المتابع لمجريات الأحداث فى مصر ولما يدورفى الشارع السياسى المصرى يدرك ان مجيىء المشير عبد الفتاح السيسي كرئيس لمصر سيفتح باب الأمل أمام الشعب الذى عانى من اضطراب سياسي بدأ قبل ثلاث سنوات بخروج ملايين المصريين إلى الشارع تئن من حكم الأخوان المسلمين وتطالب بعزل الرئيس السابق محمد مرسى وكان السيسى هوذلك الرجل الذي إستجاب لرغبة شعبه وأطاح بمرسي وبحكم الجماعة ليصبح المشير رجل مصر القوي الذى يراه غالبية المصريين بأنه الرجل الوحيد القادرعلى إرجاع النظام وإستتباب الأمن فى البلاد خاصة بعد أن أصبح يحظى بشعبية كاسحةلأنه ينصاع لإرادة الشعب و يتحرك باسمه حيث أصبح في أعين الكثيرين بطلا قوميا . وعلى الرغم من أن المصريين كانوا قبل ثلاث سنوات وعقب ثورة يناير 2011 وسقوط الرئيس الأسبق حسنى مبارك يسعون إلى إنهاء حكم العسكر إلا أن جزءا كبيرا من الشعب بات الآن لاينظر إلى السيسى على أنه إمتداد لحكم الجيش لأنه سيستقيل منه قبل ترشحه للرئاسة وذلك بعد أن ضاقوا ذرعا بأعمال العنف المتكررة التي طالت البلاد من قبل جماعات متطرفة تواصل تحديها للدولة ممثلة فى جيشه وشرطته خرجت من تحت عبائة الإخوان وتدين لهم بالطاعة والولاء الكاملين . وتشير الدلائل على أن السيسي المعروف بورعه وإلتزامه الديني يمتلك شخصية كاريزمية ملهمة لأنصاره و محبيه من الشعب الذى يراه رجل المرحلة المنقذ لمصر والذى سيخرجها من حالة عدم الإستقرار والإرهاب والعنف المسلح التى تعيشها الآن الذي سيعيد لها قوتها ومكانتها عربيا وإقليميا ودوليا. وأعتقد أن الأمور ليست بهذه السهولة وأن القضاء على المشكلات التى تعانى منها مصر لابد من مصارحة الشعب بها حتى يستعد للصبر ولتقديم ما يتطلب منه من تضحيات لاشك أنها ستكون كبيرة لأنه وما أن يتولى السيسي الرئاسة سيتعين عليه تحقيق نتائج فيما يخص الاقتصاد الذي سلم بأنه يمثل تحديات هائلة رغم أنه لم يتحدث علانية عن الاسلوب الذي سيتناول به الوضع الاقتصادي لكن من الواضح أنه يمكنه أخذ قرارات جريئة وحاسمة تمكنه من تحقيق قدر من الإستقرار الإقتصادي والسياسي يفتح الباب أمام فرص الاستثمار الخارجى. وأرى أن المصرييين يريدون من السيسى بعد أن يصبح رئيسا أن يكون حاسما وباترا فى مواجهة العنف والفوضى والإرهاب الذى تتعرض له البلاد وأن يكون قادرا على إتخاذ القرارات السياسية الحازمة التى تتوافق مع الدستوروأن يحقق العدالة الاجتماعية ليس من خلال زيادة الضرائب بل بتشجيع الاستثمار العربي والاجنبي والمحلي بإعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة لخلق فرص عمل جديدة تمكن من احتواء البطالة كما ينتظرون من السيسى أن يكون مثل القائد العسكرى جورج واشنطن الذي قاد القوات الاميركية في حرب الاستقلال وأصبح أول رئيس أميركي يعتبر على نطاق واسع رجل دولة وأثبت أنه يمكن لقائد عسكرى أن يصبح سياسيا عظيما . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.