هنأ الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة أدباء مصر باستقلال المؤتمر وتخلص إرادته من الحاجة إلى جهة أو مؤسسة، ولهذا فأن هذه الدورة تعتبر الأولى من دوراته التى ترعاها الهيئة رعاية كاملة دون مشاركة من أية جهة وهو ما كان يطالب به الأدباء . و ذلك حفل إفتتاح الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر العام لأدباء مصر بعنوان "الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع..دورة جمال حمدان" بحضور د. محمد رضا الشينى نائب رئيس الهيئة ، د. جمال التلاوى رئيس المؤتمر،محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الروائى محمد صالح البحر أمين عام المؤتمر، وعدد كبير من الأدباء ولفيف من الصحفيين والإعلاميين وذلك بقاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون ، و اعتذار د. محمد صابر عرب عن الحضور لسفره للخارج . فتح المؤتمر هذا العام العديد من الملفات الهامة و طالب بحق الترشيح لجوائز الدولة وأن يكون ضيف المؤتمر أحد كبار الحاصلين على جائزة نوبل فى الأدب ، و رغم ذلك أغفل المؤتمر شيئا هاما ، فوضع اسم الأديب " نعيم عطية " و هو حى يرزق ضمن الأدباء " الراحلين " الذين تم تكريمهم ! وفى كلمته أكد محمد صالح أن هذا المؤتمر الذى ظل فاعلاً فى الحياة الثقافية المصرية طوال العقود الماضية، كأحد أهم وأكبر الفعاليات التى تضخ الدم الطازج فى شريان الثقافة المصرية، وتدفع إليه بمبدعين ومفكرين جدد كل دورة، مما ساعد على بقاء الروح الإبداعية فى مصر مزدهرة. و تابع أن المؤتمر استطاع أن ينتج قوانيه الحاكمة لحركته من داخله، وأن يغيرها كلما أحتاج الأمر، ويقدم نموذجاً رائعاً فى بعض الأحايين عن كيفية تعاون المثقف والمؤسسة، وفى أحايين أخرى يقدم نموذجاً لا يقل فى روعته عن أهمية المثقف، مشيراً إلى صعوبة المرحلة الإنتقالية التى نحاول فيها الخروج نهائياً من عنق الزجاجة إلى نظام ديموقراطى كامل بكل أركانه يؤسسه دستور يجمع المصريين جميعاً. كما أشار د. جمال التلاوى فى كلمته إلى أن الأمانة قررت فى هذه الدورة إضافة جديدة تتمثل فى دعوة أحد كبار الأدباء الحاصلين على نوبل فى الأدب، ليكون ذلك نشاطاً ثابتاً فى المؤتمرات القادمة، و تمنى أن يعطى لهذه الأمانة الحق فى الترشيح لجوائز الدولة فى مجال الأدب . وأن تُنشأ له جائزة سنوية تتبناها وزارة الثقافة، وتضع الأمانة معايير منحها فى الأجناس الأدبية المختلفة، كما أكد ثقته فى موافقة وزير الثقافة إعطاء الأمانة عدداً مناسباً من المنح السنوية لاختيار عدد من الأدباء لزيارة الأكاديمية المصرية بروما، وقدم تصوراً مختصراً لاستراتيجية لدفع الثقافة المصرية لتكون ثقافة للجميع، منها أنه لا ينبغى أن تحمل وزارة واحدة مسئولية التثقيف، وأن تتشكل فى مجلس الوزراء مجموعة وزارية ثقافية تقودها وزارة الثقافة تضم وزارات التعليم، التعليم العالى، الإعلام، الشباب، الأوقاف، وأن يُنشأ مجلس وطنى للثقافة يضم ممثلين عن النقابات المعنية مثل اتحاد الكتاب والجمعيات والجماعات الثقافية وقيادات وزارة الثقافة، لتضع استراتيجية قصيرة المدى وآخرى بعيدة المدى. وفى بداية كلمته نقل الشاعر سعد عبد الرحمن أعتذار د. محمد صابر عرب وزير الثقافة عن عدم الحضور لسفره للخارج، مقدماً تقديره للحركة الأدبية فى مصر ولممثليها فى هذا المؤتمر، وأكد سعد أن هذا المؤتمر الذى كان شاهداً على عدد كبير من الطموحات الثقافية يتأهب الليلة للدورة الثالثة على التوالى من أجل مناقشة أحدى القضايا الثقافية الكبرى التى هى عصب الوجود المصرى وسر حيويته وهى "الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع"، وأشار إلى دور المؤتمر الوطنى فى رفض التطبيع، مؤكداً أن الأدباء استطاعوا الربط بين ما تمنوه للثقافة المصرية ذات التعدد والتنوع والتجاور والتواصل، وبين الثقافة المصرية بنت الروح الشعبية العريقة، كما أنهم ربطوا بين هذا وبين عطاء علمى وفكرى وتنويرى قدمه رجل عاشق لمصر وهو الكاتب الكبير الراحل د. جمال حمدان. ثم قام الشاعر سعد عبد الرحمن بتكريم كل من الناقد د. جمال التلاوى، الروائى محمد صالح البحر بإهدائهم درع الهيئة، كما كرم عدد من أدباء الأمانة العامة وهم: د. عبد الحكيم العلامى عن النقاد، نجلاء محرم عن الأديبات كما كرم الكاتبة نفيسه عبدالفتاح عن الإعلاميين، الكاتب أحمد عزت سليم عن الوجه البحرى، الكاتب أسامة البنا عن الوجه القبلى، د. صلاح السروى عن محافظة الجيزة، كما تم تكريم عدد من قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة وهم: الكاتب الكبير الراحل سعد كامل، طلعت مهران، محمود عبد العزيز بإهدائهم شهادة تقدير ودرع الهيئة، وإهداء الشاعر عيد طربوش من البحر الأحمر شهادة تقدير. وقام د. يسرى العزب باستلام درع تكريم الروائى نعيم عطية نيابة عن أسرته و لكنه فاجأ الحضور أن الأديب مازال "حيا " و من جانبها اكتفت المنصة بشكر يسري العزب على تصحيحه للأمر وفى نهاية حفل الافتتاح قُدم العرض المسرحى "على اسم مصر" أشعار صلاح جاهين، بطولة محمود مسعود، إخراج أسامة فوزى .
