قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بثلاث سنوات تبددت آمال كبيرة حول لحظة ثورية، زاعمة أن ما كان ينظر إليه على انه خطوة أولى نحو الديمقراطية انتهى ب"انقلاب عسكري" وفوضى سياسية واستقطاب شديد. أوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت محظورة الآن والجيش يدير البلاد ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يظهر باعتباره المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية المقبلة بالإضافة إلى سجن الصحفيين والنشطاء كما أن الأحوال الاقتصادية سيئة وربما الأكثر أهمية هو شعور انه كان وقت ازدهار المؤسسات الديمقراطية ولكن كل ذلك تدمر. وأجرت الصحفية البريطانية لويزا لوفلوك حوارا مع بعض المصريين الذين أيدوا الانتفاضة ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك وقالت أنها خرجت منهم بوجهات نظر مختلفة. وكان أولهم عبد الله كمال الذي كان في مقر عمله يوم 25 يناير، والذي قال أنه كان يتوقع بأن لا يزيد عدد المتظاهرين حينها عن 300 شخص، إلا أنه تلقى مكالمة هاتفية من صديقه، ونصحه بمغادرة المكان فورا، لكون أن هناك مسيرة مكونة من قرابة 5 آلاف شخص وفي هذه اللحظة غادر كمال عمله لينزل معهم. تذكر كمال أن ال18 يوم من ثورة يناير كانت وقت من الشجاعة والشدة حيث رأى لأول مرة في حياته الشرطة تتعرض للضرب وكان لحظة استقالة مبارك ساحقة ومذهلة. ولكنه أكد أن آمال الثورة لم تتحقق قائلا "اعتقد أننا سوف نرى طريقة مختلفة في التعامل مع الناس، حيث أن الآلاف قد قتلوا واعتقلوا ويتم حاليا بناء السجون الجديدة والشرطة تقوم بتعذيب الناس والعمل بغطرسة أكثر من أي وقت مضى وقد ظننا أننا فزنا ، ولكن ليس لدينا شيء الآن والثورة لم تغير شئ". وأشارت لوفلوك أن الإحباط بدأ يتفشى تدريجيا بين الشباب الذين شاركوا في احتجاجات 2011 بعد تكاليف شخصية كبيرة، مضيفة أن كمال شارك في الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في نوفمبر 2011 في شارع محمد محمود وأصيب بطلقات خرطوش. ولا يزال كمال يرى أن الشرطة جزءا من المشاكل، ويقول أنه لا يندم على أفعاله ولكنه يندم على الفرص الضائعة. أما نور الدين الذي يعيش في شبرا كانت الثورة شيئا يشاهده من بعيد نظرا لانشغاله بعمله ولكنه دعم مطالب الثورة من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وقد بددت آماله خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي وقد أشار أن سنة حكم مرسي كانت سيئة. أشار نور الدين إلى انخفاض دخله إلى النصف منذ الانتفاضة، مشيرا إلى صعوبة شراء الطعام والمتطلبات اليومية. أدرك نور الدين الآن أن انتفاضة 2011 كانت خطأ لأنها لم تكن بقيادة وأدت إلى الفوضى ويرى أن الحل الوحيد هو تولي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرئاسة لأنه رجل صارم، ومصر بحاجة إلى شخصية قوية والمصريين يحبوه. وعندما نزل المصريون للشوارع في 30 يونيو 2013 أجهشت الناشطة سالي توما بالبكاء والتي حذرت من أن الاحتجاجات ضد مرسي ستؤدي إلى انقلاب وقد شعرت بالخوف عندما نزل الناس في الشارع. ونوهت سالي إلى انها ما زالت تقاتل رغم مضي 3 سنوات، لكنها تشعر هي وزملائها الثوار بالعزلة.