كتابه أن اليهود الأوروبيين هم أحفاد شعب الخزر، وهو شعب أوروبى عاش فى المناطق المجاورة لروسيا فى القرن العاشر الميلادى واعتنق اليهودية بعد أن أقنع المبشرون اليهود ملك الخزر "عباديا " بأفضلية اليهود. فمن يكون اليهود الذين جاءوا إلى فلسطين مع الصخب الذي أثارته الحركة الصهيونية العالمية مع أواخر القرن التاسع ..والذي بلغ ذروته بمؤتمر بازل في سويسرا عام 1898..تحت رئاسة "تيودور هرتزل" وهو يهودي فقط إسما .. لاعلاقة له لابفلسطين ولاأرض الميعاد ولاالديانة اليهودية الذي لايعرف طقوسها ولم يسجل عنه أنه نطق ولو مرة واحدة كلمة باللغة العبرية.. هؤلاء اليهود الذين جاءوا إلى فلسطين وبمباركة وتحفيز من الاستعمار الغربي ..هم غزاة ..بل يمثلون أسوأ أشكال الاستعمار ..إنهم كما الاستعمار التقليدي يغزون ..وينهبون مقدرات المستعمرات ..الاستعمار الصهيوني اتكأ على شعار التفريغ والإحلال ..تفريغ الجغرافية الفلسطينية من الشعب الفلسطيني وإحلال يهود غزاة محله ..ولتكتمل أركان الكذبة قاموا بتهويد التاريخ والتراث الفلسطيني ..وعبرنوا أسماء المدن والقرى والشوارع ..! لتكون إسرائيل أكبر أكاذيب التاريخ العالمي وأخطرها .. ولاأبالغ إن قلت أن هذه الأكذوبة قد تقود البشرية إلى حرب أكثر كارثية من الحربين العالميتين الأولى والثانية ..وليس مستبعدا أن يكون زرع تلك الدولة الأكذوبة في الجغرافية العربية ..و المستمر بالشعب الفلسطيني ..أحد جذور الظاهرة الإرهابية العالمية !