نتقلب على جمر الصبر حتى يتخطى الوطن أزمته الخانقة والحالكة جراء جرائم قد ارتكبها نفر قليل خرجوا عن نهج الأمة واصابوها فى كبدها حتى أصبح عجزاً عن فرز السموم التى تضر بالجسد وتفتك به. ها نحن أولاً رأينا هلال العام الهجرى الجديد فندور فى فلكه المنير وهو الخلق المطيع الدائب فى فلك التدبير والمتصرف فى منازل التقدير وهو آية من آيات ملكه سبحانه وتعالى وعلامة من علامات سلطانه .. اللهم اجعل هلالك هلال عام حادث لأمر حادث فاحفظنا اللهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكون محاكمة قيادات الخوارج يوم الاثنين الماضى عشية ظهور هلال الخير والبركة فى العام الجديد فنفهم الدلالة على أن كل شر ذاهب وكل خير قادم بإذن المولى القدير الذى دبره فأحسن التدبير فقد تخلص الشعب من زباينة الفساد فى ثورة 25 يناير وركبت أمريكا موجة الثورة وساعدت الخوارج في الوصول إلى الحكم وأمدتهم بالمال والسلاح والعتاد. وركع الخوارج وسجدوا لشيطان البيت الأبيض وجاءت فتاوى الجهل والقتل والتدمير لتعصف بدين الله وتضع قواعد الدين الجديد فى فتنة قاصمة ومظلمة وحالكة ونكحت النساء فى رابعة تحت فتوى نكاح الجهاد و «تيتمت» الأطفال و »ترملت« النساء وخربت بيوتهم بأيديهم ولم يعتبر الخوارج وراحوا يزجون الأطفال من سن أربع سنوات و «يرضعون» الموظفين زميلاتهم فى العمل ويعتدون على أولياء الله الصالحين. فأضرحة الأولياء حرام ولابد من قتال اتباعهم منهم الكفرة الفجرة وكل ما يصلح لهواهم فهو بدعة حسنة وصاحبها مأجور وكل ما لا يصلح هواهم فهو بدعة سيئة وصاحبها مأذور وتناثرت دماء أبناء الوطن فى كل مكان واحتفظت »الثلاجات« بعشرات الجثث لأجل تطبيق شرع الله وما هو إلا شرع أمريكا فى دورة مياه المخابرات المشبوهة لتقسيم الوطن لصالح إسرائيل التى تدنس الأقصى بنعالها »النجسة«. وقبل الحكم اصابنا الصداع من الخوارج على أنهم بالملايين على القدس رايحين وتولوا الحكم بصفقة أمريكية اسرائيلية مشبوهة فصوبت كتائب حماس مدافعها على صدر الوطن وتركت العدو يفعل بقبلتنا الأولى ما شاء ومتى شاء.. ها هو المناضل أبو كوفية خالد مشعل في تنظيم الخوارج يسهر ويعيش على الوثير وباعت حماس كل القضية فلا تركوا حجارة الأطفال ترمى الكفار من سجيل ولا هم تركوا الحجارة تصرخ فى وجه الغاضبين ولا أطلقوا هم رصاصة واحدة صوب الاحتلال كل الرصاص على المسلمين فى أفغانستان والسودان ومصر وليبيا واليمن والعراق وسوريا وفى بلاد ثورات الخوارج فى بلاد الربيع الامريكى. كذا الأمر مع معاوية بن أبي سفيان الذى أطلق سهام بطشه ودهائه على الامام على باب مدينة العلم وأول من أسلم وزوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكمل اليزيد المشوار وقتل أبناء رسول الله فى كربلاء وهاجم المدينةالمنورة واستباح عرضها وقتل أطفالها وشيوخها ولم يوجه رصاصة واحدة ضد أعداء الأمة الإسلامية وعلى منصة »رابعة« خرج شيوخ الارهاب الاسود علينا بغزوة بدر فى شهر رمضان وبيوم الفرقان لضرب الجيش والشرطة وتنطلق رصاصاتهم الغدرة صوب صدر الشعب المصرى فيموت المئات بل والالاف فى سيناء رمز الطهر والنقاء وفى جميع المحافظات موثقين العهد والوعد مع شيطان القاعدة برعاية اسرائيلية وصهيونية لتدمير مصر. لكن ارادة الله شاءت ان يذهب الخوارج إلى مزبلة التاريخ ليلة عيد رأس السنة الهجرية والتى قرر الفاروق عمر بن الخطاب ان تسير الأمة على التقويم الهجرى وهى بدعة حسنة ابتدعها عمر بمشورة الصحابة الذين رأوا فى التاريح الهجرى إيذاناً بقيام دولة الإسلام من المدينةالمنورة.. وقف الخوارج فى القفص خزايا وقد أصابهم عار ما اقترفوه من خطايا العمالة والقتل والتدمير وفى صبيحة العام الهجرى خرج المصريون فرقتان الأولى بنصر رسول الله على الكفار بعد الهجرة والثانية بأن قيادات الخوارج باتوا فى قفص الذل والانكسار والحساب الدنيوى وأصبح الملك كله لله الواحد الأحد الفرد ليتحرك كل إنسان فى عامه الهجرى الجديد بحرية تامة فى عباداته وعاداته وتقاليده فإن الأرض باتت خالية من دنس الخوارج واتباعهم وتطهرت بدعاء الذاكرين من أذناب المنافقين.. حمى الله مصر فى كل عصر ولنمضع صبرنا على تعطيل مرافق الدولة وتعطيل مصالح العباد فى صبر جميل حتى يتخطى الوطن أزمته الطاحنة ولنهاجر جميعاً الى العمل والانتاج والكفاح.