يعيش المصريون جميعاهذه الأيام سواء داخل البلاد أو خارجها اوقاتا عصيبة لم تمر عليهم من قبل يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من حدوث مواجهات أكثر دموية في الشوارع بين مؤيدى الرئيس من تيار الإسلام السياسى الذين يؤكدون انهم يدافعون عن شرعيته وبين المعارضة التى تسعى لانهاء حكم الأخوان المسلمين وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة بعد مرور عام على رئاسة محمد مرسى الذى يعتبرون أنه فشل فى إدارة الدولة. وبدا المشهد ملبدا بالغيوم بعد تصاعد التوتر إلى أقصى درجاته خلال الايام القليلة الماضية وتنامت أحداث العنف والإقتتال التى وقعت في عدد من المحافظات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسى منذ الاربعاء الماضى وخلفت عدة قتلى وعشرات الجرحى مما ينذر بوقوع أحداث أكثر دموية وأكثر عنفا بعد نزول مظاهرات اليوم الأحد ال30 من يونيو التى أعلنت عنها حملة تمرد وتساندها جبهة الإنقاذ المعارضة خاصة بعد إعلان الشرطة القاء القبض على العديد من الأشخاص وبحوزتهم أسلحة وقمصان واقية من الرصاص فى القاهرة والمحلة وغيرها من المدن المصرية وهو ما يؤكد أن هناك نية مبيتة لإراقة دماء المصريين بأيدييهم. ومن الغريب حقا أن تعلن كل الأطراف إدانتها للعنف والتخريب وأن تتنصل من مسؤليتها عما وصلنا إليه من إقتتال داخلى على الرغم من أن فصيلى الصراع الحالى شاركوا بشكل أو بآخر فى ثورة ال25 من يناير والتى كانت عبقريتها في سلميتها ومن العجيب أن يلقى كل طرف بالمسئولية على الآخر. ولكنى أعتقد أن هناك حقيقة واضحة وهى أن النظام مسئول مسئولية كاملة عن إراقة الدماء لسببين أولهما أنه لم يتمكن من إحتواء الخلاف مع المعارضة فى مهده وقبل أن تتزايد حدة الانقسام بسبب العناد والإصرار على ما يتخذ من قرارات خاطئة ومنها الاعلان الدستورى المحصن الذى كان السبب الرئيسى وراء حالة الفرقة والانقسام والذى عاد عنه الرئيس واعتبره خطئا ولكنه لم يتراجع عما نتج عنه من آثار ومنها تعيين النائب العام بطريقة خاطئة ثم تمرير الدستور غير المتفق عليه ليعلن بعد فوات الآوان عن تشكيل لجنة لتعديل هذا الدستور نعم إنها سلسلة من الأخطاء الكبيرة فى إدارة الدولة أدت إلى الوصول إلى الواقع المرير والمأساة الحقيقية التى يعيشها الوطن والمواطن أما السبب الآخر فهو أنه من المحزن أيضا أن يشارك الرئيس وجماعته فى زيادة حدة الانقسام وإذكاء الصراع السياسي بين أبناء الوطن الواحد عندما أحجم عن اتخاذ إجراءات للحد من الشحن الطائفي بل دعم واحتضن المنتمين لمختلف أفكار تيار الإسلام السياسى رغم شذوذ بعضها ومنها تكفير الآخر وإعتباره عدوا يكره دولة الإسلام على الرغم من أن غالبية الشعب المصرى مسلمون متدينون وسطيون. ولا أملك إلا أن أرفع أكف الضراعة وأتوسل إلى الله أن يحفظ مصر وأن يحقن دماء شعبها وأن يلهم ساستها الحكمة للعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان . Ezat This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.