"من جاور السعيد يسعد" ، "ابن الوز عوام" هذه الأمثال الشعبية وغيرها تنطبق علي بيوت أهل الفن، فما تكاد تظهر موهبة أحد أبناء البيت الواحد حتى تلحقها أخرى، لكنها لا تنال غالباً النجاح والانتشار.
وهذه الظاهرة ليست وليدة بيوت شباب أهل الفن في القرن الحادي والعشرين فقط ولكنها كانت علي الساحة الفنية على مر السنين والتي شهدت بأسماء الفنانين الأشقاء .
وفي معظم الأحيان يغلب اسم على آخر، ويسطع نجم على حساب ثان، فيأخذ كل فرد من أهل البيت الفني حصته من النجاح بالتراضي، وفي بعض الأحيان يولد بين الإخوة شعور بالغيرة أو العدوانية فالغيرة الفنية ليست فقط بين الفنانين بعضهم البعض، بل قد تصل إلى أقرب المقربين.. كالأخوة والأخوات، فما أن يشعر الفنان أن أخيه سيسرق منه الشهرة حتى يدخل معه في خصام قد يصل إلي العداء .
بل قد يصل الأمر إلى مطالبة بعضهم بعدم دخول أشقائهم مجال الغناء أو احترافه، وتنحصر المبررات في الخوف عليهم من غابة الفن والتنازلات الكثيرة المطلوب تقديمها للقائمين عليه .
نجوم يفتحون الأبواب .. لأشقائهم نجاة وسعاد حسني
وفي مراجعة سريعة في تاريخ السينما العربية التي شهدت عدة أخوة وأخوات يدخلون عالم الفن من بابه الواسع ومنهم الشقيقان مريم فخر الدين وأخيها الفنان يوسف فخر الدين، والذي كان دخوله على عالم الفن سهلاً بفضل وسامته واسم أخته الذي اشتهر ولمع في أفلام عديدة... أما أسمهان وأخيها فريد الأطرش، فقد استطاعا أيضا تسلق أبواب الشهرة بسرعة فائقة وكانت أسمهان وهي أصلاً سورية من جبل الدروز، قد غيرت اسمها الأصلي "أمال" وابتعدت عن اسم عائلتها "الأطرش" ويقال إن فريد الأطرش كان ضد دخول أخته عالم الغناء بالرغم من صوتها الأخاذ الساحر ولكن لم يحاربها واخذ اسم "فريد وأسمهان" يتلألآن في سماء الفن. الصبوحة أيضا لم تكن الوحيدة التي دخلت عالم الفن في عائلتها، فشقيقتها لمياء فغالي ممثلة لبنانية قامت بأدوار عديدة.
ولم تقتصر بيوت لبنان علي ميلاد مواهب البيت الواحد حيث يعتبر الفنان وديع الصافي احد المطربين اللبنانيين الذي لم يقف عقبة في مسيرة شقيقته هناء الصافي التي كانت تملك صوتاً جميلا وأداء جيداً، إلا أن رسالتها كامرأة وربة منزل أبعدتها عن الساحة ليحتلها شقيقها دون منازع.
أما السيدة فيروز التي تحول صوتها رمزاً، فقد وقفت بجانب شقيقتها هدى حداد عندما أعطتها مساحة لا يستهان بها من الأدوار الغنائية في بعض المسرحيات التي لعبت بطولتها، إلا أن ذلك لم يستطع أن يقود هدى يوماً إلى القمة، فكانت دائماً الرقم الثاني بعد فيروز، والذي ما لبث فيما بعد أن غاب تدريجياً عن الساحة الغنائية، بينما احتفظت أختها فيروز بموقعها الغنائي الذي تحول إلى عالمي.
وما قيل عن فيروز وشقيقتها ووديع الصافي وأخته، ينطبق أيضا على كثيرين من أهل الفن ومنهم أيضا و نينا وريدا بطرس الشقيقتان اللتان كسرتا القاعدة القائلة، بأن الفنانين الأشقاء أحدهم يعلي نجمه إلي السماء والثاني ينزل على الأرض لأنهما اشتهرتا معا وكافحتا معا للوصول إلى الشهرة، فألفتا ثنائيا معروفا في لبنان والعالم العربي. وعبثا حاول الحساد تفريقهما، فقد تشبثتا بعلاقتهما . " فيروز " الطفلة المعجزة والتي لحقت بها أختها الفنانة نيللي حيث سبقتها فيروز إلى عالم السينما وقامت بادوار رائعة مع أنور وجدي ومن أوائل الأفلام التي شاركت فيها نيللي كان فيلم " عصافير الجنة" مع أختيها فيروز وميرفت. أما لبلبة، ابنة خالة نيللي، فقد سبقتها إلى عالم الفن واشتهرت بالأدوار الاستعراضية والغناء الخفيف وخفة الظل.
وكذلك لمعت في الاستعراضات وفوازير رمضان الفنانة شريهان ، وقد سبقها أخاها الأكبر عازف الجيتار والممثل الوسيم الراحل عمر خورشيد.
وكان عمر يخاف على شريهان خوفا شديداً ويراقب أعمالها الفنية وتصرفاتها ليحميها على حد قوله.
الغيرة الفنية تحول الأخوة لأعداء نيكول ونادين سابا
ولكن بعض من النجوم لم يستطيعوا الحفاظ على رباط الدم والقربى، فمزقهم الفن وولد بينهم شرارة العداوة،سعاد حسني" السندريلا " المتألقة التي انتهت حياتها نهاية مأساوية، عانت سنوات طويلة من غيرة أختها الكبرى نجاة الصغيرة. وقد بدأت سعاد حسني عالم الفن وهي في الثالثة من عمرها حين شاركت في برنامج للأطفال، ثم في فيلم " حسن ونعيمة"، وانتقلت إلى عالم الشهرة كممثلة سينمائية موهوبة، جميلة، وخفيفة الدم.
وحينها تناقلت وسائل الأعلام أن نجاة أقامت الدنيا ولم تقعدها حين بدأت سعاد حسني بالغناء في بعض أفلامها مثل "صغيرة على الحب"، ثم الفيلم الاستعراضي الناجح "خللي بالك من زوزو" و "اميرة حبي أنا".
وقيل بأن نجاة كانت تعلم أن أختها سعاد تفوقها حسنا ًوجمالاً وخفة دم، وخافت أن تتحول سعاد إلى مطربة أيضا خاصة وأنها تملك صوتا ً جميلاً ومؤدياً، وبهذا تسرق منها النجومية من جميع الجهات. وبسبب غيرة نجاة الصغيرة فقد توترت العلاقات بين الشقيقتين .
وهذا ما حصل أيضا بين المطرب وليد توفيق وشقيقه توفيق توفيق، الذي أراد اعتماد مهنة أخيه لكنه لم يوفق، فلجأ إلى التمثيل بعدما سدت أبواب النجومية في وجهه فخسر الحلم والأخ معاً .
أما المطرب السوري مجد القاسم فتم ترحيله من مصر بسبب الخلاف مع شقيقه فيصل القاسم المذيع بقناة الجزيرة ، ولم يعد مجد سوى بعد نشر رسالة استعطاف في بريد الأهرام و مؤازرة الصحافة له .
المطربة أصالة وشقيقتها ريم كان مثالا للجميع؛ حيث ثارت أصالة على الملحن محمد ضياء ، لأنه يسعى لتقديم شقيقتها كمطربة، وهاجمت هاني شاكر في أحد البرامج التلفزيونية لأنه امتدح صوت ريم .
وكان الإعلامي طوني خليفة استضاف ريم في برنامجه "من أنت" مؤخرا وعندما سأل ريم عن أسباب اعتراض أصالة على احترافها الغناء قالت "إنها لا تعرف سببا لذلك الاعتراض، خصوصا أن أصالة نجمة كبيرة ولها جماهيرها". وأجرى البرنامج اتصالا مع أصالة التي لم تخف غضبها من موقف هاني شاكر وطالبته بتقديم ابنته للغناء إذا كان يبحث عن المواهب الجديدة.
وأكدت أصالة أن سبب رفضها احتراف شقيقتها الغناء هو خوفها عليها من الوسط الفني وما يحدث فيه.
روبي ونانسي وهيفا .. بلا منازع
نادين عجرم ونبيل عجرم أما المغنية روبي والتي اكتشفها المخرج شريف صبري و تبني مواهبها الفنية وقدم لها عددا من الألبومات إلى جانب إنتاجه لفيلم قامت ببطولته عنوانه "7 ورقات كوتشينة" ، فقد لاقت لشقيقتها كوكي أيضا تشجيعا وحماسا كبيرا لتبنيها فنيا الأمر الذي أثار غضب روبي على اعتبار أن هذا الأمر يمثل تشويشا عليها. وتناقلت الصحف والمجلات مؤخرا أيضا وجود خلافات بين المغنية روبي وشقيقتها كوكي .
نيكول سابا وأختها نادين، التي حاولت اللحاق بها إلى عالم أضواء والشهرة، مما أدى إلى اشتعال نار الغيرة بين الأختين. فكما تناولت وسائل الأعلام امتنعت نيكول حتى عن حضور حفل زفاف أختها نادين، وتعللت بأعذار مختلفة منها خلافها مع زوج نادين. أما حرب هيفا وأختها رولا فكانت الأكثر دويا ، حيث اتهمت هيفاء أختها بأنها حاقدة وغيورة من شهرة "الملكة هيفا" وأنها تحاول الدخول إلى عالم الأضواء عن طريق تشويه سمعة هيفا .
أما رولا فأعلنت على الملأ أن هيفا غيورة وتكره حتى سماع أسماء فنانات مثل نانسي عجرم ورولا سعد، وأنها تثور وتهوج إذا "مسكت" احد من أصدقائها أو أهلها يشاهدون كليبات أو يستمعون إلى أغنيات فنانة غيرها!
وتناقلت وسائل الإعلام خبر "غنوة" أخت الفنانة أنغام، التي تعلمت الغناء وتحاول تثبيت أقدامها في هذا المجال.
وغنوة هي أخت أنغام من والدها الملحن محمد علي سليمان، ويقال أن أنغام ثارت وجنت عندما علمت بمحاولة غنوة الغناء وقد نجحت أنغام في إثارة والدها أيضا الذي عارض انطلاق ابنته الثانية غنوة باتجاه عالم الفن والفنانين.
ولعل الخلافات بين أنغام وولدها والتي امتدت منذ سنين ماضيه لازلت قائمة فلقد أعلن والد المطربة أنغام خلال البرنامج التلفزيوني " خليك بالبيت " والذي يذاع علي قناة المستقبل أن أنغام منذ بدايتها تريد التخلي عنه، متذكراً ما قالته أنغام له ذات مرة " هو علشان أنت أبويا لازم أغنيلك "، مضيفاً " في أحدى السفريات التي جمعتنا خارج مصر استعداداً لأحدى الحفلات وكنا ب"سويت" واحد داخل الفندق وقالت أنغام أمام عيني نفسي يكون عندي سويت زي دا وأعيش فيه لوحدي ". ومن بيت انغام الي بيت شادي وهادي اسود ، خريجي برنامج سوبر ستار، واللذان حاولا استغلال شهرتهما وتوسيع انطلاقتهما عن طريق غناء أغنية مشتركة ولكن أولاد الحلال يقولون "أن العلاقات بينهما ليس صافية "
أما نانسي عجرم فوجئت بأكثر من فرد واحد في عائلتها يحاول الانطلاق بعدها إلى عالم الشهرة والفن والمال، وكان أولهم نبيل عجرم الذي بدأ يكتب ويلحن ويغني لنفسه وحاول استغلال اسم نانسي ليصعد بسرعة، مدعياً أن أخته " نانسي " لم تدعمه ولم تشجعه.
أما هي فقالت انه يحاول استغلال شهرتها وإطلاق الأكاذيب حولها ليكسب بعض الإعلام المجاني ثم تبعته نادين الأخت التي تبحث هي أيضا عن عالم الأضواء. وكانت أحدث الخلافات علي الساحة الفنية ما بين الشقيقتين الأردنيتين ميس حمدان ومي سليم خصوصا مع قرار ميس التي كانت بدأت مشوارها الفني من خلال التمثيل في برنامج cbm على قناة mbc، ثم في الفيلم السعودي "كيف الحال" والمصري "عمر وسلمى" الاتجاه إلى الغناء وتقديم أكثر من كليب.
ولم تستطيع الغيرة الفنية أن تتسلل إلي قلوب كل الفنانين الأشقاء فالفنان غسان المولى، الذي عمل في مجال التمثيل والتقديم، وأخيرا الغناء وعرفه المشاهد من خلال برنامج "الوادي"، الذي عرضته الصيف الفائت محطة ال"ال.بي.سي"، فأكد أكثر من مرة أن شقيقه سالم هو القنبلة الفنية التي "ستنفجر" في الساحة، كونه يملك صوتا جميلا يتحلى باساس عال. ويقول: "عرفت دائما أن سالم سيغني، وسأشجعه على تنمية موهبته، خصوصا أن صوته يستحق ذلك".