أثار الضحكات بمسرح شاطئ الراحة بجزيرة ياس بالعاصمة أبو ظبى حين قال أن أمير الشعراء أحمد شوقى هاتفه وأوصاه بالمشاركة فى مسابقة شاعر المليون وأنه سيحصد اللقب ابتسمت طاولة التحكيم ولكنه بالفعل فعلها وتأهل الشاعر العراقي "هزبر محمود" إلى المرحلة التالية من مسابقة "أمير الشعراء" بعد ان قدم قصيدة بعنوان "أمام دار الأمير" حصد بها بطاقة التأهل من لجنة تحكيم المسابقة التي تضم كل من د. عبدالملك مرتاض، ود. علي بن تميم، ود. صلاح فضل، خلال الحلقة التى أذيعت مؤخرا على قناة أبوظبيالإمارات وكانت "المسائية" من بين المدعوين، كما تأهل كل من الشاعر محمد أبو شرارة من السعودية والشاعر أحمد الأخرس من الأردن بعد حصولهما على أعلى نسبة من تصويت الجمهور بين شعراء الحلقة الماضية، لتخرج الشاعرة المصرية رشا زقيزق خالية الوفاض جمعت الحلقة أربعة من الشعراء هم الشيخ ولد بلّعمش من موريتانيا، وباسم الكيلاني من فلسطين، ومنى حسن الحاج من السودان، وهزبر محمود من العراق، والذي تحدث في قصيدته "أمام دار الأمير" عن الشاعر أحمد شوقي ومكانته، ما جعل د. صلاح فضل يصفه بانه يستحق ان يكون شوقي الشاب. ونصحه بالاتجاه إلى المسرح الشعري كي يكون من سلالة الأمير مطعماً بالسياب والجواهري "فالقصيدة لم تعد تتسع". بينما شاد د. علي بن تميم بقدرة الشاعر على الصناعة البارعة، والتعامل مع الألفاظ، وخلو القافية من النشاز الموسيقي، إلى جانب نجاحه في إبراز عبقرية شوقي عبر معانٍ كثيرة تتصل بقصيدة شوقي. وابدى د. عبد الملك مرتاض اعجابه بعنوان ومطلع القصيدة، والتصوير الفني في الخاتمة. وقدم الشاعر الشيخ ولد بلّعمش، قصيدة بعنوان "نقوش مسافرة"، تنقل فيها بين الذاتي والموروث بحسب ما أشار د. صلاح فضل قائلا: "في النص تستدعي الأب وصورة داوود ويوسف ونوح، وتستخدم التراث لكن من دون أن تمعن في توظيفه، ثم تتداعى لتصل من النبي يوسف إلى يوسف بن تاشفين، وبشكل عام إشاراتك الثقافية عديدة، لكنها مركّزة وشعرية". واشاد د. علي بن تميم بحسن اختيار الشاعر البحر الكامل الناقص قليل الاستخدام. لافتا إلى ان القصيدة نزعت لأن تكون غنائية وتؤكد الانكسار، وهي تنزع لأن تكون كخواطر، لكن ومع ذلك فإن كل بيت على حدة هو جميل". وتوقف د. عبدالملك مرتاض أمام ما يتميز به العنوان من شعرية طافحة، وانزياحات شعرية جميلة، وما في النص من استحضار لجملة من أسماء الأنبياء والملوك، وكأنه مطيّة تحمل الفنون والكتب والثقافات، رغم بعض التبعثر في الوحدة الفنية للنص.
جبل النار والنيل يتنافسان وعن فلسطين ألقى الشاعر باسل الكيلاني قصيدته "من جبل النار"، التي اشار د . عبد الملك مرتاض إلى ما في العنوان من شعرية ملتهبة، وفي النص من عنف ودماء ومنايا، ربما يمليه الوضع الراهن. معتبرا ان الشاعر رغم ذلك ظل تقليدياً، يبحث عن القافية ويبحث من خلال الألفاظ عن الوزن. وابدى د. صلاح فضل اعجابه بما لدى الشاعر من خطابية جهيرة تعطيه ميزة جماهيرية، وان كانت تشّف عن فقر الشعرية. ناصحا اياه بتطوير الشعرية، والتمسك بكبرياء الشاعر عندما تتماهى مع الوطن فالقصيدة تضج بالشموخ الأجوف وهي فقيرة من الفكر الشعري. واتفق معه د. علي بن تميم مشيرا إلى وجود النزعة الشكلية في القصيدة، وأن الصخب الخطابي أضاع جوهر النص. ومن وحي وطنها وبيئتها استمدت الشاعرة منى حسن محمد الحاج نصها "هُوَ مِثلُنَا" التي تغنت فيها بنهر النيل، فأضفت عليه احساسا إنسانيا رقيقا، بحسب ما اشار د. صلاح فضل. مشيدا بقدرة الشاعرة على توظيف المعتقدات الشعبية الأصيلة بنجاح. واعتبر د. علي بن تميم وصف أن القصيدة يجب أن تضاف إلى "الإرث النيلي" إن صح التعبير، "وقد كان إيقاع النص متميزاً وجميلاً، فالحكاية الغامضة سرعان ما تتكشف لاحقاً، وما يميز النص كذلك بساطة اللغة والشاعرية". وفي تعلقه؛ قال د. عبد الملك مرتاض: "أعتقد أننا بصدد قصيدة بديعة النسج والشعرية، فهي طافحة الجمال، بدءاً من العنوان الذي خرج عن المباشرة والفجاجة، فغدا قابلاً لتعددية القراءة، كما فيه عمق للمدلولات الشعبية التي وظفتها بشكل جيد، وفي هذه القصيدة من الصعب تحديد بيت القصيد، لأن كل بيتٍ هو بيتُ قصيد، لهذا النص استثنائي، وقد خرج من رحم أهل وادي عبقر، ومن جارة الوادي، شاعرة السودان التي ضمخت النيل بالعطر".
في عالم فيراري وقبل انتهاء الحلقة عرض البرنامج تقريراً عن زيارة شعراء ليلة الأمس إلى جزيرة ياس حيث عالم فيراري، ليقدم أبوظبي الوجهة السياحية التي تمكنّت من الحضور على خارطة السياحة العالمية، كما اعلن مقدم البرنامج الفنان باسم ياخور شعراء الحلقة الخامسة التي ستبث على الهواء مباشرة، وهم خالد بودريف من تونس، وإيمان عبد الهادي من الأردن، وعلاء جانب من مصر، ويحيى وهاس من اليمن. والجدير بالذكر أنه - وكما هو قانون المسابقة - فإنه يتعيّن على كل من باسل الكيلاني، ومنى الحاج، والشيخ بلّعمش الانتظار للحلقة القادمة لمعرفة نتائج التصويت عبر الرسائل الصوتية، وصاحبا أعلى نسبتين سيتأهلان إلى المرحلة التالية، فيما سيخرج صاحب أدنى الدرجات. و"أمير الشعراء" الذي انطلق عام 2007؛ هو برنامج شعري يقوم على المنافسة بين شعراء الفصحى، وفي الدورة الخامسة منه - التي تبث حلقاتها حالياً على الهواء مباشرة – اختارت لجنة التحيكم من بين آلاف الشعراء 300 شاعروشاعرة فقط، ثم تكفلت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي باستضافتهم، لتقابلهم اللجنة على مدى 3 أيام، وقد تأهّل من بينهم 50 شاعراً مثّلوا جنسيات 18 دولة عربية وأجنبية، لتعيد لجنة التحكيم مقابلتهم واختبارهم وفق معايير تحكيمية إضافية من بينها الارتجال، ليتأهل منهم 20 من 13 دولة عربية وأجنبية، يتوزعون على 5 حلقات تبث على الهواء مباشرة، أي 4 شعراء في كل حلقة، مع مراعاة منح الشاعر وقتاً أطول عما مضى في دورات سابقة، فيتأهل شاعر فقط من كل حلقة من خلال بطاقة لجنة التحكيم إلى المرحلة اللاحقة، فيما ينتظر ال3 البقية للحلقة التالية بانتظار تصويت الجمهور عبر رسائل الsms، وتأهل اثنين منهم فقط.