اشتعلت الجامعات في مصر بالمظاهرات وأعمال الشغب مع بداية الدراسة اليوم، وسط اتهامات لشركة "فالكون" للأمن والحراسة بالفشل مهمتها، وهروب عناصرها أمام الطلاب الغاضبين من اجراءاتهم الأمنية. واضطرت قوات الشرطة إلى التدخل لفض مظاهرات الطلاب وانقاذ أفراد الشركة التي تولت عملية حماية الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء ترشحه للإنتخابات الرئاسية. مع أول يوم في الدراسة بالجامعات، اشتعلت مظاهرات الطلاب ضد شركة فالكون للأمن التي تعاقدت الحكومة معها لحراسة الجامعات، وتظاهر الطلاب في جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس، وحلوان، وهتفوا ضد الشركة "فالكون إيه اتخن منه ودوسنا عليه". وأطلق الطلاب الزجاجات الحارقة ورجموا أفراد الأمن، رداً على ما أعتبروه "إجراءات تعسفية" أثناء دخلوهم الحرم الجامعي. وفي جامعة القاهرة، تظاهر الطلاب، بعد إغلاق غالبية البوابات في وجوهم من قبل الشركة، واصطفافهم في طوابير طويلة للدخول، مع تعرضهم للتفتيش الذاتي من قبل عناصر الشركة، فضلاً على تعرض الفتيات أيضاً للإجراءات نفسها، من قبل أفراد الشركة الرجال، في ظل عدم توفيرها أفراد أمن من النساء للتعامل مع الطالبات. وهاجم الطلاب أفراد أمن الشركة، وأطلقوا عليهم الزجاجات الحارقة المعروفة ب"المولوتوف"، واقتحموا بوابة الجامعة من ناحية مترو الأنفاق، وفتحوها أمام باقي زملائهم القادمين من المترو. واضطر أفراد أمن الشركة للإنسحاب أمام الطلاب الغاضبين، وتركوا مواقعهم. وهتف الطلاب ضد الشركة "فالكون فالكون إيه.. أتخن منه ودوسنا عليه"، في إشارة إلى استعانة الشركة بأفراد أمن يتمتعون ببنية جسدية قوية جداً، كما هتفوا "بره.. بره ..بره". واضطرت قوات الشرطة إلى اقتحام جامعة القاهرة، من أجل السيطرة على الأوضاع، وانقاذ أفراد أمن شركة فالكون من الطلاب الغاضبين، وألقت القبض على نحو 11 طالباً، بتهمة التظاهر وممارسة العنف. وفي جامعة الأزهر، اشتعلت مظاهرات الطلاب أيضاً، بسبب الغضب من الأجراءات الأمنية المشددة للشركة، وأضطر الطلاب والأساتذة إلى الإصطفاف في طوابير طويلة، والإنتظار لساعات من أجل الدخول إلى قاعات الدرس. وقال خالد عاشور، مدرس بالجامعة إن أفراد الأمن التابعين لشركة فالكون تعسفوا جداً في الإجراءات الأمنية، مشيراً إلى أن الشركة أغلقت جميع بوابات الجامعة ولم تفتح إلا اثنتين فقط للدخول. وأضاف أن هذا الاجراء أدى إلى تكدس الطلاب والأساتذة أمام البوابتين في طوابير طويلة، لاسيما في ظل إصرار أفراد الأمن على تفتيش الجميع ذاتياً، وتفتيش السيارات بشكل كامل، ورفع مقاعدها وفتح الصندوق، وأشار إلى أنه شخصياً اضطر للانتظار لمدة ساعة حتى يمكنه الدخول إلى الجامعة، ما أدة إلى تأخره عن المحاضرات. ولفت إلى أن هذه الاجراءات أثارت غضب الطلاب والأساتذة على حد سواء، لاسيما أن بعض الطالبات تعرضن للتعسف في اجراءات الدخول، مشيرا إلى أنهن خضعن للتفتيش الذاتي باستخدام جهاز من قبل أفراد الأمن الرجال، بالإضافة إلى إصرارهم على كشف وجوه الطالبات المنتقبات. وقال إنه كان من الواجب توفير سيدات من أجل اتمام اجراءات تفتيش الطالبات، لاسيما أن جامعة الأزهر تضم أكبر عدد من الطالبات المنتقبات. وكشف أن هذه الإجراءات اشعلت غضب الطلاب، وتظاهروا في ساحات الجامعة، وهتفوا ضد الحكومة وضد الشركة، وهاجموا البوابات المغلقة، ومنها بوابة كلية الزراعة واستطاعوا فتحها، مشيراً إلى أنه رغم ضخامة أجسام أفراد أمن شركة فالكون ورغم أنهم مسلحون، ويرتدون سترات واقية من الرصاص إلا أنهم تركوا البوابات المفتوحة والمغلقة وهربوا الطلاب الغاضبين، في مشهد وصفه ب"الهزلي"، وقال: "من العجيب أن تجد رجل أمن ضخم ويرتدي سترات واقية من الرصاص، ومسلح يجري أمام طالب صغير وبجسد نحيل". ولفت إلى أن الطلاب كسروا البوابات الإلكترونية، والتجهيزات الأمنية للشركة، وغيرها من التجهيزات التي وضعتها الجامعة خلال الاجازة الصيفية. وتدخلت قوات الشرطة، للسيطرة على الأوضاع المشتعلة، لاسيما في ظل فشل الأمن الإداري في احتواء الطلاب، وألقت القبض على مجموعة من الطلاب. وقال الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، إنه جار التعرف على الطلاب المشاركين في مظاهرات، الأحد، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم بعد تحطيم الأجهزة الإلكترونية أمام بوابة كلية الطب وضرب أفراد الأمن، مشيراً إلى أن الدراسة لم تتأثر بهذه التظاهرة بعد فضها من قبل قوات الشرطة. وتكرر المشهد نفسه في جامعتي عين شمس وحلوان، وحطم الطلاب البوابات الإلكترونية والكاميرات التابعة لشركة فالكون، وهاجموا أفرادها بزجاجات المولوتوف ودخلوا إلى الحرم الجامعي بدون أية اجراءات أمنية، بعد فرار أفراد أمن الشركة. "فالكون": أفرادنا لم ينسحبوا وقال ضابط الشرطة السابق، شريف خالد، مدير شركة فالكون أن الحكومة تعاقدت مع شركته على تأمين 12 جامعة، مشيراً إلى أن مهمة شركته تأمين البوابات الخارجية واخضاع الطلاب لأجراءات أمن مشددة، لمنع أعمال العنف والشغب داخل الجامعات. وأضاف أن أفراد الأمن التابعين للشركة لم ينسحبوا من مواقعهم، ومازالوا يمارسون عملهم، نافياً أن تكون هناك أية اجراءات تعسفية من قبل الشركة حيال الطلاب أو الأساتذة. ورغم تصريح خالد، إلا أن شهود عيان في جامعتي الأزهر والقاهرة، ومنهم الدكتور خالد عاشور، المدرس بجامعة الأزهر، أكدوا هروب أفراد أمن الشركة فروا هاربين أمام الطلاب وتركوا مواقعهم، وتداول الطلاب صوراً على مواقع التواصل الإجتماعي للزي الخاص بالشركة، الذي خلعه أفرادها وهربوا أمام الطلاب. تأمين السيسي ظهر اسم شركة فالكون للأمن والحراسات للعلن بقوة في مصر، عندما تولت الشركة مهمة حراسة وتأمين الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب استقالته من منصبه كوزير للدفاع، وترشحه للإنتخابات الرئاسية التي فاز بها في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي. وهي أول شركة أمن في مصر يسمح لها باستخدام الاسلحة النارية وارتداء السترات الواقية من الرصاص، وعهدت الحكومة إليها بتأمين 12 جامعة مقابل 4 ملايين جنيه، بالإضافة إلى أنها تتولى تأمين مبارايات كرة القدم أيضاً.