انقاذا ل"عرش" الدولار.. البنك الدولي يحذر من سياسة إضعاف العملة محيط – زينب مكي في الوقت الذى تراجع فيه الدولار إلى أدنى مستوى له خلال 15 عاما مقتربا من حاجز ال 80 يناً أمس الجمعة ، يعتزم رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان تقديم مبادرة جديدة لأعضاء الصندوق الأسبوع المقبل تهدف إلى تسوية الخلافات بشأن قضايا العملة. ويأتي ذلك أيضا فى الوقت الذي يتوقع فيه أن تسيطر التوترات العالمية بشأن أسعار الصرف على مائدة اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الأعضاء في صندق النقد والبنك الدوليين اليوم السبت. وذكرت وسائل إعلام ألمانية إن المبادرة التي سميتها بمبادرة ''للاستقرار المنهجي'' ستجمع القوى الاقتصادية الكبرى في العالم في منتدى دوري يهدف إلى حل مشكلات العملة في الأمد المتوسط،. وأوضحت صحيفة ''فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج'' أن المنتدى سيضم الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية الكبرى واليابان والصين واقتصادات ناشئة أخرى مهمة للنظام المالي العالمي، كما ستلعب إدارة الصندوق دورا في المنتدى. وفي معرض حديثه إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية قبيل انعقاد سلسلة من الاجتماعات المالية الدولية في اليابان، حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من أن سياسات إضعاف العملة بهدف تعزيز الصادرات يمكن أن تؤدي إلى بروز موجة جديدة من السياسة الحمائية. وقال زوليك إنه يتفهم التدخلات الأخيرة لليابان في العملة كإجراءات مؤقتة لكبح التقلبات السريعة في السوق وليس كسياسة طويلة الأجل، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي ''ما زال في مرحلة تعاف هش''، مطالبا الدول أن تتوخى أقصى درجات الحذر من الاتجاه نحو السياسة الحمائية التجارية أو النقدية التي يمكن أن تحدث تأثيرات سلبية في الاقتصاد العالمي. وفي وقت سابق هذا الأسبوع نفت فرنسا عقد محادثات سرية مع الصين في إطار مساع لتعزيز التنسيق بشأن أسعار الصرف لكن وزيرة الخارجية كريستين لاجارد قالت أول من أمس الخميس إن باريس ستبدأ محادثات تهدف إلى إصلاح النظام النقدي العالمي خلال رئاستها المقبلة مجموعة العشرين نوفمبر / تشرين الثاني المقبل. ومن جانبها انتقدت الولاياتالمتحدة التباطؤ في رفع سعر صرف العملة الصينية قبل أن تتعرض بدورها إلى انتقادات لاتهامها بخفض قيمة الدولار عمدا. وعلى الجانب الأخر، أكدت اليابان إنها ستواصل التدخل لكبح صعود الين إذا اقتضت الضرورة، فيما سمحت الصين لعملتها "اليوان" بالارتفاع أمس، إلى أعلى مستوى أمام الدولار منذ زيادة سعر الصرف في يوليو/ تموز 2005. وكانت بكين قد رفضت شتى دعوات الغرب بأن تسمح ل "اليوان" بالارتفاع بوتيرة أسرع، ما دفع الخبراء إلى قول إن بكين ربما تقدم تنازلات قبيل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين ، لكن أي ارتفاع إضافي سيكون محدوداً لكيلا يؤثر في صادراتها. وتدخلت اليابان التي يساورها القلق من أن يضر صعود الين بقطاع التصدير الحيوي في سوق العملة الشهر الماضي للمرة الأولى في ست سنوات، ما أثار انتقادات من نظرائها في مجموعة السبع. وقال أبهيسيت فيجاجيفا رئيس الوزراء التايلاندي أمس، إن وزير المالية سيقترح إجراءات للتعامل مع ارتفاع "البات" خلال اجتماع للحكومة الأسبوع المقبل، حيث وارتفع نحو 11% أمام الدولار منذ بداية العام ليصبح ثاني أفضل العملات أداء في آسيا بعد الين. ومن جهة اخرى، قال ديمتري بانكين نائب وزير المالية الروسي، إن البرازيل والصين والهند وروسيا التي تسمى دول مجموعة بريك تعد الحركة الحالية في عملات الأسواق الناشئة مشكلة عويصة لا يمكن حلها من خلال تعويم العملة، قائلا ''التعويم ليس وصفة للخروج .. ليس وصفة لكل العلل''.