تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أمس قدم فيها الجيش نفسه كقوة تعمل على الوحدة، ويمكن لها أن تتجاوز الخلافات السياسية وتوحد البلاد، في ظل صعود شبح انقسام للمجتمع "يشكل استمراره خطرًا على الدولة المصرية". وفي تقريرهما على موقع صحيفة "نيويورك تايمز"، الذى نشره موقع "أصوات مصرية" التابع لوكالة رويترز للأنباء، قال الكاتبان إن وزير الدفاع المصري حذر أمس الأحد من أن الجيش سيتدخل بشكل حاسم لمنع العنف في ظل تزايد المخاوف بأن الاحتجاجات المناهضة للرئيس مرسي والمزمع تنظيمها الأسبوع المقبل، قد تؤدي إلى تجدد العنف بين الإسلاميين المؤيدين للرئيس ومعارضيه. وأضاف المقال أن السيسي القائد العام للقوات المسلحة كسر صمت القوات المسلحة بشأن المشهد السياسي المنقسم، أثناء إلقائه كلمة أمام مجموعة من العسكريين، بدت صياغتها متقنة لتجنب إلقاء اللوم على أي من طرفي الانقسام، وبرى المقال أن استعادة الجيش لدوره القوى يأتى في ظل صراع مرير حول السيطرة على الدولة المصرية. ويوضح المقال أن سقوط مبارك أدى لصراع بين مكونات نظامه لكسب النفوذ، بعد أن كانت تنبع من الرئيس المخلوع كل السلطات على مدى 30 عاما، مدعما حكمه بالجيش وأجهزة الأمن والقضاء وجهاز الدولة البيروقراطي. ويضيف أن الرئيس مرسي، منذ توليه السلطة كأول رئيس منتخب قبل عام، دخل في نزاع مع القضاة، وفشل في السيطرة على أجهزة الأمن، وواجه مؤخرا عدم رضاء بشأن قيادته وبشأن، الوضع الاقتصادى، مما دعم من حملات شعبية تقوض من شرعيته. ويشير المقال إلى الرئيس مرسي عين الفريق السيسي وزيرا لدفاع في أغسطس الماضي، بعد إقالته لقادة المجلس العسكري، الذي حكم البلاد في أعقاب الإطاحة بمبارك. ويرى المقال أن صياغة تصريحات السيسي غير المباشرة تركت الكثيرين في تساؤل حول النوايا الحقيقية للجيش. وتنقل "نيويورك تايمز" عن ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قوله: "التصريحات تعطي انطباعا بأن الجيش يصدر تحذيرا، النداء الأخير.. لكن السؤال هو من أجل ماذا؟"، ويعتقد رشوان أن التصريحات تحمل إشارة لمرسي بأن يحاول التوصل لتوافق مع المعارضة. وتنقل الصحيفة عن جمال سلطان المتخصص بالعلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة قوله إن الجيش يبدو مقدما نفسه كوسيط لكن هناك شك في نجاحه في حل الأزمة. ويقول سلطان "لقد ذهبت كل الأطراف إلى أبعد مدى في هذه المواجهة، وتورطوا فيها للغاية، بدرجة لا ترجح أن يتراجع أي منها". وتشير الصحيفة لتعليق مسئول بالرئاسة المصرية بشأن تصريحات السيسي ووصفه لها بأنها "تصريحات إيجابية تستهدف وقف التوتر المتزايد بين الفصائل السياسية المختلفة". وتشير أيضا لتعليق متحدث باسم التيار الشعبي المعارض بأن التصريحات "تفيد المصريين بأنه يمكنهم النزول للشوارع والتعبير عن آرائهم دون خوف"، مضيفا أن "ما يغيب عن التصريحات هو أن الصراع لم يعد بين مجموعتين سياسيتين، بل بين سلطة وحالة واسعة للغاية من الرفض الشعبي لحكم جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة لهجوم حشد من المسلمين السنة أمس بإحدى قرى الجيزة على بيت كانت مجموعة من الشيعة المصريين تقيم فيه احتفالا دينيا، ولمقتل أربعة منهم من بينهم حسن شحاته الزعيم الشيعي. وقالت الصحيفة إن الهجوم يكشف عن الغياب المتزايد للقانون وللتسامح في مصر، حيث ينال المتشددون، الذين كانوا مقموعين، حرية أكبر في الحركة من أجل رؤاهم.