أكاديمي يهودي: من حق العالم أن يرفض إسرائيل! جانب من المحاضرة اعتبر أكاديمي بريطاني يهودي بارز أن حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة، أفرزت رفضا دوليا متناميا لربط انتقاد إسرائيل بالعداء للسامية، وزادت موجات الكراهية والهجمات الموجهة ضد اليهود والمنشآت اليهودية والإسرائيلية في العالم. وقال أستاذ الفلسفة بجامعة أكسفورد البريطانية البروفيسور بريان كلوجش في ندوة حول العداء للسامية بعد الحرب على غزة في "مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان" بالعاصمة الألمانية برلين أن عملية "الرصاص المصبوب" في غزة برهنت كغيرها من العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، على وجود ارتباط طردي بين تنامي المظاهر المختلفة للعداء لليهود وتسبب إسرائيل في توتر الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال كما نقلت عنه فضائية "الجزيرة" القطرية إن نظرة المجتمعات المختلفة في العالم تتجه للعداء لليهود كلما كان أفرادها ساخطين على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، ف"كل الأزمات الكبيرة التي حدثت بين الإسرائيليين والفلسطينيين كانت لها تداعيات سلبية في الغرب شملت إلى جانب اليهود العرب والمسلمين وكل من له علاقة بالشرق الأوسط". وطالب الأكاديمي البريطاني بعدم ربط الهوية اليهودية بإسرائيل، وقال إن كافة الانتقادات الموجهة للدولة العبرية بسبب سياستها وممارساتها انتقادات مشروعة ولا علاقة لها بالعداء للسامية، وإن الدعوة المنتشرة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في أسواق ألمانيا ليست معادية لليهود، ف"كل من يهاجم إسرائيل كقوة احتلال تستخدم أبشع الأسلحة المتطورة ضد الفلسطينيين، أو يتهمها بمخالفة الأعراف والمواثيق وانتهاك القوانين والمعاهدات الدولية، أو يصنفها كبؤرة لهز الاستقرار وإثارة المشاكل في الشرق الأوسط، ليس معاديا للسامية". واعتبر البروفيسور كلوجش أن تطورات الشرق الأوسط تضع اليهود أمام خيارين: إما الانحياز للمبادئ العالمية لحقوق الإنسان أو لانتمائهم الديني والقومي، ليخلص إلى أن الواقع يفرض على إسرائيل انتهاج سياسة جديدة تقوم على التخلي عن خلفياتها الأيديولوجية، والاعتراف بالتعدد الديني والإثني فيها، وقبول معاملة العالم لها وتعاطيه مع سياساتها بالمعايير نفسها التي تتم مع أي دولة أخرى.