سباق محموم بين مصنعي السيارات على الطاقة الخضراء محيط - خاص من الواضح أن المعارض الدولية للسيارات أصبحت تمثل خلال المرحلة الراهنة فرصة جيدة أمام الشركات الكبرى لعرض تجاربها في مجالات تكنولوجيا الوقود البديل لسيارات المستقبل بدءا من خلايا الوقود الحيوي إلى الإيثانول وصولا إلى المحركات الهجين. وقد تأكد ذلك التوجه بشكل واضح خلال معرض "ديترويت" الدولي للسيارات في ظل الأزمة الخانقة التي تهدد حاليا صناعة السيارات خاصة على مستوى الولاياتالمتحدة الأمر الذي بات يفرض استراتيجيات جديدة على كبار المصنعين للتعامل مع مظاهر الكساد والتي تعاني منها الأسواق وسط ذلك التحول القوي من قبل المستهلك نحو البحث عن الطرازات الاقصادية في استهلاك الوقود. ولذا يمكن القول أن معرض "ديترويت" خلال دورته الأخيرة كان بمثابة تظاهرة دولية تسابقت في إطارها الشركات لطرح خطط العمل للمرحلة المقبلة والتي استهدفت أغلبها بدء الانتاج التجاري للسيارات الكربائية في غضون عامين أو ثلاثة أعوام. وبالفعل عرضت شركة "بي واي دي اوتو" الصينية خلال الدورة الجديدة لمعرض "ديترويت" سيارتها الكهربائية والتي اعتبرت بمثابة أول طراز تجاري من نوعه على مستوى العالم حيث بدأ طرحها في نهاية العام بأسواق الصين وبسعر يبلغ حوالي 22 ألف دولار. ويشير مدير عام قطاع التصدير لدي شركة "بي واي دي" وذلك في تقرير أوردته صحيفة "شينا ديلي" إلى وجود توجه من قبل الشركات لتصدير سياراتها الكهربائية للسوق الأمريكي بحلول عام 2011. وأضاف أن إنتاج الشركات سيبدأ تصديره للسوق الأوروبي قبل ذلك الموعد بفترة قصيرة. وبالطبع فإن الشركة الصينية المتخصصة في مجال تطوير السيارات الكهربائية ليست الوحيدة على مستوى مصنعي السيارات والتي تتجه بقوة نحو تكنولوجيا الطاقة الخضراء. فبجانب جناح شركة "بي واي دي" كان هناك العرض الأول في جناح "جنرال موتورز" للسيارة "شيفورلية فولت" لتؤكد الشركة للحكومة الأمريكية إلتزامها بمواصلة التقدم في مجال التكنولوجيا الخضراء دعما لمستقبل صناعة السيارات في الولاياتالمتحدة التي تعاني تداعيات الأزمة المالية رغم خطط الإنقاذ الحكومية. وتخطط الشركة التي تخذ من ديترويت مقرا لها لإنشاء مصنع في الولاياتالمتحدة متخصص في تجميع بطرايات ليثيوم متطورة من شركة "إل جي كيم" الكورية لتستخدم في السيارة شيفورلية "فولت" على أن يبدأ طرح ذلك الطراز السيدان في الأسواق خلال عام 2010 بسعر يتراوح ما بين 30-40 ألف دولار. وفيما يتعلق بتيوتا التي احرزت شوطا في مجال السيارات الهجين باعتبارها المصنعة ل "بيريوس" أفضل السيارات مبيعا في العالم، هناك آمالا تعقدها الشركة اليابانية لطرح سيارة كهربائية بالكامل بحلول عام 2010 في الأسواق اليابانية والأوروبية والأمريكية. وبالنسبة ل "نيسان" والتي لم يكن لها تمثيل في معرض ديترويت فقد اعلنت عزمها عن طرح سيارة كهربائية في السوق الأمريكية مع بداية العام المقبل. وفيما يتعلق بالسيارات السيدان الفاخرة حرصت مرسيدس بينز على إثبات تواجدها القوي في مجال تطوير سيارات المستقبل لتعرض في جناحها بمعرض ديترويت طراز "بلو زيرو" كنموذج لسيارة كهربائية صغيرة تعمل من خلال بطارية فقط. وقد بدأت بورش في الكشف عن بعض تفاصيل الخاصة بالموديل الجديد من طراز "كاينيه" الشهير المنتمي لفئة السيارات متعددة الاستخدام حيث سيطرح ذلك الطراز المنتظر وصوله للأسواق العام القادم بمحرك هجين. ومن المؤكد أن أهم ما سيميز الموديل الجديد من طراز "كاينيه" بأنه صديق للبيئة حيث من المتوقع أن يخفض المحرك الهجين المستخدم مستوي انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بنحو 20 % مقارنة بالعوادم المنبعثة من المحرك التقليدي. ويمكن ان تصل قوة المحرك المستخدم في الموديل الجديد لطراز كاينيه والذي سيعرف باسم "كاينيه اس " 385 حصان وعزمه 545 رطل في القدم. ويشير تقرير لصحيفة "أوتو وويك" الأمريكية ألي أن المحرك الجديد من طراز كاينيه والذي تم الحصول عليه من "أودي" يحظى بخاصية الحقن المباشر وتبلغ سعه المحرك ال" في 6 " 3 الاف سي سي. وتقدر قوة المحرك ب333 حصانا ويبلغ عزمه 324 رطل في القدم, ومع تشغيل المحرك الكهربائي تبلغ قوته 52 حصانا وعزمه 221 رطل في القدم. ويمكن لذلك الطراز ذو المحرك الهجين أن يصل لسرعة 62 ميل خلال 6.8 ثانية من بدء الحركة. وسيتم تزويد محرك كاينيه بنظام ناقل حركة ذو قوة 8 سرعات , حيث سيتميز بوجود مضخة كهربائي كتقنية جديدة تستهدف تغير التروس بشكل هادى وذلك إثناء تشغيل السيارة بالمحرك الكهربائي وأشارت بورش إلى أن سرعة الموديل الجديد من طراز "كاينية " تصل إلى الذروة وذلك عند الانتقال لصندوق التروس إلى السرعة السادسة بينما تستخدم كل من السرعة السابعة والثامنة لتقليل سرعة المحرك وذلك بهدف مساعدة المحرك على الاقتصاد في استخدام الوقود.