شرف المرأة عند العرب هو موطن عفتها وقديما قالوا "شرف البنت زي عود الكبريت مبيولعش غير مرة واحدة"؛ أما الآن فالوضع اختلف فشرف المرأة من الممكن أن يشتعل في كل مرة تطلب فيها ذلك، ويكفي في كل مرة أن تطلب رقم تليفون مما تشاهده عبر تلك الإعلانات ليصلك غشاء بكارة جديد، ولكنه صناعي والأكثر من ذلك اقتصادي، وسهل وسريع وآمن، "عذراء مرة أخرى" هكذا كان أحد الإعلانات التي انتشرت. أصبح واقعا نعيش فيه إذن، ففي الوقت الذي تنظر فيه الدول المصدرة لهذا المنتج علي أنه نوع من التخلف وان غشاء البكارة للبنت ليس عنوانا علي عفتها وطهارتها، ويرون أنه ليس ضرورة، يتاجرون بالتقدم العلمي الذي وصلوا إليه، واعتبروا أن الدول العربية والإسلامية سوقا لترويج بضاعتهم الفاسدة. انتهى الاستعمار والحرب بالأسلحة، لتبدأ حرب جديدة ولكنها هذه المرة من النوع الفتاك الذي يساهم في نشر الرذيلة ويوفر في ذات الوقت سبل الستر من الفضيحة، بعد أن انتشرت المواقع الإباحية التي ساهمت بقدر كبير في هتك أعراض العذراوات ووفرت لهن وسيلة تمكنهن من خداع أزواجهن ليلة فض بكارتهن. هبة قطب: ليس دليلا علي العذرية تؤكد الدكتورة هبة قطب أستاذة الطب الجنسي والشرعي في جامعة القاهرة، أن وجود غشاء البكارة لدى البنت لا يعني أنها عذراء أو بكر، حيث أن منطقتنا العربية بها نسبة من60% إلى 80% من الغشاء لدى البنات مطاطي، وقد تكون البنت عذراء بالفعل وتصاب بميكروب ينتقل لها مثلا من "مرحاض" ويعمل على تآكل الغشاء بمرور الوقت، وبالتالي لا يعني ذلك أنها ليست بكرا، كما أن حالات السقوط من أماكن مرتفعة أو حوادث سيارات قريبة من منطقة الحوض تفض الغشاء، وكذلك فحص المهبل الأنثوي قد يفض الغشاء إذا كانت الفتاة غير متزوجة. المعلنين: أكل عيش وستر للفضائح مروجو البضاعة ومعلنيها دافعوا عن مصدر رزقهم بشراسة، وتساءل أحدهم لما كل هذا الهجوم عليه وحده مع انتشار المواقع الإباحية وبيوت الدعارة؟، وتابع أنه وغيره من المعلنين يقدمون الحلول ويسترون الفضائح، خاصة أن الغشاء الاصطناعي ليس له آثار جانبية ومن الممكن تركيبه أكثر من مرة بدون طبيب. علماء الدين: من غشنا فليس منا.. وآخرون يجوز للستر الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بمصر أفتى بتطبيق حد الحرابة على كل من يقوم باستيراد غشاء البكارة الصيني الذي ييسر للفتاة التي فقدت عذريتها استعادة تلك العذرية بسهولة، واعتبره مفسدا في الأرض، لأنه بهذه الطريقة قد يساعد على نشر الرذيلة في المجتمع. وقال بيومي، إن كل من يستورد أو يجلب غشاء البكارة الصناعي هو مفسد في الأرض يجب أن يطبق عليه حد الحرابة. ويرى الدكتور سالم عبد الجليل - وكيل أول بوزارة الأوقاف - إن استخدام غشاء البكارة الصناعي صورة من صور الغش والخداع الذي ينهانا عنه الشرع، حيث توهم من تستخدمه زوجها بعذرية كاذبة ضاربة بذلك كل قيم العفة والطهارة، وتتستر بغشاء صناعي تخفي تحته الذنوب والزلات. فيما قالت الدكتورة سعاد صالح - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- : منذ خمس سنوات كنت أقول بعدم جواز ترقيع غشاء البكارة لأنه يعد من باب الغش والتدليس، ولكنى عدلت رأى الآن وأقول بالجواز من باب الستر، وذلك بعد أن استشرت أساتذة كبار في جامعة الأزهر استندوا في ذلك على أدلة من السنة النبوية. الطب النفسي: من أعراض الايدز الاجتماعي أكدت الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة أن حالة التردي العام التي يمر بها المجتمع المصري في ظل عشوائية السكن والتعليم والبذخ الاستهلاكي دفعت المجتمع إلي التظاهر بما هو ليس حقيقياً. قالت انه لا يوجد تعليم حقيقي، نتظاهر بالديمقراطية ونحن أبعد ما نكون عنها، ونتظاهر بالدين ونحن بعيدون عن جوهره، وكذلك نتظاهر بالشرف مع ممارسة أقبح الرذائل، ونتظاهر بالدفاع عن غشاء البكارة في الوقت الذي نغتال فيه عفة المرأة، وذلك يمكن تسميته بالإيدز الاجتماعي وفقدان المناعة الاجتماعية التي ترتب عليها ظهور كل الآفات التي تهدد كيان المجتمع كله. ممنوع تداوله في الصيدليات منعت وزارة الصحة تداول الغشاء المزعوم، وبالرغم من ذلك اعتبر البعض ذلك القرار سوف يدفع البعض إلى تهريبه ودخوله إلى مصر بشكل سري كما كان الحال مع الفياجرا في البداية قبل التصريح بتداولها في مصر، هي والمنتجات التي تماثلها. وقال مسئول في وزارة الصحة بأنه لن يتم بيع غشاء البكارة الصناعي في الصيدليات لان وزارة الصحة ونقابة الصيادلة لن تسمح بذلك بسبب العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع المصري والتي سوف ترفض تداول هذا المنتج غشاء البكارة الصناعي. قطع عيش للأطباء اعتبر البعض أن غشاء البكارة الصناعي سوف يقضي على الجراحين والأطباء الذين يقومون بترقيع غشاء البكارة جراحيا، لكن عملية منع تداوله سوف تزيد من ارتفاع سعره. الشباب: يفتح أبواب الشك ومطلوب لجنة لفحص الفتيات يرى أحد الشباب أن بعض الفتيات لا تحول دون ممارستهن الرذيلة إلا الخوف من الفضيحة، لكن الآن بعد توافر العلاج بسعر رخيص، ستفعل كل بنت ما تريد والعلاج بسيط. وطالب أحد الشباب بتشكيل لجنة لفحص الفتيات قبل الزواج للتأكد من أن عذريتها صناعي أم طبيعي، وأشار إلى أن هذه الإعلانات سوف تفتح أبواب الشك في كل بنت حتى ولو كانت شريفة.