كشف نبيل فهمي وزير الخارجية، عن مبادرات، وقال إن الرئيس عدلي منصور سيعلنها أمام القمة رفض الإفصاح عنها وقال إننا لن نسمح لأحد أن يتدخل في شئوننا أيا كان من الشرق أو الغرب أو حتي من المنطقة. وقال خلال لقاء مع الصحفيين علي هامش قمة الكويت مساء اليوم الأحد، عقب انتهاء أعمال وزراء الخارجية العرب، إن هناك تحديات كثيرة وكبيرة يتعين أن نتفاعل معها من بينها للعالم العربي وليس لمصر وحدها قضية الإرهاب والتطرف والرجعية الفكرية، ومحو الأمية، وهناك أيضا عدد من القضايا الإقليمية والقضية الفلسطينية والسعي لإقامة دولة علي حدود 67 والقدسالشرقية والوضع في سوريا وسرية بما يحمله من مخاطر ترتبط بتنازع تيار الطائفية علي حساب التوجه الوطني للدول العربية. وأضاف أن هناك أيضا وضعا مترديًا يشمل الجميع بمن فيهم مصر "أم الدنيا" كما نقول، وحضور مصر هذا المؤتمر، كان للمصارحة وبناء للحفاظ علي الهوية وإقامة الدولة في العالم العربي، كما أننا سنتحاور فيما يهم العالم العربي وتعظيم دور الجامعة في ظل ما نواجهه من تحديات. وعن تعثر التوصل إلي مصالحة خلال اجتماعات وزراء الخارجية، أوضح فهمي أن هناك خلافات واختلافات ليس بين مصر وقطر وانما مع دول عربية أخري وقال: "هذا وقت أفعال وليس أقوال" ونحن نثمن علي دور الكويت في العمل علي توفيق الأوضاع وهذا هدف لنا أيضا،انما المسالة بها مشاكل كثيرة وتتعدي المجاملات لكي تعود الأمور إلي نصابها ويجب أن نشهد عملا جادا وتغيرا جذريا ويجب عدم رفع التوقعات. وعما إذا كان قد طلب من نظيره القطري تسليم متهمين مصريين قال فهمي: "نعم طلبنا من قطر تسليم متهمين لديها تطبيقا للقانون الدولي والتزاما بالاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب"، لكنه لفت إلي أنه لم يلتق وزير خارجية قطر وإنما التقاه في صالة الاجتماع "عبورا" حيث كان هناك اجتماع ولقاء جماعي. وحول تأزم العلاقات المصرية الليبية بسبب اختطاف مصريين هناك، قال إنه من الصعب علي السلطات الليبية، توفير ألأمن الكامل للمصريين وليس أمامنا سوي أن نحذر مواطنينا، لكن أي خلاف سياسي لا يجب أن ينعكس علي أي من مواطني البلدين، ويجب أن يشعر كل منهما بالأمان خلال تواجده في البلد الآخر، ونحن لا نقبل أن تتغير الرؤية تجاه مصر نتيجة تغيير قيادة مصرية أو رئاسة لأن تغيير النظام قرار مصري يخص المصريين وحدهم ويجب أن نؤمن بعضنا البعض ونحن جيران. وحول القضية الفلسطينية قال فهمي إنه: "لا يمكن أن يكون هناك سلام في ظل استمرار الاحتلال ولابد من إقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدسالشرقية"، مؤكدا أننا سنظل نجتهد مع الطرف لفسطيني حتي يتحقق ذلك والتفاوض لابد أن يكون له أفق ونهاية واضحة. وفي شأن موضوع سد النهضة قال إنه لا يمكن حله دون التعاون الجماعي وعبر استثمار أجنبي، وهذا يتطلب التوافق بين هذه الدول، ومن ثم قناعتنا أن هذا لن يتحقق إلا بالتفاهم والتعاون ونحن لن نستمر في تفاوض ما لم يكن جادا ودون ذلك سنقترب من أزمة ونحن نشرح الموقف لكل من نتعامل معه ولم نطرحها أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب. وعما اذا كانت مصر تسعي إلي استغلال علاقات واستثمارات دول خليجية لدي أثيوبيا للضغط عليها وتغيير موقفها قال فهمي نعتقد أنه لا توجد دولة عربية تريد الخير لأخري تستثمر في هذه القضية، وتابع "هناك الكثير ما يقال بهذا الخصوص، لكن أغلب هذه الأخبار غير صحيح ومن يريد الخير للأخوة العرب عليه أن يحترم وأن يلتزم عدم الدخول في موضوعات وقضايا تمس الأمن القومي. وردا علي سؤال حول تفسيره لغياب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، عن اجتماع وزراء الخارجية قال إن مسألة المصالحة لم تكن مطروحة وإذا كانت هناك رغبة فيها، فإنها لا تحتاج أي عمل جاد وشدد علي أن المسألة كبيرة وبها جرح كبير وتحتاج إلي بعض الوقت لكي يتم معالجتها جذريا، آملا أن تبدأ بخطوة من الكويت ليس من أجل المصالحة فقط وإنما لأجل وضع أطر للمعالجة السليمة. ونوه الوزير المصري إلى أنهم على أمل أن يشهدوا هنا "في الكويت" بداية معالجة حقيقية وليس مجرد مصالحة، لكنه اعتبر أن الجرح عميق وحتي لو توصلنا إلي صيغة فإنها تحتاج إلي بعض الوقت لترجمة هذا الأمر إلي أفعال، مشيدا بدور وجهد الكويت في هذا المجال. وحول الموقف المصري من حركة حماس واعتبرها إرهابية تهدد أمن مصر، أكد فهمي: "نحن ندعم القضية الفلسطينية ونريد إقامة الدولة علي حدود 67" وتابع قوله: "من يتدخل في الشأن المصري أيا كان دون توجيه اتهامات لأحد، سيكون له حساب آخر والحوار الأيديولوجي الفلسطيني لا شأن لنا به وما يهمنا هو عدم التدخل في شئوننا. وأكد أن الموقف المصري من حماس ينصب علي سلوكها داخل مصر وليس خارجها، مؤكدا أن مصر تدعم القضية الفلسطينية، مستنكرا الحديث عن التدخل في غزة. ونوه الوزير إلى أن مصر هي من توصل إلي اتفاق مع إسرائيل بضمانات لم تشهد خلالها أية توترات أو مواجهات بين حماس وإسرائيل إلا في الوقت الحالي. وأوضح فهمي أن الانفتاح علي روسيا ومن بعدها الصين واليابان، يؤكد الحرص علي استقلال قرارنا ليس بهدف استبدال طرف بآخر، أو قطب بآخر لأن ما يعنينا هو مصالحنا فقط وقال إن هذا التعاون لن يقتصر علي مجال التسلح فقط وإنما سيشمل كل ما يحقق مصالح مصر وأمنها القومي. وحول تدشين تعاون خليجي مصري عبر مجلس جديد، قال نحن مع أي تعاون عربي لكن لا يوجد هناك أي حاجة لإنشاء مجالس جديدة ونحن مع أي تعاون عربي ناجح يؤدي إلي المصلحة العربية. وحول مغزي زيارته المفاجئة إلي لبنان قبل اجتماع وزراء الخارجية قال إنها تأخرت كثيرا، ومصر حريصة علي بناء الدولة المنفتحة علي العالم ودعم الدولة اللبنانية التي تحتوي كل الفعاليات، مؤكدا أنه برغم قصر المدة كانت مثمرة للغاية.