انتشر مؤخراً فيديو كالنار في الهشيم يحتوي على مقطع تحرش شاب بالسعودية بطفلة بطريقة وضيعة أمام كاميرا مصعد أحد المباني ، وتسرب المقطع إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي أشعل غضب الجميع وألقي الضوء على انتشار ظاهرة التحرش بالاطفال بصفة عامة. ومع تصاعد الغضب ، تمكنت الاجهزة المعنية بالمنطقة الشرقية من القبض على الشاب الذي ظهر في الفيديو وأشار الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي عقب القبض على الشاب المتحرش إلى أن التحريات وعمليات البحث، اسفرت عن تقليص دائرة الاشتباه والكشف عن هوية الجاني، وهو مواطن عشريني مضطرب سلوكياً ومن أرباب السوابق، وموقوف حالياً رهن التحقيق. وأكد مدير الصحة النفسية بمكة المكرمة الدكتور رجب بريسالي أن (25%) من أطفال السعودية بين أعمار سنتين إلى 17 عامًا يتعرضون لشكل من أشكال التحرّش الجنسي التحرش الجنسي بالاطفال لا يوجد بالسعودية فقط ، ولكنه بدأ يظهر ويتزايد في دول عربية عديدة ، ومن أشهر الحوادث التى حدثت في مصر هى حادثة الطفلة زينة - 5 سنوات -ضحية الاسكندرية التى تم اغتصابها والقائها من الدور العاشر بعد اغتصابها . وبالعودة إلى الحادث الذي هز الرأي العام في السعودية ، بعد أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يقوم فيه شاب بمراقبة الأجواء قبل الانقضاض على الفريسة الصغيرة ثم قام بعدها برفع ملابسها والتحرش بها جنسيا ، ثم ركب معها المصعد. لكن الملاحظ خلال الفيديو هي ردة فعل الطفلة التى لم تبد أي ردة فعل تجاة الجاني بسبب عدم معرفتها أو توعيتها من قبل الأهل عن مثل هذه التصرفات الشاذة ، وغياب مفهوم العيب لدى الطفل ، وعدم توعية الطفل لأهمية كلمة "لا" وكيف يدافع عن نفسه ويستنجد وقت حدوث الخطر. ويشير خبراء علم النفس والاجتماع هنا إلى أهمية تعليم الطفل كلمة "لا" وأن جسمه ملكية خاصة ، عن طريق أسلوب مبسط ومناسب عن طريق برامج مختلفة ومربعات الضوء ، وعن طريق الثقافة الجنسية المنضبطة. وعن الأسباب التى تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة يعلق دكتور عبد الرحمن الصبيحي الاخصائي النفسي في مجال الطفولة قائلاً : لا يوجد توجيه من الأهل للحماية من التحرش الجنسي ، من المفترض على كل أب وأم عندما يصل إلى عمر السادسة أن يوجه الطفل عن طريق برامج متخصصة لمساعدة الأبناء ، على الأقل بإخبار الأم والأب والابلاغ عن ماحدث له ، وافهام الطفل أن هناك مناطق فى الجسم لا يصح لأحد لمسها على الاطلاق سوى الأم والأب والطبيب فقط". مضيفا :" يجب أن يكون هناك برامج تتميز بالحرية فى الحوار بحيث يبلغ الطفل عن تعرضه للتحرش ، وأن تكون ردة الفعل منضبطة من الآباء حتى لا يشعر الطفل بالفزع أو الذنب ، للأسف نظام الحماية من التحرش ثقافة معدومة جداً ، وكثير من الأسر تتجنب النقاش في هذه الأمور التى يعتبرونها محرجة ، وبالتالي تكون سبباً مباشراً لتعرض أبنائهم للمشاكل". وعن انتشار فكرة عرض مثل هذه الفيديوهات على اليوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعي يوضح : أنا ضد قضية التسريب بوجه عام ، لكن تفاعل المجتمع بدا واضحا بعد عرض مقطع الفيديو ،وبالتالي تحركت لها الجهات المعنية وأصحاب القرار، كنت اتمنى من المراقب لهذا الموقف والمسرب لهذا المقطع أن يقوم بتسجيله وارساله إلى الشرطة فوراً للاضطلاع عليه ، لأن انتشار الفيديو قد يعرض الطفلة لأزمة نفسية عندما تنضج وتدرك ما تعرضت له فترة الطفولة . وأشار د. عبدالرحمن الصبيحي إلى أن المدرسة هي امتداد للبيت والمعلمين هم في الأساس آباء وامهات ، وبالتالي التوعية عبارة عن ثقافة ومنظومة لا يمكن أن تتغير ، وسائل التوعية يجب أن تصل للبيت عن قناعة من الأهل لتصبح ثقافة فيما بعد تجنبنا انتشار مثل هذه الممارسات ، الكل يجب أن يقوم بدورة ، واذا نظرنا إلى المناهج الدراسية سنجد انعدام لآي تثقيف للطالب ولا توعية خاصة كيفية المحافظة علي جسده ومعرفة علامات الخطر ، لذلك التوعية الشاملة هي الحل. ويؤكد د. الصبيحي أن هناك مئات الحالات تتعرض للتحرش يومياً دون أن تصورها الكاميرات ، ومن ناحية اخري عقوبة الجاني لا تتجاوز 6 أشهر فقط بالمقارنة بأي حادثة مشابهة في أي دولة غربية يكون فيها عقوبة الجاني مغلظة ولا تقل عن 12 سنة سجن ، لأن هذا النوع من القضايا لديهم كارثية ، وبالتالي فالجاني لهذه الافعال يعلم أن هذه العقوبة مخففة وبسيطة سيكون لديه الشجاعة بتكرار مثل الفعلة ، ولكن في حالة تغليظ العقوبات لن تتكرر أبداً ، لن يجرؤ أي شخص على القيام بجريمة التحرش مهما كان ، ذلك نحتاج إلى جاب التوعية عقوبات وقوانين تحمي أطفالنا.