اسلمي يا مصر.. مفهوم جديد للحب تغطية مروة رزق حب الوطن غريزة فطرية في الإنسان يدفعه إلى المحافظة على كرامته، ويعلمه الحرص على راحة الآخرين ويؤثر على المصلحة العامة والخاصة. فهو الحلم والصفح والوفاء بالعهد والنصح والاستماع للنصيحة والسمو عن الميل للانتقام والبعد عن الحسد والحقد وسوء الظن وتحقير الآخرين والسخرية منهم وتصيد الأخطاء ويملى علينا الوفاء والأمانة. وقد نظمت ساقية الصاوي محاضرة علمية حول "كبسولات الحب" ألقاها الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، والذي أثار في حديثه على أهمية تعميق مفهوم الحب وتوسيع دوائره بحيث لا يقتصر على نظرة حب الجنس الآخر الضيقة، ليشمل حب الوطن وحب الآخرين من أبناء الوطن. مؤكداً أن حب الوطن قوة جبارة تغني عن الشعور بالعجز والضعف والإذلال وامتهان الكرامة. ولكن هناك ممارسات تهدد هذا الجانب الإيجابي في الإنسان، منها انتقاص حقه، ووقوع ظلم عليه، وهذا فيه إهدار لحقوق الإنسان، والنتيجة تدني مستوى حب الوطن في الإنسان. لذا أكد بدران أننا في حاجة لثقافة جديدة تعيد التأكيد على حب النفس بصورة سوية.. موجهاً دعوة لنشر الحب في كل مكان ابتداءً من حب البيئة التي تحيط بالإنسان وتخليصها من الملوثات وحب الأرض وحب العمل. فالشخص الذي لا يملك قوت يومه لا يملك حريته، إن الله يرزق من ينطلق سعياً للحصول على الرزق، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، سورة الملك، ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة النحل.
قال عمر بن الخطاب: (أرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل لاصناعة له سقط من عيني). فحب الوطن يخلصنا من الكسل، ويحارب التواكل، فهو قوة جبارة تغنينا عن الشعور بالعجز أو الضعف أو الإذلال وإمتهان الكرامة.
حب النفس هل فكرت عزيزي القارئ أن تحب نفسك فعلاً، فحب الذات أساس أصيل في علاقة الإنسان بنفسه. وفي هذا الصدد، أكد بدران أن الإنسان الذي يحب نفسه، يهتم بمصالحة الشخصية، فيعتني بملبسه ومأكله، يهتم بدراسته وتقدمه، يهتم بلياقته وزينته، كما يهتم بعمله وإنتاجه. فحب الإنسان لذاته مفيد له، يدفعه إلى حياة كريمة بنَّاءة. وحب الإنسان لنفسه يحميه من الاضطرابات النفسية، والأمراض، ويعطيه سلام الفكر والقلب، كما يحفظه سالماً في طريق حياته، لينمو، ويحقق ذاته. إن الله يريد للإنسان حياة قوية، حرة، فعالة، وناجحة. ويمكن للإنسان أن يحقق ذلك، متى أحب نفسه المحبة الصحيحة. وحب النفس ليس هو الأنانية المتطرفة ولا الغرور، فحب النفس لا يجوز مطلقاً أن يعلق عليك حياتك، دون أن تنفتح، لتعطي مكاناً للغير، ودون أن تعطي وقتاً كافياً للاستماع للغير، والمشاركة مع الآخرين في ظروفهم، وظروف حياتهم المتنوعة، فحب الذات، لا يفصل الإنسان عن الغير. ولا يؤدي إلى وحدة وعزلة غير صحيحة، لصاحبه، والمحب لذاته لا يجوز له أن يبحث عن كفايته في ذاتيته فقط. كيف تتعلم أن تحب نفسك ؟
- اقبل ذاتك كما أنت: قبول الذات، يكتسبه الإنسان بإرادته الحرة، والإنسان يدرس مع نفسه كيف يقبل واقعه، ويرضى عن نفسه. - اقبل ظروفك الاجتماعية والاقتصادية – كما هى، وأيضاً اقبل شكلك كما أنت. فقبولك لذاتك هو أساس تحرير ذاتك. وقبولك لنفسك، يجعلك تعيش الحاضر، ولا تعيش في الماضي، من يقبل نفسه يتحكم في أعصابه وتصرفاته. - توقف عن إدانتك لذاتك: إدانة الذات لا تحرر الإنسان، إذ أنه لا يقدر أن يغير شيئاً ما لم يقبله كواقع. من السهل أن يكون الإنسان قاضياً لنفسه أو لغيره. لكنه لن يحقق لنفسه التحرر من الشعور بالذنب. والحرية تتحقق من خلال الاعتراف والتوبة عن أخطائنا وخطايانا التي بإرادتنا، والتي بغير إرادتنا، وكما نطلب أن يغفر لنا الله نغفر نحن أيضاً لأنفسنا. - صحح صورتك الذاتية عن نفسك: لقد خلقك الله شخصاً منفرداً، لك ذاتيتك، وشخصيتك، ومواهبك وقدراتك. اجلس مع نفسك وحاول أن تسجل على ورق ما تشعر بأنك منفرد به. ارجع إلى هذه الورقة أكثر من مرة على مدى أيام؛ وستكتشف من حولك، سواء في أسرتك أو أصدقائك. - تجنب حب السلبية، وارفض مشاعر الفشل، واعمل الأشياء التي تجعلك أفضل، وتضمن أنها تنجح. فنمو الشخص أمر يحدث يومياً. فالنمو حلقات متتابعة وعمليات متعاقبة، ترفع الإنسان إلى النضج، وتعمق الثقة بالنفس فالحب طريقك للنجاح دوماً. حب الله الله يدعونا للتقرب إليه بالنوافل حتى يحبنا, وفي حديث رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم , قال ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, و بصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. وجعل الله عز وجل الحب هو الغاية التي ينتهي إليها الحب ولا يكتمل إيمان المرأ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. لاتدع الحب يفوتك يرى بدران أن الحب أنواع، مثل حب الله, حب الزوجين, حب الأسره, حب البيئه, حب العمل, حب الوطن, حب مساعده الزملاء. وأشار بدران إلى أن حب النفس يجعلنا نساعد الأخرين، لأنك سوف تحتاج يوماً ما لمن يساعدك, وعندها ستجد نفسك محاطاً بمساعدة الكثير ممن ساعدتهم أو حتى لم تساعدهم. حاول أن تنشر الحب فى كل مكان: أحب الأشجار ولا تقتلها لأنها رئة الأرض التي تخلصك من ملوثات البيئة, أحب المياه لأنها سوف تشربها أنت وأحفادك حتى ولم تكن عذبة اليوم, فسوف تتحول لأمطار عما قريب أو يشربها أحفادك بعد تحليتها في المستقبل، أحب الأرض لأنها الأصل ومنها وإليها نعود. فالحب يمنحك الثقة بالنفس التي تجعلك تتعملق وتصبح مارداً يتحدى نقاط ضعفك وتعبر بها ظلمات اليأس والفشل والإحباط, تجمع الأحجار التي رموك بها والصخور التي تعثرت فيها لتجعل منها أهراماً شامخة تشهد على تحدياتك ومثابرتك. ومادمت قد شرعت فى بناء أهراماتك فلا داعي للثأر أو الإنتقام وتحلى بالصفح والغفران. وقد ختم بداران محاضرته بهذا النشيد الوطني
إسلمى يا مصر إننى الفدا ذى يدى إن مدت الدنيا يدا أبدا لن تستكينى أبدا إننى أرجو مع اليوم غدا ومعى قلبى وعزمى للجهاد ولقلبى أنت بعد الدين دين لكى يا مصر السلامة وسلاما يا بلادى إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادى واسلمى في كل حين