الصين تواصل تحطيمها للارقام القياسية امام الولاياتالمتحدة ، حيث اصبحت الصين اكبر مستورد للنفط في العالم، مدفوعة بالنمو الاقتصادي ومبيعات السيارات القوية، و ذلك وفقا لبيانات الحكومة الامريكية التى صدرت هذا الأسبوع. وقالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان واردات الصين من النفط فاقت الواردات الامريكية خلال شهر سبتمبر الماضى ، حيث زاد استهلاك الصين للنفط بما يزيد عن انتاجها بنحو 6.3 مليون برميل يوميا، مما يشير إلى أن الدولة اضطرت إلى استيراد المزيد من النفط لملء هذه الفجوة. و اشار تقرير وكالة الطاقة الامريكية الى ان نمو الصين المطرد في الطلب على النفط نتيجة نموها الصناعى و الانتاجى جعلها أكبر مستورد للنفط في العالم، متجاوزة الولاياتالمتحدة في سبتمبر 2013.. و لكن لا تزال الولاياتالمتحدة، التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلث حجم سكان الصين، تستهلك نفطا أكثر بكثير من الصين . ففي شهر سبتمبر، استخدم الأميركيون نحو 18.6 مليون برميل يوميا من النفط وغيره من أنواع الوقود الأحفوري والسائل ، في حين استخدمت الصين 10.9 ملايين برميل يوميا، بينما يبلغ إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط 12.5 مليون برميل يوميا، و الصين نحو 4.6 مليون برميل يوميا. وعموما، فإن الولاياتالمتحدة من المتوقع ان تستعيد لقبها كأكبر مستهلك للنفط في العام المقبل بنحو 18.7مليون برميل يوميا، انخفاضا من ذروته 20.8 مليون نسمة عام 2005 ، فيما يتوقع ان يصل استهلاك الصين العام القادم لحوالي 11 مليون برميل يوميا. و يرى الخبراء ان ارتفاع الطلب الصينى على موارد الطاقة و خاصة النفط يحمل الكثير من المشاكل لها ..فعلى الرغم من ان الازدهار الاقتصادي في الصين و نمو اقتصادها المتوقع بنحو 8 في المئة هذا العام- وهو أعلى بكثير من توقعات النمو بالنسبة للولايات المتحدة - و الذى ادى لزيادة الدخل وزيادة نفوذها العالمي ، الا انه أيضا حفز طلبها على النفط المستورد والغاز من اجل زيادة الانتاج و التصنيع ، وهو امر يرى زعماء الدولة الشيوعية أنه نقطة ضعف استراتيجية فى منظومة الاقتصاد و السياسية الصينية.. كذلك فان سوق السيارات الصينية، حقق نمو بنسبة 11 في المئة في أغسطس الماضى ، مما يؤدى لارتفاع معدل ملكية السيارات بين الصينين ، وهو ما جعل المدن الصينية مختنقة وسط الضباب الدخاني، وأضاف مزيد من الضغط على حكومة بكين للحد من التلوث وكبح جماح ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. و على الرغم من تشجع بكين لبرامج تطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية واستخدام السيارات التي تعمل بالبطاريات أو الغاز الطبيعي ، الا ان تقدمها فى هذا المجال لا يزال أبعد ما يكون وراء الاقتصادات المتقدمة ومن المتوقع أن يظل البنزين هو وقود المركبات الرئيسي في البلاد خلال العقود المقبلة. حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضى ، كانت الصين تستوفى احتياجاتها من النفط من المصادر المحلية بما في ذلك حقل " داتشينج" ذو الانتاج الوفير في شمال شرق البلاد.. لكن الطفرة الاقتصادية فاقت طاقتها الإنتاجية من النفط الذى من المتوقع ان ينخفض انتاجه المحلى بشكل واضح فى المستقبل القريب .. كما أن إنتاج النفط المحلي في الصين قد أعيق على مدى الشهرين الماضيين بسبب فيضانات الصيف ، و تسعى شركات النفط المملوكة للدولة وشركائهم الأجانب بشكل كبير للبحث عن مصادر جديدة للنفط في الصين، وتطوير بدائل مثل الميثان من طبقات الفحم. وقد اضطرت الصين إلى الاعتماد بشكل أكبر على الواردات النفطية، وخصوصا من المملكة العربية السعودية وإيران ، و هو امر يراه زعماء الشيوعية ضعف فى الاستراتيجية بسبب عدم الاستقرار في منطقة الخليج والعزلة السياسية المفروضة على إيران. لذا و منذ سنوات قامت شركات النفط الصينية المملوكة للدولة باستثمار المليارات من الدولارات لتطوير مصادر النفط والغاز في العراق، ووسط آسيا، وأفريقيا. من اجل ضمان ايجاد بدائل و اسواق اخرى لتصديرالنفط إلى الصين ولكن الكثير منها يباع في الأسواق الأخرى.