قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي في تعليقه على فوز دبي باستضافة "إكسبو 2020"، عبر تويتر، "وعدنا العالم بأننا سنبهره في 2020 ونؤكد اليوم وعدنا ونعد أيضا بأننا سنحقق شعارنا في تواصل العقول لبناء مستقبل أفضل". وأشار بن راشد، في تغريدة أخرى "أن منطقتنا هي مكان لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات وصناعة الإبداعات وستسترد منطقتنا دورها الحضاري بمبادرات من هذا النوع". وأضاف: "نريد ان نحقق تواصلا حقيقيا نبني عبره مستقبلا أفضل لأبناء المنطقة وشبابها، حان الوقت لتستعيد فيه منطقتنا دورها التاريخي والحضاري". وتابع آل مكتوم: "سنرحب في 2020 ب 25 مليون زائر من كافة أنحاء العالم ونعدهم بتنظيم أفضل دورة في تاريخ المعرض". وأعرب مسئولون بالإمارات عن تفاؤلهم بهذا الإنجاز قائلين: أن استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020، حصاد لتجربة تنموية تمتد لأربعة عقود، وستحقق مكاسب طويلة الأمد لاقتصاد الإمارات. ووفقا لجريدة الاتحاد، وأكد هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي، أن اقتصاد دبي يتمتع بمقومات قلما توجد في المدن الأخرى المرشحة لاستضافة «إكسبو 2020). وقال إن شعار دولة الإمارات «تواصل العقول..وصنع المستقبل» الذي تقدمت به عند طلب استضافة المعرض يعكس فلسفة الدولة في التواصل بين الحضارات، ويحمل بين طياته النظرة المنفتحة على شعوب العالم، وشغف لأن تكون الامارات جسراً للتواصل فيما بين الحضارات. وأضاف الهاملي «عرفت الدولة بعلاقاتها الوطيدة في محيطها الإقليمي والدولي مع عشرات دول العالم المتقدمة والناشئة والنامية من قارات العالم الستة، وفي إطار من العلاقات المتوازنة القائمة على أساس التعاون والاحترام المتبادل، فضلاً عن مواقفها المتميزة كمركز اسناد لكل قوى الخير والسلام في العالم». وفي سياق حديثه عن مقومات دبي للفوز في استضافة «إكسبو 2020»، أفاد الهاملي أن أهم ما يميز اقتصاد دبي هو انفتاحه على الأسواق العالمية وتوظيف المستجدات الحاصلة فيها لتطوير أداء مختلف القطاعات الاقتصادية مع التركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، التي تحاكي التطورات الحاصلة في الاقتصاد العالمي. وذكر أن قطاع الخدمات يستأثر بنصيب كبير من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وتجسد ذلك بصورة رئيسة في نمو السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية والمصارف والنقل والمواصلات. كما ذكر أن المناطق الحرة لعبت دوراً محورياً في ترسيخ مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي للمال والأعمال. وأضاف أن اقتصاد الإمارات يتسم بسياسة مالية ونقدية ساهمتا بصورة فاعلة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنقدي منذ تأسيس الدولة في عام 1971. ولفت الهاملي إلى أن دولة الإمارت بقيادتها الحكيمة تمتلك رؤية استراتيجية واعية تستوعب الحاضر وتتطلع إلى غد مشرق، وتجسد ذلك في رؤية «الإمارات 2021»، وخطة دبي الاستراتيجية إلى جانب سلسلة المبادرات الاستراتيجية التي دأبت قيادة الدولة على إطلاقها، بالاتجاه الذي يعزز مسيرة النهضة الشاملة، وبما يرفع من معدلات رفاه افراد المجتمع وتعزيز مكانة الدولة على خريطة الاقتصاد العالمي. وحدد الهاملي أهم المقومات الاقتصادية لدبي التي تأهلها للفوز باستضافة معرض «إكسبو 2020» بقوله «تحتضن دبي بيئة اقتصادية حولتها إلى مركز جذب للاستثمارات الأجنبية، حيث تعمل فيها آلاف الشركات الوطنية والأجنبية، إلى جانب ما تنعم به دولة الإمارات من استقرار اقتصادي وسياسي وأمني. وتابع: «تتمتع الإمارة ببنية تحتية اقتصادية واجتماعية عصرية، تكاد لاتضاهيها مدينة أخرى في المنطقة والعالم، ومع استمرار مشاريع البنية التحتية في الإمارة والدولة ستزداد الطاقة الاستيعابية للأعداد الكبيرة من العارضين والمستثمرين ورجال الأعمال والسواح الذين سيتقاطرون على دبي للمشاركة في المعرض». من جانب آخر، قال الهاملي إن التطور الحاصل في صناعة المعارض واستضافة الأحداث العالمية في دبي ساهم في تراكم خبرة دبي وتوفير أرضية صلبة لاستضافة أحداث عالمية كبيرة مستقبلاً مثل «أكسبو 2020». واختتم الهاملي حديثه بالقول، إن فوز دبي باستضافة «إكسبو 2020» بمثابة حصاد لتجربة متميزة تمتد لأكثر من أربعة عقود قطعت فيها الإمارة شوطاً طويلاً في مجال التنمية لتتحول من مدينة تقليدية إلى مركز عالمي للمال والأعمال. وقال، ألان روبرتسون، الرئيس التنفيذي لشركة جونز لانج لاسال، مينا تحقق استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020، مكاسب طويلة الأمد لاقتصاد الإمارات. وقال في دراسة أعدتها الشركة «رغم أن سوق دبي العقاري يبدو مقبلاً على مرحلة من النمو بغض النظر عن نجاح عرض دبي، فإن الفوز بإكسبو 2020 العالمي، يشكل أهم محفز لنمو القطاع العقاري في الامارات العربية المتحدة عام 2014». وأضاف، في الوقت الذي سوف يوفر فيه معرض إكسبو 2020 العالمي مكاسب طويلة الأمد لاقتصاد دبي وسوقها العقاري، يجب التعامل بحذر مع تأثيره قصير الأمد لتفادي الطفرة التي لا يمكن تفاديها في تحسن مشاعر المستثمرين والمستهلكين، والتي سوف تتجلَّى في شكل نمو مفرط في الأسعار، أو في المشاريع الجديدة. وقال « يمكننا تصنيف التأثير لنجاح عرض دبي إلى ثلاث مراحل، هي ما قبل وخلال إقامة المعرض وبعد مرور 6 شهور على استضافته». وتابع: رغم أن التأثير الفوري وقصير الأمد لهذا النجاح سوف يحتل العناوين الرئيسية للأخبار، ويحدد شكل السوق خلال عام 2014، فسوف تتمثل أهم مكاسب الاستضافة وأكثرها استراتيجية في التأثير طويل الأمد لتداعيات المعرض في اقتصاد الدولة. وقال روبرتسون «بينما سيؤدي المعرض إلى فوائد طويلة الأمد لاقتصاد دبي وسوق عقاراتها، إلا أن تأثير ذلك على المدى القصير يحتاج للإدارة بعناية لتجنب دفعة لا مفر منها في ترجمة المشاعر إلى النمو المفرط في الأسعار أو التنمية». وأضاف، تعتبر مشاعر المستثمرين والمستهلكين من العوامل الرئيسية التي تحرِّك السوق العقاري في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتابع «رغم أن 7 أعوام تفصلنا عن معرض إكسبو 2020 العالمي، إلا أن نجاح دبي في استضافته سوف يمنح مشاعر السوق دفعة قوية، ويُوَلِّد اهتماماً فورياً بالقطاع العقاري على الأمد القصير». ومن المرجَّح أن يؤدي هذا التحسن في المشاعر إلى ارتفاع أسعار قطع الأراضي والفلل و الشقق القائمة في المشاريع العقارية الأقرب إلى موقع المعرض. وبينما يكاد يكون من المؤكد ارتفاع الأسعار في منطقة جبل علي، فإن توافر إمدادات جديدة ملحوظة ستخفف من حدة هذا الارتفاع، ويمكن أن تؤدي إلى اتساع الفجوة بين الأسعار المطلوبة وأسعار السوق. العرض ويتوقع ازدياد مستويات الامدادات في الممر الواقع جنوبي دبي نتيجة لنجاح دبي باستضافة معرض إكسبو، ويمتلك عدد من شركات التطوير العقاري قطع أراضٍ كبيرة في محيط مشروع «دبي وورلد سنترال» العقاري. ومن المرجَّح أن تقدِّم تلك الشركات مواعيد إنشاء مشاريعها العقارية في تلك المنطقة، نظراً لتحسن مشاعر المستثمرين والمستهلكين نتيجة فوز دبي بحق استضافة المعرض العالمي. وكانت شركة نخيل العقارية قد طرحت مؤخراً 500 قطعة أرض جديدة للبيع في مشروعها العقاري المسمَّى «الفرجان» في منطقة جبل علي. ويتوقع حدوث فورة من الإعلانات المشابهة الأخرى خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع سعي شركات التطوير العقاري الأخرى إلى بيع قطع أراضي أو وحدات سكنية جديدة «على الخريطة. ولا تزال دبي تخطط لطرح معروض كبير من الوحدات السكنية الجديدة خلال العامين المقبلين ومن المتوقع اكتمال بناء 45 ألف وحدة سكنية بحلول نهاية عام 2015. ومن المرجَّح اكتمال بناء عدد قليل من المشاريع السكنية الجديدة في محيط مشروع «دبي وورلد سنترال» خلال نفس الفترة الزمنية، فقد يؤدي بيع عدد كبير من الوحدات السكنية «على الخريطة» إلى فرض المزيد من الضغوط التنافسية على المشاريع التي تم الإعلان عنها. الطلب وقال روبرتسون «إن استضافة دبي للمعرض العالمي سوف تترك آثاراً ايجابية على اقتصادها وبالتبعية على الطلب العقاري، حيث تشير التقديرات إلى أن الاستضافة سوف تزيد إجمالي النتاج المحلي لدبي بنسبة قد تصل إلى 2%، ما سوف يؤدي إلى استحداث ما يصل إلى 277 فرصة عمل إضافية». وإذا ثبتت صحة هذه التقديرات، فسوف يكون السوق العقاري من أكبر المستفيدين من هذا الازدهار بسبب ازدياد الانفاق وارتفاع الطلب على الوحدات السكنية والفنادق والاسكان التجاري، مثل الأجنحة الفندقية والشقق المفروشة. وأفاد بأن التحدي للمطورين وأصحاب العقارات ذو شقين، تنفيذ مرحلة مشاريع تماشياً مع زيادة الطلب، وذلك لتفادي إغراق السوق بمساحة زائدة في الأجل القصير، والعثور على مستخدمين للعقارات على المدى الطويل بعد الحدث نفسه. خلال الحدث ومن الواضح، أن قطاع الضيافة سوف يكون الرابح الأكبر من ارتفاع الطلب العقاري خلال إقامة المعرض. وقد دأب هذا القطاع على تصدر انتعاش سوق دبي العقاري خلال العامين الماضيين، حيث تسجل دبي حالياً أحد أقوى مستويات النمو في هذا القطاع على المستوى العالمي. وتشير إحصائيات حديثة إلى أن متوسط معدلات الإشغال الفندقي في دبي خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2013 بلغ 79% ، بارتفاع عن 76% عن الفترة ذاتها من عام 2012، ما أدى إلى ارتفاع بنسبة 6,5% في عائدات الغرف المتاحة، مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2012. ومن المتوقع، أن يؤدي عرض دبي استضافة المعرض العالمي إلى استقطاب ما يصل إلى 25 مليون زائر خلال الشهور الستة التي يقام خلالها المعرض. وهذا ما يجعل من المعرض أحد العناصر الرئيسية في تحقيق رؤية الحكومة التي تقضي باستقطاب أكثر من 20 مليون زائر أجنبي إلى دبي بحلول عام 2020. ويقدر حجم المعروض الفندقي الإضافي الضروري لإسكان هؤلاء الزوار - يجري حالياً أخذ عدد من استراتيجيات الاسكان البديلة في عين الاعتبار- بنحو 45 ألف غرفة فندقية إضافية. ويمكن أن يتوسع هذا الطلب من دبي ليشمل مراكز أخرى في الامارات العربية المتحدة وحتى للدول المجاورة مثل سلطنة عمان، علماً بأنه ليس جميع الضيوف سيقيمون في غرف فندقية، لذا فإن معرض إكسبو سيوسع عروض الإقامة السياحية في الامارات العربية المتحدة. وقال شهاب بن محمود، رئيس مجموعة الفندقة والضيافة لمنطقة مينا في شركة جونز لانج لاسال «سوف يشكل فوز دبي بحق استضافة معرض إكسبو 2020 العالمي، أكبر محفز منفرد للنشاط في الأسواق الفندقية لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة». وأدَّت المستويات المرتفعة الراهنة لأداء القطاع الفندقي في دبي بالفعل إلى ازدياد الطلب على المزيد من الغرف الفندقية (تم الإعلان بالفعل عن خطط لتوفير 10 آلاف غرفة فندقية إضافية). وتوقعت جونز لانج، حدوث طفرة في معروض جميع شرائح السوق بالتزامن مع بروز محيط مشروع دبي وورلد سنترال بصفته ثالث أكبر تجمع فندقي في دبي، ليتكامل مع مع التجمعين القائمين حالياً على امتداد الشواطىء وفي الحي التجاري المركزي بمنطقة وسط المدينة. كما سيستفيد قطاع التجزئة والسياحة مباشرة من المستوى العالي للزائرين خلال الحدث نفسه. ويبدو قطاع البيع بالتجزئة في دبي في وضع جيد لتلبية احتياجات الإنفاق السياحي.