هناك شعور دائم بالكره والغضب تجاه الدولة اليهودية، ويود العرب بل يكاد يحلمون بتطبيق سياسية المقاطعة مع الكيان الصهيوني في جميع جوانب الحياة حتى على الجانب الرياضي وذلك تضامناً منهم مع القضية الفلسطينية ، فقد رفضت لاعبتان عربيتان خلال الأيام القليلة الماضية من خوض بطولة عالمية مع إسرائيليتين وهذه ليست المرة الأولى من نوعها التي نشاهد فيها هذه المواقف ... ولكن يبقي التساؤل مفتوح هل سيتكرر هذا المسلسل في اوليمبيات لندن 2012 ؟ . الانسحاب الذكي
الرغبة في مساندة القضية الفلسطينية وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني ، هي الأسباب التي دفعت اللاعبة التونسية وبطلة أفريقيا في رياضة المبارزة بالسيف عزة بسباس – 22 عاماً - إلي التنازل عن حلم الميدالية الذهبية والحصول علي لقب بطلة العالم للمبارزة ، علي الرغم مما تتمتع به من العديد من المهارات والخبرات التي كانت تؤهلها لهذا اللقب ، فقد رفضت الوقوف أمام لاعبة إسرائيلية احتراماً لمشاعر أشقائها الفلسطينيين .
فبمجرد صعود بسباس علي منصة المباراة النهائية لبطولة العالم في المبارزة - والتي استضافتها مدينة " كاتانيا " الإيطالية – وقدوم منافستها الإسرائيلية " ناعومي ميلس " أعلنت الأولي انسحابها عن تلك المباراة وتنازلها عن الميدالية لمنافستها مقابل عدم المشاركة مع إسرائيل في أي عمل مهما بلغت الأضرار ، وقد قامت بالانسحاب بعد الصعود علي المنصة تجنباً لأي قرار من جانب الحكام يدينها ويعرضها للشطب من مسابقات آخري ، وتجنباً لعقوبة الاتحاد الدولي للمبارزة بالسيف .
وكان لذلك العديد من ردود الأفعال العربية المتباينة علي العديد من المواقع الالكترونية مابين المؤيدة لموقفها والمعارضة له ، فقد أشاد المعظم بموقف بسباس وجرأتها في اتخاذ هذا القرار مشيدين بمساندتها للجانب الفلسطيني وتنازلها عن هذا الحلم الذي يتمناه أي لاعب ، وفي المقابل اعترضت فئة قليلة علي هذا السلوك و رفضت التنازل السهل عن الميدالية واللقب للإسرائيليين ، لأنه من وجهة نظرها كان الأفضل أن تستكمل اللاعبة مباراتها وتهزم الإسرائيلية لتثبت للجميع مهارة ومكانة المبارزة العربية .
وعن موقف الدولة المستضيفة للمباراة ، أعرب جورجو سكارسي –رئيس الاتحاد الإيطالي للمبارزة ونائب رئيس الاتحاد الدولي – عن أسفه وغضبه لما حدث ، مؤكداً علي تلقي بسباس أوامر وتعليمات بالانسحاب واتخاذ مثل هذا الموقف العدائي من إسرائيل ، ووصف ما حدث ب " الإشارة غير اللطيفة " التي يمكن أن تؤدي إلي الاحتقان بين الشعبين الجزائري والإسرائيلي ، وعبر عن عدم قدرة الاتحاد اتخاذ أي قرار ضد اللاعبة لأنها انسحبت بأسلوب وطريقة ذكية جعلها بعيدة تماما عن أي عقوبة .
وسام القدس ولم تكن هذه المرة الأولى التي يسجل فيها لاعبين من دول عربية و إسلامية انسحابات من بطولات عالمية فردية فقد امتنعت اللاعبة مريم موسى الأسبوع الماضي من مواجهة المصارعة الصهيونية شاهار ليفي تحت وزن 52 كجم، وتخلت عن حلم الصعود إلى أولمبياد لندن 2012 التي باتت تحلم به في بطولة العالم للجودو التي احتضنتها في العاصمة الإيطالية روما . وقالت بعض المصادر الإعلامية إن شرارة الخلافات بدأت عندما تقابلت اللاعبتان في الفندق المخصص لإقامة المشاركين بالبطولة وسرعان ما بدأ تبادل الكلمات العدائية بين الطرفين كادت أن تصل إلى الاشتباك بالأيدي . وتكريماً لما قامت به أقدمت اللجنة الأولمبية الفلسطينية على منحها وسام القدس، تقديراً لموقفها القومي المساند لفلسطين، بعد رفضها مواجهة المصارعة الإسرائيلية. واتهمت المواقع الصهيونية اللاعبة بمحاولة الاعتداء على ليفي والتهجم عليها بالألفاظ مشيرة إلى أن انسحاب اللاعبين الجزائريين من مواجهة الإسرائيليين في كافة المحافل الدولية في مختلف الألعاب يأتي نتيجة تلقيهم أوامر من السلطات العليا . سياسة المقاطعة فمن الواضح أن سياسة المقاطعة ستستمر مع جميع الرياضيين الجزائريين في كل المنافسات العالمية، حيث أنه من حوالي خمسة أشهر رفض لاعب المنتخب الجزائري للتايكوندو زكريا شنوف مواجهة الإسرائيلي آدم ساجبر، في وزن أقل من 63 كجم الخميس ببطولة العالم للتايكوندو بكوريا الجنوبية. وفى هذا الوقت أشادت به العديد من وسائل الإعلام الجزائرية بموقف اللاعب التي اعتبرته مشرف للغاية، خاصة أنه لم يتجاوز ال 18 من عمره، و كان قد ضحى بدراسته هذا العام من أجل المشاركة في بطولة العالم، وعلى الرغم من ذلك ضحى ثانية بعدم استكمال حرصًا منه على عدم مواجهة لاعب إسرائيلي . إصابة كاذبة
وقد عكس العداء بين إيران وإسرائيل – قبل ذلك – صداه علي الساحة الرياضية ، حينما رفض ملاكم التايكوندو الإيراني محمد سليماني منافسة اللاعب الإسرائيلي جيلي هيموويتز علي الميدالية الذهبية في أولمبياد سنغافورة لعام 2009 ، وأبدي اعتراضه علي الصعود والوقوف بمنصة أقل ارتفاعاً من منصة منافسه الإسرائيلي ، ورفض استكمال المنافسة بدعوي إصابة بالغة تسببت في نقله إلي المستشفي رغبةً منه في إنهاء المباراة ومقاطعة الرياضة الإسرائيلية . وأدي هذا الموقف –آنذاك – إلي انتشار جدل واسع بالرأي العام العالمي حول خطورة الخلط بين الشئون السياسية والرياضية ، لأنه سيعكس فيما بعد العديد من الصراعات و الخلافات الدولية. ** مركز الدراسات